الموجز
الثلاثاء 3 ديسمبر 2024 06:48 مـ 2 جمادى آخر 1446 هـ
أهم الأخبار

بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة الثالثة من ذي الحجة 1445 ونص الخطبة

شعائر صلاة الجمعة الثالثة من ذي الحجة 1445
شعائر صلاة الجمعة الثالثة من ذي الحجة 1445

بث مباشر شعائر صلاة الجمعة.. بدأت منذ قليل شعائر صلاة الجمعة الثالثة من ذي الحجة 1445، الموافق 28 يونيو 2024، بآيات من القرآن الكريم، وينقلها التليفزيون المصري والإذاعة المصرية من مسجد السلطان حسن بمحافظة القاهرة.

موضوع خطبة الجمعة اليوم

حددت وزارة الأوقاف المصرية، موضوع خطبة الجمعة الثالثة من شهر ذي الحجة 1445 اليوم، والتي جاءت بعنوان " قوة الأوطان"، حيث تتناول الخطبة مفهوم المواطنة من المنظور الديني والشريعة الإسلامية، وذلك تزامنا مع احتفالات الذكرى الـ 11 لثورة 30 يونيو.

ووضعت الاوقاف مجموعة من الضوابط الملزمة للأئمة في خطبة الجمعة، ومنها ضرورة الإلتزام بموضوع الخطبة نصا أو مضمونا، وألا تتجاوز مدة الخطبة 15 دقيقة بحد أقصى، ويفضل أن تكون 10 دقائق فقط، وتوعدت الوزارة من يخالف تلك الضوابط من الأئمة بالمساءلة القانونية والعقوبة التي قد تصل إلى الايقاف عن العمل لمدة عام.

نص خطبة الجمعة الثالثة من ذي الحجة 1445

نشر الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، نص خطبة الجمعة الثالثة من ذي الحجة 1445 على صفحته الرسمية على الفيس بوك، والتي جاءت بعنوان "قوة الأوطان"، وجاء نصها كالتالي:

