خارطة السيطرة والنفوذ في اليمن 2024.. استمرار الصراع وتزايد الانقسام
في ظل استمرار الحرب في اليمن، ودخولها عامها العاشر، تتغير خارطة السيطرة والنفوذ بشكل مستمر، حيث تسعى كل من الحكومة الشرعية و"أنصار الله" والمجلس الانتقالي الجنوبي إلى تعزيز سيطرتها على المزيد من الأراضي والمناطق الاستراتيجية.
وتؤثر هذه التطورات بشكل كبير على مستقبل اليمن، حيث تزيد من احتمالات استمرار الصراع وتزايد الانقسام بين الأطراف المتنازعة، مما سيؤدي إلى تعميق الأزمة الإنسانية في البلاد.
ويتناول هذا التقرير خارطة السيطرة والنفوذ في اليمن، مع تسليط الضوء على أهم التطورات التي شهدتها في الفترة الأخيرة، وآثار هذه التطورات على مستقبل اليمن.
خارطة السيطرة والنفوذ في اليمن
الحكومة الشرعية:
-
مناطق نفوذها:
-
محافظات تحت سيطرة كاملة للحكومة: (المهرة ـ حضرموت ـ شبوة)
-
محافظات أغلبها تحت سيطرة الحكومة: (مأرب ـ الضالع ـ لحج ـ تعز)
-
-
موقفها من عملية السلام:
-
تدعم الحكومة الشرعية عملية السلام في اليمن، وتسعى إلى تحقيق تسوية سياسية شاملة تؤدي إلى إنهاء الحرب وإعادة بناء البلاد، وقد شاركت في العديد من جولات المفاوضات مع "أنصار الله"، ولكنها فشلت في تحقيق تقدم كبير.
-
-
طموحها:
-
استعادة السيطرة على جميع أنحاء البلاد.
- إقامة دولة ديمقراطية.
- تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
-
جماعة "أنصار الله":
-
مناطق سيطرتها:
-
محافظات تحت سيطرة كاملة لـ "أنصار الله": (صنعاء ـ عمران ـ ذمار ـ البيضاء ـ ريمة ـ إب ـ المحويت).
-
محافظات يسيطر "أنصار الله"على أغلبها: (الجوف ـ صعدة ـ حجة ـ الحديدة).
-
-
موقفها من عملية السلام:
-
ينخرط "أنصار الله" في مباحثات السلام، بشروط أبرزها؛ تسديد رواتب موظفي حكومتهم غير المعترف بها دولياً عن طريق السلطة، وتدشين وجهات جديدة من مطار صنعاء الذي ظلّ مغلقاً لسنوات.
-
-
طموحها:
-
تحقيق الاستقلال الذاتي لمناطقهم الشمالية.
-
وإقامة دولة شيعية تابعة لإيران في اليمن.
-
نشر التشيع في المنطقة.
-
-
الدعم الإقليمي:
تدعم إيران "أنصار الله" في اليمن لأسباب تتضمن:
-
التواجد الإستراتيجي على حدود السعودية وتأثير كبير على خصمها التقليدي.
-
استراتيجية لاستغلال اليمن كقاعدة للتجنيد وبناء تأثير إقليمي مماثل للعراق وسوريا.
-
السيطرة على مضيقي باب المندب وهرمز للسيطرة على طرق النقل البحري للطاقة.
-
تحقيق دور إقليمي ودولي مؤثر وتحدي لدول الخليج والغرب.
-
دعم خطط التوسع في إفريقيا عبر التواجد في اليمن.
المجلس الانتقالي الجنوبي:
مناطق نفوذه:
-
-
محافظات تحت سيطرة المجلس الانتقالي الجنوبي: (عدن ـ سقطرى ـ شبوة)
-
يتقاسم مع الحكومة الشرعية السيطرة على محافظات: (أبين )
-
يتمتع المجلس بحضور عسكري وسياسي في محافظتي (الضالع ـ لحج).
-
موقفه من عملية السلام:
يدعم المجلس الانتقالي الجنوبي عملية السلام، ولكن لديه بعض الشروط، بما في ذلك:
-
إقامة دولة مستقلة في جنوب اليمن.
-
انسحاب القوات الحكومية من الجنوب.
-
إجراء انتخابات حرة ونزيهة.
-
طموحه:
-
تحقيق استقلال جنوب اليمن.
-
إقامة دولة علمانية.
-
السيطرة على جميع موانئ اليمن على البحر الأحمر للعب دور سياسي مع دول المنطقة ودول العالم.
-
-
الدعم الإقليمي:
تدعم الإمارات المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن لأسباب تتضمن:
-
السيطرة على الشريط الساحلي اليمني، بما في ذلك المناطق التي تحتوي على موارد طبيعية مهمة مثل النفط والغاز.
-
تحقيق نفوذ إقليمي واقتصادي في المناطق القريبة من الساحل الجنوبي لليمن.
دلالات مهمة في خارطة النفوذ والسيطرة في اليمن:
أولًا: الانتشار:
أ ـ من حيث الجغرافيا:
-
الحكومة الشرعية تسيطر على حوالي 55% من مساحة اليمن.
