الموجز
الجمعة 22 نوفمبر 2024 05:15 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

جنّده رأفت الهجان.. الجاسوس النازي الذي تنكّر في شخصية إسرائيلي وساعد مصر

أولريخ شنافت
أولريخ شنافت

عالم الجواسيس يزخر بالكثير من القصص الغريبة الصادمة، والتي تحولت إلى أفلام سينمائية بسبب ما فيها غرابة وأحداث غير طبيعية، ومن تلك القصص ما حدث مع الجاسس متعدد الأوجه، أولريخ شنافت، والذي استطاع أن يٌغيّر جلده بشكل تام ويخدع الجميع، لتبقى قصته بعد ذلك مثار اهتمام من كل الباحثين في عالم الجاسوسية، وبخاصة مع الدور الكبير الذي لعبه معه العميل المصري رأفت الهجان.

بداية قصة شنافت كانت في سقوط النازية وهزيمة هتلر ورجاله، وفي هذا الوقت كأن البحث جاريًا عن أي ضابط ليتم اعتقاله ومحاكمته أو الانتقام منه، ولمواجهة هذا لجأ كثير من النازيين إلى قتل يهود وسرقة بياناتهم، وانتحال شخصياتهم، باعتبار أن اليهود هم فقط من لا يمكن اتهامهم بالنازية.

في عام 1955، جلس شنافت يتذكر ما حدث له بعد بعد مرور 6 سنوات على دخوله إسرائيل وقد وصل الأن لرتبة رائد في جيش الاحتلال، بعدما استطاع أن يخفي هويته الحقيقية وهي أنه أولريخ شنافت، الضابط السابق في جهاز ال اس اس فافن، وهو جهاز الأمن النازي الرهيب الذي كأن مسئولًا عن تعذيب وقتل اليهود أولئك الذي أصبح واحدًا منهم ويعيش بينهم الآن.

متعدد الأوجه

كأن اولريخ شنافت المولود سنة 1923 في مدينة كونيجسبرج يخدم في شرق المانيا في أحد معسكرات تعذيب وقتل اليهود، وعندما أحس بقرب وصول الروس إلى المعسكر بعد سقوط النازية وهزيمتها في الحرب، قرر أن يخوض تجربة غير عادية تُوصف بالجهنمية ، إذ قرر أن يترك المعسكر ويهرب إلى فرانكفورت، وهناك تعرف بأحد اليهود وعاش معه في شقته على أنه يهودي هارب من المعسكرات، إلى أن تمكن من قتله وسرقة أوراقه ووضع اسمه عليها وأصبح اسمه (جابرييل زيسمان)، وفي 1949 هاجر مع الكثيرين من اليهود إلى حيفا في فلسطين.

وهناك التحق بالجيش الإسرائيلي، رغم أن هويته الجديدة كانت تمكنه أن يهاجر إلى أمريكا أو ينتقل إلى أي بلد أوروبي آخر أو أن يبقى في ألمانيا.

رأفت الهجان

بعد ست سنوات من نجاحه في العيش بوجه مختلف عن وجهه الحقيقي، ولكن يبدو أن هناك من قرأ شخصيته الحقيقية وعرفها خلف هذا القناع المستعار، وهو صاحب شركة سياحة في 2 شارع برينر في تل أبيب، وهو السيد جاك بيتون أو رفعت الجمال أو رأفت الهجأن الذي كأن أيضا يعيش بشخصية مختلفة عن حقيقته.

وبالفعل، أرسل الهجان للمخابرات المصرية عبر مكتبها في باريس وشرح لهم مارآه وعرض خطته للتواصل مع شنافت دون أن يكشف رأفت الهجأن نفسه له والمهم أن الخطة تمت الموافقة عليها، ولأن المصادر في هذا الموضوع شحيحة جدا فكل ماعرفناه أنه عمل مع المخابرات المصرية وأمدها بالمعلومات المطلوبة عن الجيش والمجتمع الإسرائيلي وأن المخابرات طلبت منه أن يترقى في عمله إلى أعلى المناصب وهو ما حدث، إلى أن حدث ذات ليلة وهو يسهر في منزله مع صديقته وهو في حالة سكر شديدة اراها صورة له بالبدلة النازية مما جعلها تبلغ عنه جهاز الشاباك الإسرائيلي وتم اعتقاله.

المصادر الإسرائيلية تقول أنه ببساطة تم طرده من الجيش فقرر أن يعود إلى ألمانيا، لكن منطقيا هذا لايبدو حقيقيا لأن طالما انكشفت حقيقته أنه ضابط في جهاز الاس اس النازي وتسلل إلى جيش الدفاع الإسرائيلي لم يكن الموضوع سيمر مرور الكرام أبدا ويكتفوا بطرده .

اما الرواية المصرية الأقرب إلى المنطق فهي أنه تم طرده إلى خارج إسرائيل لأنهم لم يجدوا أي بيانات عنه وغير مطلوب على قوائمهم لرجال النازي ولم يعلموا هويته الحقيقية، والمهم انهم طردوه دون أن يعلموا بتجسسه لصالح مصر، وإلا لم يكونوا ليتركوه بسهولة.

المخابرات المصرية

وصل شنافت إلى إيطاليا وذهب للقنصلية المصرية هناك وقابل الملحق العسكري المصري وحاول أن يتصل عن طريقه بالمخابرات المصرية بعدما انفق كل ما معه، ولم يتبقى لديه الا عشرون دولار أمريكي وجواز سفره الإسرائيلي يمنعه من دخول المانيا، فوقتها كانت ألمانيا تمنع دخول الإسرائيليين، وبالفعل، تم اعطائه فرصة اخرى لذلك تم التواصل معه وتوفير احتياجاته الضرورية.

قدم شنافت للمخابرات المصرية تفاصيل دقيقة عن تنظيم وبنية جيش الدفاع الإسرائيلي بحكم منصبه فيه، بالإضافة إلى انواع التدريب المختلفة، مقابل أن تساعده مصر في دخول المانيا مرة أخرى.

وافقت المخابرات المصرية وتسلم شنافت جواز سفر مصري بأسم (روبير حايك) انتقل به إلى مصر حيث عاش شهورًا يقدم تفاصيل تفاصيل التحصينات والتدريبات في جيش الدفاع الإسرائيلي، بالإضافة إلى منجم من المعلومات التي ساعدت مصر كثيرا على فهم كيفية عمل الجيش الإسرائيلي.

أقرأ أيضا:

معلومات خطيرة عن الجاسوس التركي الذي باع فلسطين للصهاينة

معلومات خطيرة عن أخطر جاسوس إسرائيلي في واشنطن