بسبب التيك توك.. توأمان مفترقان منذ 19 عامًا جمعتهما الصدفة
عثرت الطالبة الجورجية إيلين ديسادزي، خلال تصفحها لتطبيق تيك توك في عام 2022، على ملف تعريف لفتاة تشبهها بشكل لافت تدعى آنا بانشوليدزي.
بدأتا بالدردشة وتكوين صداقة استمرت لعدة أشهر، إلى أن اكتشفتا أنهما تم تبنيهما. قررت الفتاتان إجراء اختبار الحمض النووي، الذي أكد أنهما توأمان متطابقان.
خلفية مأساوية
لم يكن انفصالهما عند الولادة حالة عادية، بل كانتا من بين عشرات الآلاف من الأطفال الجورجيين الذين تم بيعهم في فضيحة الاتجار بالأطفال التي استمرت عقودًا.
كشفت التحقيقات الصحفية أن هذه العمليات غير القانونية للتبني استمرت لأكثر من 50 عامًا، حيث تواطأت شبكة من مستشفيات الولادة والحضانات ووكالات التبني في سرقة الأطفال وتزوير سجلات الميلاد وتسليمهم لعائلات جديدة مقابل المال.
كشف الحقائق
بدأت إيلين وآنا، اللتان تبلغان الآن من العمر 19 عامًا، في استكشاف ماضيهما. قالت آنا، التي تدرس اللغة الإنجليزية في الجامعة: "لقد كانت طفولتي سعيدة، لكن الآن أصبح ماضي بأكمله بمثابة خداع". وأضافت أنها واجهت صعوبة في قبول الحقيقة، لكنها لا تشعر بالغضب بل بالامتنان للأشخاص الذين ربّوها والفرح بالعثور على أختها.
من جهتها، قالت إيلين، التي تدرس علم النفس: "أصبحنا صديقتين دون أن نشك في أننا قد نكون أختين، لكننا شعرنا بوجود رابط خاص بيننا".
دور الصحفية تامونا موسيريدزي
تم ترتيب اختبار الحمض النووي للفتاتين بمساعدة الصحفية الجورجية تامونا موسيريدزي، التي تدير مجموعة على فيسبوك مخصصة لإعادة الأطفال المسروقين إلى والديهم. تضم المجموعة أكثر من 200 ألف عضو، من بينهم أمهات أُخبرن بأن أطفالهن ماتوا بعد وقت قصير من ولادتهم، ليكتشفوا بعد سنوات أنهم قد يكونون على قيد الحياة.
أسست موسيريدزي المجموعة في عام 2021، بعد أن اكتشفت أنها أيضًا متبناة. سرعان ما اكتشفت وجود عملية واسعة لبيع الأطفال، حيث تم إخبار
الأمهات بأن أطفالهن ماتوا ودفنوا في مقابر المستشفى، بينما في الواقع، تم بيعهم سرًا لعائلات بالتبني.
نظام التبني غير القانوني
تشير موسيريدزي إلى أن بعض الأشخاص اختاروا عمداً التحايل على القانون وشراء طفل، لتجنب قوائم الانتظار الطويلة. وتقدر أن ما لا يقل عن 120 ألف طفل سُرقوا وبِيعوا بين عامي 1950 و2006، حين اتخذ الرئيس ميخائيل ساكاشفيلي إجراءات صارمة لمكافحة الاتجار بالبشر.
قصة والدة إيلين بالتبني
قررت والدة إيلين بالتبني، ليا كوركوتادزي، التبني بعد أن علمت هي وزوجها أنهما غير قادرين على الإنجاب. وواجهت صعوبة في التبني من دار للأيتام بسبب قوائم الانتظار الطويلة. في عام 2005، أخبرها أحد معارفها عن طفل متاح للتبني من مستشفى محلي مقابل رسوم.
ووافقت كوركوتادزي على التبني، وتم إحضار إيلين إلى منزلها، دون أن تشك في وجود أي شيء غير قانوني.
وأوضحت أن الأمر استغرق شهورًا من التأخير البيروقراطي لإضفاء الطابع الرسمي على التبني من خلال المحكمة.
هذا الاكتشاف المدهش على تيك توك لم يكن فقط لم شمل عائلة، بل كشف أيضًا عن واحدة من أكبر فضائح الاتجار بالأطفال في التاريخ الحديث.
اقرأ أيضًا: تفاصيل خطة أمريكا لإعدام نصف مليون بومة