فرق الموت .. حكاية رجال الظل وجنرالات الدم والنار
يبدو أن قواعد اللعبة على المسرح السياسى والحروب ستتغير أو تغيرت بالفعل وسيكون فيها الدور الأكبر لفرق الظل أو المجموعات القتالية وشركات ادارة الحروب التى تدير الحروب بالوكالة .
مجموعات الموت أصبحت الخيار الأسهل لاستنزاف الجيوش النظامية لأى دولة معادية وهو نموذج تم استخدامه فى السنوات الأخيرة ولعل آخره نموذج مجموعت فاغنر الروسية .
اذن ومع مرور الوقت تتغير المفاهيم المتعلقة بالحروب وفرق الموت ، وكيفية إدارتها وتحقيق الأهداف المرجوة منها، وخلال العقد الأخير تبلور بشكل كبير مفهوم الحرب بالوكالة، لتصنف القارة الإفريقية باعتبارها المنطقة الأكثر جذبًا لهذا النمط من الحرب، عبر توظيف القوى الكبرى لمرتزقة ومتعهدين أمنيين؛ بغية تحقيق أهداف تتعلق بحماية الأمن القومي لهذه الدول.
لذلك فنحن أمام حقيقة مؤكدة ويعد نموذج فاغنر الأبرز من بين النماذج المنتشرة داخل دول القارة السمراء الأن ، بعدما توالت عناصرهم بشكل واضح خلال عام 2018 ، حينما أرسلت موسكو مجموعة مستشارين عسكريين إلى إفريقيا الوسطى، لتتصاعد بعد ذلك معدلات انتشارهم في دول عدة كمالي وليبيا والسودان.
وبرغم الأحداث المتسارعة التي شهدتها روسيا مساء 23 يونيو الماضي على خلفية التمرد العسكري الذي قام به قائد مجموعة فاغنر يفغيني بريغوجين على الرئيس فلاديميير بوتين، ووزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو وتغير الأمور داخل فاغنر ، فإن ذلك لا يعني اختفاء دور المجموعة من القارة، حيث ترتبط مصالح فاغنر بشكل وثيق مع الأنظمة الحاكمة لدول القارة، كما يرتهن ثقل الشركة الأمنية وبقاؤها باستمرارية انتشارها، لذا ستواصل المجموعة سعيها لإضافة حلفاء أفارقة جدد لقائمتها، مستغلة حالة الفراغ بعد انسحاب فرنسا وتراجع دور الولايات المتحدة بالمنطقة.
اقرأ أيضا : جوتيريش يحذر من الحروب والصراعات في زمن كورونا