الموجز
الأحد 24 نوفمبر 2024 12:14 صـ 22 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

كانت يهودية وهذه قصة إسلامها.. حكاية نجمة إبراهيم ملكة أدوار الشر في السينما

نجمة إبراهيم
نجمة إبراهيم

يصادف اليوم ذكرى ميلاد الفنانة نجمة إبراهيم، وهي واحدة من أشهر النجمات التي برعت في تجسيدها لأدوار الشر والرعب في السينما المصرية "نجمة إبراهيم"،وفي السطور التالية نرصد أبرز المعلومات والمحطات في حياتها.

معلومات عن نجمة إبراهيم

أطلق عليها لقب الفنانة المثقفة لإجادتها اللغة الفرنسية والإنجليزية، وذلك مع اللغة العربية أيضًا، وعلى الرغم من تميزها بطيبة القلب الإ أنها لقبت بملكة الرعب ولدت يوم 25 فبراير عام 1914، وكانت
يهودية منذ ولادتها، لكنها ختمت حياتها مسلمة متصوفة، وقد اعتزلت كل شىء لتظل متفرغة للعبادة في آخر أيام حياتها.

وكانت نجمة إبراهيم تتميز بأنها ذات نظرة شريرة، بجانب إمتلاكها صوت قاسٍ، وقلب ميت، كما كانت ملامحها مخيفة، ومن شدة عبقريتها وإتقانها لأدوار الشر صار لديها مصطلحات شريرة علقت في أذهان الجمهور منها :“محدش بياكلها بالساهل”، وقالت تلك الجملة في فيلم “ريا وسكينة”، وأيضاً مقولت“حتى أنت يا أعرج بتحب” وهذه الجملة قالتها لنجلها في فيلم “اليتيمتين”، كما جعلت الجمهور يتأثر بشدة من مدى إجادتها لشخصية السيدة الشريرة التي قامت بتعذيب الطفلة فيروز في فيلم "الحرمان"، وجعلتهم يبكون من شرها المبالغ فيه مع تلك الطفلة.


بداية نجمة إبراهيم في الفن

مات والدها وهي في صغرها، ورغم ذلك تولت مهمة رعاية شقيقتها الكبرى سيرينا، التي كانت تعمل مغنية في أحد المسارح، ثم ادختلها مدرسة الليسيه لاستكمال تعليمها، وعندما بلغت نجمة إبراهيم السابعة من عمرها، كانت مع شقيقتها بالمسرح، وقامت بالتتسلل لخشبة المسرح، وبالفعل غنت مع الفريق في إحدى روايات نجيب الريحاني.


صوتها المميز أسر قلوب الجميع، وجعلهم يفضلون الاستماع إليها، فظلت تؤدي المونولوجات مع الفرقة، وفي الثالثة عشر من عمرها، التحقت بفرقة فاطمة رشدي وأبدعت في أوبريت "العشرة الطيبة"، بعدها تزوجت من المحامي شوكت التوني وانضمت إلى فرقة رمسيس، وفي ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية في مصر، عملت كسكرتيرة في مجلة اللطائف المصورة، التي كان يمتلكها إسكندر مكاريوس ثم وجدت مكانها الحقيقي في فرقة المسرح القومي.


دخلت نجمة إبراهيم عالم السينما في عام 1942، فشاركت مع عزيزة أمير في فيلم "الورشة"، وتعاونت معها بعده في فيلم "اليتيمتين" مع فاتن حمامة، وقدمت دور رئيسة العصابة مع فريد شوقي في فيلم جعلوني مجرماً، ثم قدمت "ريا وسكينة"، مع المخرج صلاح أبو سيف، وكان هذا الدور من أشهر أعمالها في السينما.

كيفية إتقانها لأدوار الشر


وتحدثت نجمة إبراهيم، في تصريحات سابقة لها عن تجربتها مع أدوار الشر في الحياة، لافتة أن الشخصيات الشريرة التي قامت بتجسيدها على الشاشة ليست سوى شخصيات تمثيلية، وأن حياتها الخاصة تختلف تمامًا عن تلك الشخصيات، وأنها تشعر بالاستياء والغضب عندما تشاهد أفلامها التي كانت تظهرت فيها بشخصيات شريرة، وأنها كانت تشعر بالندم على القسوة التي ظهرت بها في مثل هذه الشخصيات، لدرجة أنها كانت ترفض حضور حفلات البريميير لأفلامها التي تجسد فيها دور الشريرة أو المجرمة، لأنها تشعر بالغضب من نفسها وتتألم لدورها في تجسيد هذه الشخصيات.

وعن سبب اتقانها لتلك الشخصيات، فقالت أنها تتخيل أن الشر الذي تقدمه قد حدث لها في الواقع، مُعلقة:"السبب الوحيد الذي يجعلنى بهذه البراعة في أدوارى العنيفة الشريرة هو أنني أتمثل الشر واقعًا على فيتجسم في رأسى ويتضخم، وأؤكد لنفسي أن الشر سيلحق بي إن لم أصبُّه على غيرى، فتكون العملية عملية دفاع عن النفس، وتكون النتيجة أن يراني المشاهد في دور الشريرة، وهكذا أحس حين أتقمص شخصياتى التي تثير الرعب والفزع".

وقد أظهرت نجمة إبراهيم دعمها لجهود تسليح الجيش المصري، بعدما أعلن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر عن قراره بكسر احتكار السلاح واستيراده من دول الكتلة الشرقية، من خلال تبرعها بإيراد حفل افتتاح مسرحيتها "السفاحة ريا"، وحضر العرض أنور السادات وقام بتهنئتها وشكرها.


تزوجت نجمة إبراهيم من مدرس التمثيل عباس يونس، وبعدها أسلمت، وحفظت بعض أجزاء من القرآن الكريم؛ وهذا ساعدها على إتقان قدرتها على اللغة العربية الفصحى، ومن شدة إتقانها للأدوار المسرحية لقبت بـ "المتصوفة"، يعود ذلك لأنها كانت تنشأ ندوة صوفية أسبوعية في بيتها، كانت تتضمن الحديث في شئون الدين، ودراسة أحكامه وسير أعلامه.

وفاة نجمة إبراهيم

وفي آخر أيام حياتها، ظلت الفنانة نجمة إبراهيم تعاني من ضعف شديد في نظرها، كان سيجعلها تفقد البصر نهائيا، فتدخل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وعالجها في إسبانيا على نفقة الدولة عام 1965، وعاد لها البصر مُجدداً، ثم تعرضت بعد ذلك للإصابة بالشلل، ودفعها ذلك للاعتزال والابتعاد عن الأضواء، 13 عامًا، إلى أن توفيت عام 1976.


اقرأ أيضًا:


اعتنقت الإسلام وحولت منزلها لدار تحفيظ القرآن.. وساهمت في تسليح الجيش المصري.. وجمال عبد الناصر أمر بعلاجها على نفقة الدولة.. أسرار من صندوق ذكريات نجمة إبراهيم

nawy