الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 10:40 صـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

منتدى ثقافي يطالب الإعلام بمواجهة مخاطر ”الذكاء الاصطناعي”

الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي


أجمع عدد من علماء الصحافة والإعلام ورجال الثقافة والفكر والأدب على ضرورة الاستفادة من إنجازات "الذكاء الاصطناعي" في خدمة البشرية بمختلف المجالات، خاصة مجال الإعلام، لدعم جهود تعزيز الاتصال والمعرفة والتعلم، بالإضافة إلى تحسين كفاءة الخدمات، وتقديم حلول مبتكرة لمختلف التحديات.

وأكدوا أن الإعلام ضروري لجميع أفراد المجتمع بغض النظر عن تخصصاتهم، كما أن التحول الرقمي في المؤسسات الإعلامية ضروري لمواكبة التطورات التكنولوجية، وينبغي توافر المهارات الرقمية للعمل في مجال الإعلام.

مخاطر الذكاء الاصطناعي

وحذروا من أن الذكاء الاصطناعي لا يخلو من بعض المخاطر، مثل: إساءة استخدامه أو تأثيره على الوظائف.

وأوضحوا أن لكل تقنية جديدة جوانب سلبية وإيجابية؛ فقد ظهرت تطبيقات تساعد في سرقة المحتوى الرقمي مع ظهور الإنترنت، وفي المقابل ظهرت تطبيقات أخرى لكشف هذا المحتوى المسروق.

وشددوا على أن المسؤولية تقع على عاتق المؤسسات الإعلامية لضمان دقة ونزاهة المعلومات، ومعالجة الآثار الأخلاقية لاستخدام الذكاء الاصطناعي في الإعلام، وسد الفجوة الرقمية بين الطبقات الاجتماعية المختلفة.

وأكدوا أن المؤسسات الإعلامية التي تُريد النجاح في المستقبل يجب أن تكون قادرة على التكيف مع هذه التطورات المتسارعة في مجالات: الذكاء الاصطناعي، والإعلام الرقمي، ومختلف أشكال التكنولوجيا الحديثة.

وحذروا من أن المؤسسات الإعلامية التي لا تواكب هذه التطورات ستفقد قدرتها على المنافسة.

تقنيات كشف التزوير

وأشاروا إلى أن استخدام تقنيات حديثة للتمييز بين الصور الحقيقية والمزيفة.

ولفتوا إلى أن تقنيات كشف التزوير تتطور باستمرار، وتصبح أكثر سهولة في الاستخدام، ومن ثم الحفاظ على مصداقية الوسيلة الإعلامية.

وأوضحوا، في ندوة نظمتها "ديوانية الذييب" الثقافية بالرياض بعنوان: "الإعلام والذكاء الاصطناعي: حديث في الصناعة وتحولات المجتمع" أن "الإعلام الرقمي" يُعدّ مثالًا بارزًا على تغلغل "الذكاء الاصطناعي" في مجال الإعلام، الأمر الذي أدى إلى تحولات هائلة في طريقة إنتاج واستهلاك المعلومات. وشهد "الإعلام الرقمي" مراحل متعددة من التطور، بدءًا من رقمنة النصوص والصور، مرورًا بالتركيز على الفيديو، وصولًا إلى التركيز الحالي على السرعة.


التواصل.. كالأكل والشرب

وأكد الدكتور أحمد بن علي الزهراني أستاذ الاتصال والإعلام الرقمي بجامعة الملك عبد العزيز أنّ التواصل عنصر أساسي في حياة الإنسان، وقد تطورت عملية التواصل بشكل كبير مع مرور الوقت، مما سمح لنا بالتواصل مع الآخرين من جميع أنحاء العالم.

وقال: التواصل حاجة إنسانية أساسية كالأكل والشرب، وهو ضروري لنمو الفرد وتكوين مجتمع صحي، ويُعدّ الفكرة الأساسية لجميع علوم الإعلام، مشيرًا إلى أن "عملية التواصل" كانت محدودة في الماضي بالقرية، والعائلة، والأصدقاء، وأصبحت الآن شاملة، وتعمّ الكرة الأرضية كلها؛ الأمر الذي سمح لنا بمتابعة الأحداث في أي مكان في العالم كما لو كنا حاضرين، لافتا إلى وصول أخبار محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق "ترامب" إلى الجميع في الوقت نفسه.

وصول سريع للمعلومات
ووصف "شبكة الإنترنت" بأنها ثورة في مجال الاتصال، فقد ساهمت في سهولة التواصل وسرعته وكفاءته، وأصبحت ضرورية في مختلف جوانب الحياة بعد أن ألغت قيمة المكان والزمان.