-
"أنصار الله" يسيطرون على نحو 25% من الجغرافيا اليمنية.
-
المجلس الانتقالي يسيطر على حوالي 20% من الأراضي اليمنية.
ب ـ من حيث السكان:
-
يسيطر "أنصار الله" على أكثر من 50 بالمئة من إجمالي سكان اليمن البالغ عددهم 32 مليون نسمة تقريبًا.
-
الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي يسيطرون على مناطق تتميز بكثافة سكانية أقل مقارنة بالمناطق التي تسيطر عليها "أنصار الله".
جـ ـ من حيث التأثير:
- ـ الحكومة الشرعية، بسيطرتها الكاملة على محافظات: (المهرة ـ حضرموت)، وأغلب محافظات: (مأرب ـ الضالع ـ لحج ـ تعز)، فهي تتركز في مناطق الثروة والغاز والنفط.
- ـ جماعة "أنصار الله"، بسيطرتها الكاملة على محافظات: (صنعاء ـ عمران ـ ذمار ـ ريمة ـ إب ـ المحويت ـ البيضاء)، وأغلب محافظات: (الجوف ـ صعدة ـ حجة ـ الحديدة)، فهي تتركز في مناطق الكتلة البشرية الأكبر.
- ـ المجلس الانتقالي الجنوبي، بسيطرته على: (عدن ـ سقطرى ـ شبوة)، وتقاسمه السيطرة في (أبين) مع الحكومة الشرعية، وحضوره في (الضالع ـ لحج)، فهو يتركز في الموانئ والجزر والسواحل الجنوبية.
ثانيًا: الأهمية الجغرافية:
المناطق التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية:
تحمل أهمية جغرافية كبيرة للعديد من الأسباب:
-
الإمكانيات الاقتصادية: تضم هذه المناطق مدنًا هامة مثل المكلا ومأرب وسيئون، وتحتوي على موارد نفطية وغازية مهمة، وهو ما يجعلها مصدرًا للإيرادات الاقتصادية والموارد الطبيعية.
- البنية التحتية: المناطق التي تسيطر عليها الحكومة تحتضن مطارات دولية وموانئ بحرية مهمة مثل مطار سيئون ومطار الغيضة وميناءي نشطون وشحن، مما يسهم في تعزيز الاتصالات والتجارة والنقل.
- الأمان والاستقرار: تلعب هذه المناطق دورًا في توفير الأمان والاستقرار في الجزء الشرقي من اليمن، مما يساعد في الحفاظ على سلامة المواطنين وتشجيع النمو الاقتصادي.
- الحدود والتأثير الإقليمي: المناطق الحكومية تمتد إلى الحدود مع سلطنة عمان والمملكة العربية السعودية، وهذا يجعلها مكانًا استراتيجيًا بالنسبة للتأثير الإقليمي والعلاقات الدولية.
المناطق التي يسيطر عليها "أنصار الله":
تحمل أهمية جغرافية بالنسبة لهم من خلال:
-
صنعاء: تحتضن العاصمة اليمنية مؤسسات الدولة ومرافق حكومية رئيسية، بالإضافة إلى القطاعات الاقتصادية مثل الاتصالات والإنترنت والصناعات، مما يمنح "أنصار الله" مصادر إيرادات مهمة.
- الحديدة: تحتوي على ميناء بحري استراتيجي يشهد مرور نحو 70 بالمئة من واردات ومساعدات اليمن، ويعزز القدرة الاقتصادية والاستراتيجية للحوثيين.
- الحوبان: المنطقة تحتضن مصانع للقطاع الخاص، وتمتلك نسبة كبيرة من إجمالي إيرادات محافظة تعز، وتمنح الجماعة مصدرًا إضافيًا للإيرادات والتأثير.
المناطق التي يحكمها المجلس الانتقالي الجنوبي:
تحمل أهمية جغرافية كبيرة نظرًا لسيطرته على:
-
عدن: هي العاصمة المؤقتة للحكومة الشرعية ، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي كميناء بحري يمتد إلى باب المندب يجعلها مكانًا مهمًا للتجارة والنقل البحري، وكانت تعد العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن قبل الحرب.
- سقطرى: يحظى الأرخبيل بأهمية استراتيجية بالغة نظرًا لموقعه الاستراتيجي الحيوي والمطل على المحيط الهندي، ويلعب دورًا مهمًا في السيطرة على الممرات المائية وأمن الملاحة في المنطقة.
- شبوة: تحتوي على "منشأة بلحاف الغازية" التي تُعتبر واحدة من أهم منشآت الغاز الطبيعي في اليمن.
إقرأ أيضًا:
اليمن على مفترق طرق.. هل ستنجح مفاوضات السلام السعودية ـ الحوثية؟
الصين تدعم الحوثيين وتضعهم في موقف قوة أمام أمريكا
باب المندب يشتعل .. هل تفجر هجمات الحوثيون صراعًا دوليًا في البحر الأحمر؟
في الختام، يمكن القول إن خارطة السيطرة والنفوذ في اليمن تتغير باستمرار، مما يزيد من احتمالات استمرار الصراع وتزايد الانقسام بين الأطراف المتنازعة، مما يعقد من فرص تحقيق السلام في البلاد.