الموجز
السبت 9 نوفمبر 2024 12:42 صـ 7 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

هل الحج عبادة وثنية؟.. الإفتاء ترد

هل الحج عبادة وثنية؟
هل الحج عبادة وثنية؟

موسم الحج 2024.. مع انطلاق موسم الحج 2024، والذي يستقبل ملايين الحجاج من شتى بقاع الأرض لتلبية نداء الحق جل شأنه والتقرب إليه وتأكيد وحدانيته، يحاول البعض إثارة البلبلة والتشكيك في الثوابت الدينية ومنها القول بأن الحج عبادة وثنية وتشبيه بعض مناسك الحج بما كان يمارسه الكفار أيام الجاهلية وعبادة الأصنام، الأمر الذي آثار جدلًا واسعًا وعلامات استفهام كثيرة حول هذه المسألة والتى ردت عليها الإفتاء بشكل حاسم.

هل الحج بقايا وثنية؟

حسمت دار الإفتاء المصرية، الجدل حول أن الحج بقايا وثنية بالرد علي تلك الإدعاءات وبينت بطلانها، مؤكدة أن الحج شعيرة من مِلَّة نبي الله سيدنا إبراهيم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام الذي أمرنا الله تعالى أن نتَّبع مِلَّته، وقد أمره الله عز وجل أن يُؤذِّن في الناس بالحج.

واستندت الإفتاء إلى قول الله عز وجل ﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ • لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ • ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ﴾ [الحج: 27 - 29].

وفي ذات السياق ورد إلى دار الإفتاء سؤال عبر موقعها الرسمي، يقول: ما حكم من يقول بأن الحج ما هو إلا بقايا عبادة وثنية؟

وأجاب عن هذا السؤال الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية في هذا الوقت وعضو هيئة كبار العلماء قائلًا، إن قول الحج ما هو إلا بقايا عبادة وثنية لا يصدر إلا من جاهلٍ بمناسكه وشعائره.

مناسك الحج وتوحيد الله

وتابع: الحج من أعظم العبادات دلالةً على التوحيد، وإنما جاءت الوثنية من بُعْدِ الناس عن ملة إبراهيم عليه السلام، فجاء الإسلام ليعيد للحج صفاءه وتوحيده وإخلاصه لله تعالى؛ فأُمِرَ المسلمون أن يلبوا: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لم يطف حول الكعبة عام الفتح حتى طهَّرها مما فيها وما حولها من الأصنام ومظاهر الشرك والوثنية، وأمر مناديه أن ينادي: «أَلَا لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ، وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ» متفق عليه.

وأضاف "جمعة" أن مناسك الحج، صارت على الحنيفية السمحة بما فيها من طواف وسعي ووقوف بعرفة وغير ذلك.

وقال المفتي السابق، شتان ما بين عبادة غير الله تعالى وما بين عبادته وطاعته سبحانه بتقديس ما قدَّسه من الأماكن والأزمنة والأشخاص والأحوال؛ فإن هناك بونًا شاسعًا بين التقديس بالله والتقديس مع الله؛ إذ إن التقديس بالله طاعةٌ واتباعٌ وتوحيدٌ لا يعتقد صاحبها شيئًا من النِّدِّيَّة لشيء من المخلوقات مع الله سبحانه؛ وذلك كسجود الملائكة لآدم عليه السلام بأمر الله تعالى.

التقديس مع الله

ولفت إلى أن التقديس مع الله فهو كسجود المشركين للأصنام واتخاذهم إياها أندادًا مع الله تعالى؛ لها ما لَهُ سبحانه من التعظيم والتقديس: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا للهِ﴾ [البقرة: 165].

خرافات الوثنيين

وقال"جمعة"، إن التسوية بين طاعة الله تعالى بفعل هذه المناسك الشريفة والسير على ملة إبراهيم عليه السلام فيها وبين شرك المشركين وخرافات الوثنيين في عبادة أحجار وأشجار وكائنات لا تضر ولا تنفع هو في الحقيقة نوعٌ من التلبيس الذي لا يروج إلا على ضعفاء العقول، ولا يَمُتُّ للحقيقة بصلة.

اقرأ أيضا:

هل يجوز الحج لمن عليه ديون مؤجلة؟.. رد مفاجئ من الإفتاء

«مركز الأزهر» يوضح 5 سنن نبوية في التلبية أثناء الحج