الموجز
الأحد 24 نوفمبر 2024 03:00 صـ 23 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

تعرف على خلق نبوي يزين الجوارح وينشر المودة بين الناس

رسول الله صلى الله عليه وسلم
رسول الله صلى الله عليه وسلم

قال الدكتور مبروك عبد العظيم أحمد أستاذ الشريعة بجامعة بني سويف، إن السماحة تعني الرفق واللين واليسر في كل أمر وهي أمر مستحب ما دام لا يترتب عليها ارتكاب أمر محرم أو تضييع واجب من الواجبات.

وأضاف "عبد العظيم" خلال برنامج (الأسرة والمجتمع) بإذاعة القرآن الكريم، أن السماحة بدايتها القلب، فالإنسان السمح هو الذي يوجهه ضميره وقلبه إلى اختيار الأسهل ما لم يكن فيه معصية، لافتا النظر أن قدوتنا وأسوتنا في السماحة هو النبي صلي الله عليه وسلم، فعن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت( ما خير رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا أخذ أيسرهما ما لم يكن إثما فإن كان إثما كان أبعد الناس منه وما انتقم رسول الله صلى الله عليه وسلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمة الله عز وجل).

وبين أن السماحة أيضا سلوك يزين الجوارح وينشر المودة والأمن والطمأنينة على مستوى الأسرة والمجتمع والإنسانية كلها، وأن خلق السماحة يتحلى به أصحاب النفوس الزكية، فها هو النبي صلي الله عليه وسلم يجسد السماحة بأرقي معانيها، فعن عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (كان لرجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم حق فأغلظ له، فهَمَّ به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" إن لصاحب الحق مقالاً، فقال لهم: اشتروا له سِنَّاً (جملاً) فأعطوه إياه" ، فقالوا: إنا لا نجد إلا سِنّاً هو خير من سِنِّه، قال: "فاشتروه فأعطوه إياه فإن من خيركم ـ أو خيركم ـ أحسنكم قضاء" .

وأشار أن خلق السماحة لا يقتصر على أمر معين بل أنه مستحب في كل الأمور ما لم يترتب عليها أمر محرم أو ضياع واجب، موضحا أن الأسواق من مجالات السماحة بل أن السماحة في المعاملات في الأسواق أكثر أجرا من غيرها، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" رحم الله رجلا سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى".

وأضاف أن السماحة مطلوبة أيضا في الزواج لأن عقود الزواج مبناها أصلا على التيسير حتى يكون الزواج محفوفا باليمن والبركات، مستدلا بموقف الشيخ الكبير الذي زوج إحدي ابنتيه لسيدنا موسى عليه السلام، حيث يقول الله عز وجل عن قصة ذاك الشيخ وموسى عليه السلام" قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ".