حكاية اغتصاب سعاد حسني في فيلم ”الكرنك” وانهيارها في حضن كمال الشناوي
الفنانة الكبيرة سعاد حسني، التي تركت وراءها مسيرة فنية مليئة بالعطاء والتميز، مليئة أيضًا بأسرار وحكايات لا تزال غير معروفة للجمهور حتى الآن. حب الجمهور لها وشغفه بأعمالها جعله دائمًا يبحث عن كواليس تصوير الأعمال التي قدمتها "السندريلا" طوال مسيرتها الفنية. ومن أصعب المشاهد التي قدمتها سعاد كان مشهد الاغتصاب الذي صورته في فيلم "الكرنك"، حيث كانت ترتعش خلال تصويره.
فيلم "الكرنك" (1975) لـ سعاد حسني
في عام 1975، عُرض فيلم "الكرنك" المأخوذ عن قصة الأديب الكبير نجيب محفوظ، ومن إخراج علي بدرخان. شارك في بطولته سعاد حسني، نور الشريف، كمال الشناوي، فريد شوقي، وشويكار. تناول الفيلم الحياة السياسية في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وأثار ضجة كبيرة وقت عرضه، حيث اشترطت الرقابة تغيير النهاية للسماح بعرضه.
التغييرات المطلوبة من الرقابة لـ فيلم الكرنك
اضطر صناع الفيلم للموافقة على شروط الرقابة التي أصرت على نهاية مختلفة تتماشى مع السياسة الجديدة في عهد الرئيس الراحل أنور السادات. اعترفت سعاد حسني أن للفيلم نهايتين؛ واحدة كان يريدها المخرج علي بدرخان والمنتج ممدوح الليثي، والأخرى التي أصرت الرقابة عليها.
مشهد اغتصاب سعاد حسني في فيلم الكرنك
انتهى الفيلم بقيام ثورة التصحيح في بداية عهد السادات وصدور قرار بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، ودخول الضابط الكبير الذي كان يصدر أوامر التعذيب إلى المعتقل. في الفيلم، جسدت سعاد حسني دور "زينب" التي تعرضت لاغتصاب وحشي من أحد رجال رئيس المخابرات بعد رفضها الاعتراف بانتمائها وخطيبها لمنظمة شيوعية.
كواليس تصوير مشهد اغتصاب سعاد حسني
كشف كمال الشناوي عن كواليس تصوير المشهد، حيث قال إنه تم تصويره بعد بروفات عديدة وتحضير جيد. وأضاف: "كلنا شعرنا بالرهبة والمسؤولية، وسعاد كانت منهارة بعد المشهد، فاحتضنتها وكانت تبكي وترتعش من شدة القهر." وأكد المخرج علي بدرخان نفس الكلام، موضحًا أنه عاد المشهد أكثر من مرة، وأنه بكى في النهاية وأوقف التصوير بسبب انهيار سعاد الكامل.
وفاة السندريلا سعاد حسني
في 20 يونيو 2001، توفيت سعاد حسني في لندن بظروف غامضة، حيث سقطت من بلكونة شقتها في الدور السادس. لا يزال الغموض يحيط بملابسات موتها، حيث تتباين التقارير بين الانتحار والقتل. خرج عشرات الآلاف من المصريين في جنازتها، ولا تزال قصة حياتها وموتها موضوعًا للتساؤلات والنقاشات حتى اليوم.
اقرأ أيضًا: