قصة المثل .. “ ما إحنا دافنينه سوا ” من أين جاءت المقولة ؟
تتناقل الكثير من الجمل على ألسنة المصريين دون معرفة معناها أو قتها الحقيقية، تلك الجمل أصبحت ضمن موروثاتنا التي تتخذها الأجيال من بعدنا ليرددونها هم أيضًا في المناسبات التي نرددها فيها دون البحث عن القصة الحقيقة وراء تلك الجمل والأمثال.
قصة المثل .. "ما إحنا دافنينه سوا" ومن الأمثال الشهيرة والمتداولة
وقصته أنه كان هناك رجلان بيعان زيتًا يحملانه على حمار ويتجولان به من مكان إلى آخر. وفي ذات يوم مات الحمار فحزن صاحباه عليه حزنًا شديدًا، ولكن فجأة صاح أحدهما لصاحبه.
وقال: "اسكت وكف عن البكاء فقد جاءت لي فكرة إذا قمنا بتنفيذها جنينا من ورائها مكسبًا كبيرًا، ليس علينا إلا أن نقوم بدفن الحمار ونبني عليه ضريحًا ونقول أن هذا مزار أحد الصالحين، ونحكي للناس قصصًا وأخبارًا معلنين فيها فضائل هذا الصالح وكراماته التي ظهرت مع الكبار والصغار، فيأتي إلينا الناس ويتباركون بما أخفينا فتنهال علينا النذور والهدايا. ففرح صديقه بهذه الفكرة فرحة غامرة، وما هي إلا ساعات قليلة حتى كانت جثة الحمار تحت قبة ظليلة.
وسرعان ما توافد على ذلك الضريح الزائرون والزائرات، واعتاد الناس على زيارة ضريح هذا الرجل الصالح وتقديم النذور والتبرعات والإغداق على الرجلين بالأموال.
ولكن مع مرور الوقت بدأ الطمع يدب بنفس أحدهما ففكر بطريقة يبعد بها صاحبه ويستأثر بتلك الغنائم لوحده، فأخبره ذات يوم بأنه رأى رؤيا بمنامه؛ يرى فيها ذلك الصالح الزاهد وهو يحدثه بحزن بأن يطلب من صاحبه مغادرة الضريح فورًا وإلا سيحل عليه الغضب.
فسأله صاحبه: "ومن هذا الصالح الذي رأيته؟ فقال له صاحبه: "إنه الصالح المدفون تحت هذا الضريح"، فأخذ يضحك منه، وقال له: "ما إحنا دافنينه سوا".