وشدد على أن تطور "الإنترنت" ارتبط ارتباطًا وثيقًا بتطور "الذكاء الاصطناعي" الذي يُعد مجالًا واعدًا بمستقبل هائل؛ فالدول التي تدعم التحول الرقمي هي الأكثر تقدمًا في مجالات الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة والتواصل. وتُعد السرعة عاملًا أساسيًا في زيادة كثافة استخدام الإنترنت، حيث تُتيح للمستخدمين الوصول إلى المعلومات بشكل أسرع وسهولة أكبر.

وأوضح الدكتور الزهراني أن "الإعلام الرقمي" يعتمد على تقنية نقل البيانات الرقمية "الديجيتال" بدلا من التناظرية "الأنالوج"، مشيرًا إلى أن "الاتصال الرقمي" يتميز بوجود اتصال كامل أو انعدام الاتصال تمامًا، بينما في الاتصال "التناظري" توجد أربع احتمالات: صوت بدون صورة، أو صورة بدون صوت، أو صوت وصورة، أو لا صوت ولا صورة.

تطوير سلوك الآلة

وأضاف الدكتور الزهراني أن موضوع الرقميات أو تكنولوجيا الإنترنت يرتبط ارتباطًا وثيقًا بمفهوم "الذكاء الاصطناعي" الذي يعتمد على فكرة إعادة سلوك الآلة للتفكير بشكل يقارب تفكير الإنسان، لافتا إلى أن "الذكاء الاصطناعي" موجود منذ سبعينيات القرن الماضي، ولا يزال في مراحله المبكرة، حيث إنه مقيد بمسارات محددة مبرمجة مسبقًا، ويتمتع بإمكانية تطوير مهاراته، مثل: اتخاذ القرارات، وحل المشكلات، وإصدار الأوامر.
وقال: إن الذكاء الاصطناعي والإعلام الرقمي يُشكلان علاقة تكافلية، حيث يُعزز كل منهما الآخر، ويُعدّ فهم هذه العلاقة ضروريًا للاستفادة من إمكانيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول، مع الأخذ بعين الاعتبار مخاطره المحتملة.

بيانات عالية الجودة

وأكد أن الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة ضروريان لنجاح الإعلام الرقمي؛ ذلك أن فعالية الإعلام والذكاء الاصطناعي تعتمد على جودة البيانات الضخمة، فكلما كانت تلك البيانات عالية الجودة، كان الإعلام والذكاء الاصطناعي أكثر فاعلية.
ولفت إلى أن الذكاء الاصطناعي لا يقتصر استخدامه على الإعلام الرقمي فقط، بل يُستخدم في مجالات متنوعة، مثل: الطب، والرياضة، وبناء المعرفة، والتجارة، والتعليم، وعلى سبيل المثال، يُستخدم في تقنية الـ VAR في الرياضة، وفي التعرف على الوجوه في أنظمة المراقبة، غير أن سرعة التغير في التكنولوجيا تُشكل تحديًا للمتخصصين والدارسين والفنيين والممارسين والمستهلكين، كما تشكل صعوبة مواكبة الجمهور للتحولات الرقمية السريعة تحديا آخر.

تجربة أكثر تفاعلية


وأبرز الدكتور الزهراني حقيقة أن الإعلام اليوم يشمل مختلف الوسائل، مثل: الصحافة الورقية، والإلكترونية، والتلفزيونية، والإذاعية، والإنترنت، ووسائل التواصل الاجتماعي، كما يشهد الإعلام تطورًا مستمرًا مع ظهور تقنيات جديدة، مثل: تقنية "البلوك شين" التي تُستخدم في مختلف المجالات، بما في ذلك الإعلام، وتُتيح نقل ملكية المحتوى بشكل آمن من المرسل إلى المستقبل. كما ظهرت "الصحافة الغامرة" التي تعتمد على تقنيات "الواقع الافتراضي" أو "الواقع المعزز" بمعنى دمج الواقع الافتراضي مع واقع حقيقي موجود، واستخدام ذلك في وضع أهمية كبرى لعملية الحواس؛ ذلك أن الإعلام ووسائل الاتصال قائمة على حواسنا. وتُلغي "الصحافة الغامرة" عامل الزمان والمكان، وتُغرق المشاهد في بيئة الحدث، وتُتيح للجمهور تجربة إعلامية أكثر تفاعلية بالشعور كأنه يعيش داخل الحدث. ومن فوائد "الصحافة الغامرة" أنها تُتيح للجمهور فهمًا أفضل للأحداث، وتُعزز مشاركنه، وتُقدم تجربة إعلامية أكثر إثارة للاهتمام.

اقرأ أيضًا:

خبراء ومتخصصون يناقشون تحديات وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي بالأكاديمية العربية (تفاصيل)