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللهَ إِنَّ اللهَ شَدِيدُ العِقَابِ)، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وباركْ عليهِ وعلى آلِهِ وصحبِهِ ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:
فإنَّ مصالحَ الأوطانِ مِن صميمِ مقاصدِ الأديانِ وتعزيزِ أُسسِ قوتِهَا مطلبٌ شرعِيٌّ ووطنِيٌّ لا غنَى عنهُ للأفرادِ والأممِ، والوطنُ أحدُ الكلياتِ الستِّ التي ينبغِي الحفاظُ عليهَا، وبقدرِ إيمانِ الإنسانِ بحقِّ الوطنِ وقوةِ انتمائِهِ إليهِ وعطائِهِ لهُ واستعدادهِ للتضحيةِ في سبيلِهِ، تكونُ قوةُ الوطنِ، وبقدرِ اختلالِ هذا الانتماءِ أو ضعفِ ذلك العطاءِ، والنكوصِ عن التضحيةِ بالنفسِ أو بالمالِ يكونُ ضعفُ الأوطانِ أو سقوطُهَا وضياعُ مصالحِ العبادِ والبلادِ، فقوةُ الوطنِ قوةٌ لجميعِ أبنائِهِ، وضعفُهُ ضعفٌ لجميعِ أبنائِهِ.
على أنَّ تعزيزَ قوةِ الأوطانِ ليسَ أمرًا سهلًا أو هيّنًا، إنَّمَا هو عمليةٌ شاقةٌ شديدةُالتعقيدِ يحتاجُ إلى إرادةٍ صلبةٍ وعملٍ دءوبٍ، ورؤيةٍ ثاقبةٍ في مختلفِالمجالاتِوالاتجاهاتِ التي تعززُ قوةَ الأوطانِ وتحافظُ على أمنِهَا واستقرارِهَامع القدرةِ علىقراءةِ الواقعِ وفهمِ تحدياتِهِ.
إنَّ الأوطانَ لا تقوىَ بغيرِ العلمِ والعملِ الجادِّ والجهدِوالعرقِ، وقد جاءَ الشرعُالحنيفُ بالدعوةِ إلى العلمِ والعملِ وإتقانِهِمَا، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ في شأنِالعلمِ- على لسانِنبيِّنَا ﷺ: (وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا)، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَطْلُبُ فِيهِ عِلْمًا سَلَكَ الله بِهِ طَرِيقًا مِنْ طُرُقِ الْجَنَّةِ)، ويقولُ الحقُّ سبحانَهُ في شأنِ العلمِ: {هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ لَكُمُ ٱلْأَرْضَ ذَلُولًا فَٱمْشُواْ فِى مَنَاكِبِهَا وَكُلُواْ مِن رِّزْقِهِۦۖوَإِلَيْهِ ٱلنُّشُورُ)، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ إذَا عَمِلَ أَحَدُكُمْ عَمَلًا أَنْ يُتْقِنَهُ)، ويقولُ الشاعرُ:
بالْعِلْمِ وَالمَالِ يَبْنِي النَّاسُ مُلْكَهُمُ * لَمْ يُبْنَ مُلْكَ عَلَى جَهْلٍ وَإِقْلَالٍ
وإلى جانبِ العلمِ والعملِ لابُدَّ مِن تعزيزِ روحِ الولاءِ والانتماءِ للوطنِ وإيثارِمصالحِهِ العامَّةِ على المصالحِ الخاصّةِ والشخصيةِ، بعيدًا عن كلِّ صورِالفرديةِ والأنانيةِ والسلبيةِ، والتحلِّي بروحِ العملِ الجماعِي، وتقويةِ روابطِوتماسكِ أبناءِ المجتمعِحيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ (مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم،وتَرَاحُمِهِم،وتعاطُفِهِمْ. مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى)، وقد قالُوا ما استحقَّ أنْ يولدَ مَن عاشَ لنفسِهِ.
كمَا أنَّ الحفاظَ على نعمةِ الأمنِ مِن أهمِّ ركائزِ قوةِ الأوطانِ واستقرارِهَاواستمرارِتقدمِهَا وازدهارِهَا، فالأمنُ مِن أجلِّ النعمِ التي امتنَّ اللهُ (عزَّ وجلَّ) بهَا علىعبادِهِ،حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ ممتنًا على قريشٍ:﴿لإيلافِ قُرَيْشٍ (١) إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ (٢) فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (٣) الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ (٤)﴾ ،ويقولُ سبحانَهُ ممتنًا على مكةَ وأهلِهَا: ﴿أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَىٰ إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقًا مِّن لَّدُنَّا وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ﴾، ويقولُ سبحانَهُ وتعالَى: ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَنْ أَصبح مِنكُمْ آمِنًا في سِرْبِهِ، مُعَافًى في جَسدِه، عِندهُ قُوتُ يَومِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا بِحذافِيرِها)، فإذاوُجِدَ الأمنُ هناتْ الأقواتُ وازدهرتْ الدولُ، وإذا فُقِدَ الأمنُ تبعَهُ فَقْدَ كلِّ شيءٍ.
كمَا أنّهُ لا قوةَ لوطنٍ بلا قيمٍ ولا أخلاقٍ، فالأوطانُ التي لا تكونُ الأخلاقُ والقيمُمِن ركائزِ قوتِهَا تحملُ عواملَ ضعفِهَا وسقوطِهَا في أصلِ بنائِهَا وأسسِ قيامِهَا، ويكونُمصيرُهَا إلى الزوالِ والاندثارِ.
إنَّ دينَنَا الحنيفَ هو دينُ القيمِوالأخلاقِ، وبعثَةُ رسولِنَا ﷺكان الهدفُالأسمَى منهَا هو إتمامُ مكارمِ الأخلاقِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إِنَّمَا بُعِثتُ لأُتَمِّمَ صالِحَ الأخْلاقِ).
*******
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلينَ سيدِنَامُحمدٍ ﷺ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
لا شكَّ أنَّ تعزيزَ قوةِ الأوطانِ مسئوليتُنَا جميعًا أمامَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وأمامَ أنفسِنَافالأوطانُ بأبنائِهَا جميعًا وهي لهُم جميعًا، وليستْ لطائفةٍ منهُم دونَ طائفةٍ، ولايمكنُأنْ تقوَى وتنهضَ ببعضِهِم دونَ بعضٍ فكلُّنَا في سفينةٍ واحدةٍ، وعلينَامجتمعينَمتضامنينَ أنْ نعملَ للنجاةِ بهَا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَثَلُ القائِمِ علَى حُدُودِ اللَّهِ والواقِعِ فيها، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا علَى سَفِينَةٍ، فأصابَ بَعْضُهُمْ أعْلاها وبَعْضُهُمْ أسْفَلَها، فَكانَ الَّذِينَ في أسْفَلِها إذا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا علَى مَن فَوْقَهُمْ، فقالوا: لو أنَّا خَرَقْنا في نَصِيبِنا خَرْقًا ولَمْ نُؤْذِ مَن فَوْقَنا، فإنْ يَتْرُكُوهُمْ وما أرادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وإنْ أخَذُوا علَى أيْدِيهِمْ نَجَوْا، ونَجَوْا جَمِيعًا).
اللهُمَّاحفظْ مصرَنَا وارفعْ رايتَهَا في العالمين

اقرأ أيضا

بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة الثانية من ذي الحجة 1445 ونص الخطبة
بعد فتح باب التقديم.. تفاصيل وشروط مسابقة 1000 وظيفة بوزارة الأوقاف