”الحج بين كمال الإيمان وعظمة التيسير“.. موضوع خطبة الجمعة اليوم وهذا نصها
موضوع خطبة الجمعة.. دقائق قليلة ويبدأ المسلمون في مصر في أداء صلاة الجمعة ليوم 16من شهر ذي القعدة 1445، ويتساءل المصريين على مواقع التواصل الاجتماعي ومحرك البحث جوجل، عن موضوع خطبة الجمعة اليوم 24 مايو 2024، خاصة مع قرب قدوم أيام لها قدسية خاصة لدي المسلمين لأنها ترتبط بركن عظيم من أركان الإسلام وهو الحج.
موضوع خطبة الجمعة اليوم
وحددت وزارة الأوقاف، موضوع خطبة الجمعة الثالثة من ذي القعدة 1445، وقالت إنها ستكون بعنوان، "الحج بين كمال الإيمان وعظمة التيسير وما على الحاج قبل سفره".
ووضعت الأوقاف مجموعة من الضوابط والشروط الملزمة للأئمة خلال خطبة الجمعة، من بينها ألا تزيد مدة الخطبة عن 15 دقيقة بحد أقصى، كما أنه يجب أن يلتزم الإمام بموضوع الخطبة الذي تعلنه الوزارة ولا يحيد عنه، سواء إذا التزم بالنص المكتوب، أو مضمون الموضوع.
كما أكدت الوزارة أن من يخالف تلك الضوابط، سيعرض نفسه للمساءلة القانونية، والإيقاف عن العمل لمدة لا تقل عن عام.
نص خطبة الجمعة الرابعة من ذي القعدة 1445
نص خطبة الجمعة.. ونشر وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة نص خطبة الجمعة الرابعة من ذي القعدة 1445، على حسابه الرسمي على الفيسبوك، وجاء نصها كالتالي:
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: ﴿وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا ونبيَّنَا مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهُمَّ صَلَّ وسَلّمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:،
فإنَّ الحجَّ رحلةٌ إيمانيةٌ عظيمةٌ تهوِي إليهَا قلوبُ المؤمنينَ، وتشتاقُ لنفحاتِهَا نفوسُ المحبينَ الصادقين؛ إجابةً لدعوةِ سيدِنَا إبراهيمَ عليهِ السلامُ حيثُ دعَا ربَّهُ سبحانَهُ قائلًا: ﴿رَّبَّنَآ إِنِّىٓ أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِى بِوَادٍ غَيْرِ ذِى زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ ٱلْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ فَٱجْعَلْ أَفْـِٔدَةً مِّنَ ٱلنَّاسِ تَهْوِىٓ إِلَيْهِمْ وَٱرْزُقْهُم مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ﴾.
والحجُّ مِن أعظمِ العباداتِ التي يتجلَّى فيهَا كمالُ الإيمانِ بكمالِ، التسليمِ للهِ عزَّ وجلَّ، فأعمالُ الحجِّ مبنيةٌ على حسنِ الاتباعِ وحسنِ التسليمِ للهِ (عزَّ وجلَّ) وكمالِ الإيمانِ بهِ.
وإذا كان دينُنَا الحنيفُ قائمًا على التيسيرِ ورفعِ الحرجِ، فإنَّ هذا التيسيرَ يتجلَّى أعظمَ ما يتجلَّى في الحجِّ، فمَا يسَّرَ نبيُّنَا ﷺ في شيءٍ أكثرَ مِن تيسيرِهِ على حجاجِ بيتِ اللهِ (عزَّ وجلَّ) في قولتِهِ المشهورةِ: (افْعَلْ وَلا حَرَج).
غيرَ أنَّ التيسيرَ الذي نسعَى إليهِ هو التيسيرُ المنضبطُ بضوابطِ الشرعِ، المقرونُ بمدَى القدرةِ والاستطاعةِ؛ إذ ينبغِي أنْ يحرصَ المستطيعُ على أداءِ العبادةِ على وجهِهَا الأكملِ والأفضلِ الذي يحققُ لصاحبِهِ أعلَى درجاتِ الفضلِ والثوابِ وبمَا لا يصلُ إلى حدِّ التهاونِ الذي يُفرغُ العبادةَ مِن مضامينِهَا التعبديةِ الأصيلةِ الساميةِ.
