الضربات الجوية على اليمن .. تأثير محدود ومخاطر محتملة
نفذت القوات المسلحة الأمريكية، في الساعات الأولى من صباح الجمعة، سلسلة من الضربات الجوية على اليمن ، بالتنسيق مع حلفائها الدوليين من المملكة المتحدة وبدعم غير عملياتي من أستراليا وكندا وهولندا والبحرين.
جرت هذه الغارات في المحافظات الرئيسية مثل صنعاء وصعدة وذمار والحديدة، ردًا على التصاعد الخطير للهجمات التي نفذتها جماعة أنصار الله ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.
وكان الهدف من الضربات الجوية على اليمن هو "تقليل قدرة أنصار الله الحوثيين على الهجوم، ووفقًا للقيادة المركزية الأمريكية، فقد استهدفت الضربات "مراكز القيادة والسيطرة وأنظمة الصواريخ والبنية التحتية للتصنيع" التابعة لجماعة أنصار الله.
تأثير الضربات الجوية على اليمن
ومن المتوقع أن يكون تأثير الضربات الجوية على قدرات الحوثيين محدودًا، حيث قد تقل قدرتهم في إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة بشكل طفيف، ولكن يبدو أكثر تحديًا استخدامهم القوارب الصغيرة في استهداف السفن، سواء كانت مأهولة أم غير مأهولة.
وعلى الرغم من الضربات التي شنتها أمريكا وبريطانيا، إلا أن أنصار الله الحوثيين، استمروا في مواجهة التحديات التي فرضتها الولايات المتحدة وحلفاؤها في البحر الأحمر بإعلانهم أن المصالح الأمريكية والبريطانية أصبحت هدفًا مشروعًا لصواريخهم ومسيراتهم.
وتاريخ استخدام القوة ضد الحوثيين، سواءً كان ذلك بأمر من الرئيس الراحل علي عبد الله صالح أو بعده، لم يؤد إلا إلى تحسين قدراتهم العسكرية، ولذلك يمكن أن تؤدي الضربات الجوية إلى تعزيز صورة جماعة أنصار الله كحركة مقاومة بطولية، مما يعزز شرعيتها في الداخل.
ومن غير المجدي تاريخيًا أن تؤدي الضربات الجوية المستمرة إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، وبعد الغارات التي وقعت اليوم، يتوقع أن يتغير الصراع في البحر الأحمر إلى الأسوء حيث ستحاول الجماعة الانتقام بكل ما أتيت من قوة ردًا على العدوان الذي طالها.
وفيما أعربت المملكة العربية السعودية عن قلقها إزاء الأحداث، ودعت إلى ضبط النفس وتجنب التصعيد، أعتبرت إيران أن الضربات العسكرية الأميركية البريطانية تدعم الحرب الإسرائيلية على غزة، مشيرة إلى أنها قد تزيد من عدم الأمان وعدم الاستقرار في المنطقة.
تأثير الهجمات الحوثية في البحر الأحمر
تجدر الإشارة إلى أن أنصار الله الحوثيين، منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، قاموا بتكثيف هجماتهم في البحر الأحمر ضد السفن التي تملكها أو تشغلها إسرائيل، أو التي تحمل بضائع إليها، مما أسفر عن تأثيرات ذلك كالتالي:
- تأثير اقتصادي على إسرائيل: يعتبر الاقتصاد الإسرائيلي الأكثر تأثراً، حيث يستهدف الهجمات الناقلات المتعلقة بتل أبيب، مما يؤثر على حركة الصادرات والواردات، حيث يعاني القطاع السياحي في إسرائيل من خسائر كبيرة، ويتحدث عن توقعات بانخفاض في معدلات النمو.
- ارتفاع تكاليف الشحن البحري: شهدت هجمات الحوثيين على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر ارتفاعًا حادًا في أسعار الشحن البحري بين آسيا وأوروبا والأميركتين، حيث وصلت الزيادة إلى 173% منذ نوفمبر الماضي.
- تأثير على شركات الشحن العالمية: قررت بعض كبرى شركات الشحن العالمية، مثل "إم إس سي" و"ميرسك"، تعليق رحلاتها التجارية عبر البحر الأحمر منذ منتصف ديسمبر الماضي، واستبدلت هذه الشركات ذلك بالطرق البديلة التي تمر عبر رأس الرجاء الصالح جنوبي دولة جنوب أفريقيا.