خطة إسرائيل للقضاء على الأونروا والفلسطينيين
وضعت إسرائيل خطة محكمة للتخلص من منظمة شئون اللاجئين الأونروا التابعة للأمم المتحدة، وهي المصدر الوحيد الذي تبقى للشعب الفلسطيني كملاذ أخير للحياة بعد أن قضت القوات الإسرائيلية على كل معالم الحياة في غزة من مواد غذائية، ومياه، وكهرباء، ولجأ أبناء غزة إلى مدارس الأونروا ومخازنها يحتمون من ضربات الطيران الإسرائيلي، ويستغيثون بها للحصول على الخبز والمياه.
هجوم إسرائيل على الأونروا
تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) حملة غير مسبوقة من إسرائيل وعدة دول داعمة، حيث أعلنت بعض الدول المانحة تعليق تمويلها لهذه الوكالة، التي تعتبر شريان حياة لأكثر من 5.5 مليون لاجئ فلسطيني.
تكثف إسرائيل حملتها ضد الأونروا خلال الحرب الجارية في قطاع غزة، مزعمةً أن بعض موظفي الوكالة انضموا إلى فصائل المقاومة الفلسطينية.
أدت هذه الاتهامات إلى حملة إسرائيلية لتعليق تمويل الأونروا، ولقد انضمت إليها بعض الدول المانحة دون انتظار نتائج تحقيق رسمي، مما أدى إلى فقدان ما يقرب من 56% من ميزانية الوكالة.
لافت للنظر هو أن هذه الانسحابات جاءت بعد قرار للمحكمة الدولية أمرت إسرائيل بتأمين إدخال مواد إغاثية إلى غزة. تعتمد الأونروا بشكل كامل على مساهمات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وتمثل ميزانيتها لعام 2022 حوالي 1.2 مليار دولار، حيث تقدم الولايات المتحدة نسبة كبيرة منها تبلغ حوالي 30%.
تعتبر هذه الحملة عقوبة جماعية تطال سكان قطاع غزة، حسب تقدير المقرر الخاص للأمم المتحدة لحق السكن.
وقد نددت حركة حماس بـ"التهديدات" الإسرائيلية ودعت الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية إلى عدم الرضوخ لتلك التهديدات والابتزازات.
تعليق التمويل الغربي للأونروا
كشفت المتحدثة باسم وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، تمارا الرفاعي، عن تفاصيل الموقف الحالي للوكالة بعد قرار عدة دول تعليق تمويلاتها للوكالة بسبب اتهامات إسرائيلية بتورط موظفيها في هجمات. وأكدت الرفاعي أن الوكالة تأخذ المزاعم بجدية وتجري تحقيقات دائمة للتحقق من الالتزام بالمبادئ الإنسانية.
فيما يتعلق بتداعيات تعليق تمويل بعض الدول المانحة، أعربت الرفاعي عن أسفها لهذه القرارات، خاصة في ظل دور "أونروا" كمنظمة إغاثية رئيسية تعمل في المنطقة. أشارت إلى الضرر الكبير الذي سيطال العمل في مناطق متعددة، مؤكدة أن توقف التمويل لن يؤثر فقط على غزة ولكن أيضًا في مناطق أخرى.
وفي ختام حديثها، حذرت من أن إيقاف الدعم من قبل الدول الكبيرة كالولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا سيؤثر سلبًا على القدرة التشغيلية لـ "أونروا"، وبالتالي، قد لا تكون الوكالة قادرة على تقديم المساعدة والحماية للاجئين في المناطق المختلفة.
تأثير قطع التمويل على اللاجئين الفلسطينيين
ثمة مخاوف كبيرة من أن يؤدي وقف الخدمات الإنسانية للأونروا في غزة سيؤدي إلى كوارث أفظع في أماكن تواجد اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط عموما وقطاع غزة على وجه الخصوص.
يبلغ عدد موظفي وكالة الأونروا في الشرق الأوسط 30 ألفا بينهم 13 ألفا في القطاع يوفرون المساعدات لإنقاذ حياة 2.3 مليون شخص. وكغيرها من الجمعيات الخيرية الأهلية أو الأجنبية في غزة استمرت الأونروا في عملها بتكلفة بشرية عالية. فمنذ 7 أكتوبر قتل أكثر من 136 من موظفيها.
وتعد الوكالة ثاني أكبر جهة توظيف في غزة بعد حركة حماس، إذ أنها تدير 350 منشأة في القطاع بينها 183 مدرسة كانت، قبل الحرب، توفر التعليم لحوالي 90.000 تلميذ وطالب فلسطيني، إضافة إلى 22 منشأة صحية و7 مراكز نسائية ومرافق أخرى كثيرة.
وتتعرض مدارس الوكالة ومرافقها وملاجئها بشكل متكرر للقصف الإسرائيلي الذي خلف العشرات من الضحايا بين المدنيين الفلسطينيين النازحين أثناء لجوئهم إلى الأونروا.
ودأبت الحكومة الإسرائيلية منذ فترة على انتقاد الأونروا إلى حد اتهامها بتأجيج التحريض ضد إسرائيل. وسعيا منها إلى منع الوكالة من العمل في غزة بعد الحرب. وكتب وزير الخارجية الإسرائيلي إسرائيل كاتس على موقع X: "لقد حذرنا منذ سنوات من أن الأونروا تعمل على إدامة قضية اللاجئين، وتعرقل السلام، وتعمل كذراع مدني لحماس في غزة".
ويرى البعض أن الادعاءات الاسرائيلية بضلوع منتمين لحماس من موظفي الوكالة في هجوم 7 من أكتوبر محض افتراء، وأن الرواية الاسرائيلية لا تستقيم خصوصا وأن معظم المقاتلين الذين نفذوا العملية لقوا حتفهم في مواجهات مع القوات الاسرائيلية في غلاف غزة. ويتساءلون كيف تمكن هؤلاء من المشاركة في الهجوم وعادوا أدراجهم واستأنفوا حياتهم اليومية.
وثمة آخرون ممن يرون أن هذا الإعلان يدخل ضمن الحرب الشاملة العسكرية والإعلامية والسياسية التي تخوضها اسرائيل على الفلسطينيين خصوصا وأنه تزامن مع صدور قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي يقضي بصدقية الدعوى التي رفعتها جنوب افريقيا ضد اسرائيل بشأن ارتكاب الأخيرة جرائم إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.
إقرأ أيضًا: الأونروا تستغيث: لن نكن قادرين على تلبية احتياجات أهالي غزة اعتباراً من مارس القادم