وحتى يكونَ الحجُّ مبرورًا ينبغِي على الحاجِّ قبلَ سفرِهِ أنْ يحرصَ على أمورٍ مهمّةٍ منها: إخلاصُ النّيّةِ للهِ عزَّ وجلّ، فيستحضرُ الحاجُّ رضَا اللهِ (عزَّ وجلَّ) وحدَهُ بأداءِ ذلك الركنِ العظيمِ مِن أركانِ الإسلامِ، حيثُ يقولُ الحقُّ سبحانَهُ: { وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ }، ويقولُ سبحانَهُ: ﴿قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لَا شَرِيكَ لَهُ ۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾، ويقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى)، ويقولُ (صلواتُ ربِّي وسلامُهُ عليهِ): (إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتَغِي بِهِ وَجْهُهُ).
ومنها التوبةُ النصوحُ، فالتوبةُ طريقُ المفلحينَ وسبيلُ الفائزينَ، وحقيقةُ التوبةِ الإقلاعُ عن الذنوبِ وتركُهَا والندمُ على ما مضَى منهَا، والعزمُ على عدمِ العودةِ إليهَا، وردُّ المظالِمِ إلى أهلِهَا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلَهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارُ وَلَا دِرْهَم إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلَ صَالِحٌ أُخِدَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَناتُ أَخْدَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ).
كمَا أنّهُ ينبغِي على الحاجِّ أنْ يبادرَ إلى سدادِ ديونِهِ قبلَ سفرِهِ، فقد حذّرَ الشرعُ الحنيفُ مِن التهاونِ أو المماطلِةِ في أداءِ الديونِ والتأخرِ في سدادِهَا، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (مَن أخذَ أمْوالَ النَّاسِ يُرِيدُ أداءَها أدَّى اللهُ عَنْهُ، ومَن أخذ يُرِيدُ إتلافها أَتْلَفَهُ اللَّهُ).
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
لا شكَّ أنّهُ مِن أهمِّ ما ينبغِي على الحاجِّ أنْ يحرصَ عليهِ تحرِي المالِ الحلالِ، فإنَّ المالَ الحرامَ يردُّ الدعاءَ ويمنعُ القبولَ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (إِنَّ اللهَ طَيِّبٌ لَا يَقْبَلُ إِلَّا طَيِّبًا)، وذكرَ نبيُّنَا ﷺ: الرجلَ يُطيلُ السفرَ أشعثَ أغبرَ يمدُّ يديهِ إلى السماءِ، يَا رَبِّ يَا رَبِّ، وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ، وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ، وَمَلْبَسُهُ حَرَام، وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ، فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذلِكَ؟!”.
كما أنّهُ على الحاجِّ أنْ يعتنِيَ بطهارةِ قلبِهِ مِن الغلِّ والحسدِ والشحناءِ والخلافاتِ والخصوماتِ؛ لأنَّ هذه الأدواءُ تعكِّرُ صفوَ هذه الشعيرةِ العظيمةِ، كمَا أنَّهَا سببٌ لحجبِ الرحماتِ وعدمِ قبولِ الحسناتِ، حيثُ يقولُ نبيُّنَا ﷺ: (ألَا أخبرُكُمْ بِأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلَاةِ وَالصَّدَقَةِ؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: إِصْلَاحُ ذَاتِ البَيْنِ، فَإِنَّ فَسَادَ ذَاتِ البَيْنِ هِيَ الحَالِقَةُ، لا أَقُولُ: تَخْلقَ الشَّعْرَ، وَلَكِنْ تَحْلِقُ الدِّينَ).
على أنّنَا نؤكدُ على أهميةِ تعلمِ أحكامِ الحجِّ ومناسكِهِ وآدابِهِ قبلَ سفرِ الحاجِّ إلى بيتِ اللهِ الحرامِ حتى يعبدَ اللهَ تعالَى على بصيرةٍ، ويؤدِّي حجَّهُ على الوجهِ الأكملِ الذي يُرجَى معهُ تمامُ القبولِ والغفرانِ.
اللهُمَّ تقبلْ منَّا صالحَ أعمالِنَا.. واحفظْ مصرَنَا وارفعْ رايتَهَا في العالمين.
اقرأ أيضا
بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة الثانية من ذي القعدة 1445
موضوع خطبة الجمعة الثانية من ذي القعدة 1445 ونصها