من هو رئيس تايوان الجديد الذي أقلق الصين وأسعد أمريكا؟
اختار الناخبون في تايوان وليام لاي تشينج تي رئيسًا لهم في انتخابات تاريخية، وأثارت هذه الخطوة غضب بكين التي تصف لاي بـ "الانفصالي الخطير"، ورفضت دعواته المتكررة لإجراء محادثات معها.
من هو رئيس تايوان الجديد؟
ولد لاي تشينج عام 1959، ونشأ لاي وإخوته الخمسة في قرية ريفية تابعة لمدينة تايبيه الجديدة، وتولت والدتهم تربيتهم بعد وفاة والده الذي كان عاملاً في منجم للفحم، وهو طفل صغير.
وفق سيرته الذاتية الرسمية، درس لاي الطب الطبيعي وإعادة التأهيل، إضافة إلى العلوم الطبية في تايوان، قبل أن ينال شهادة الماجستير في الصحة العامة من جامعة هارفارد المرموقة.
عاد إلى بلاده حيث عمل في مستشفى بجنوب تايوان، قبل أن يبدأ الاهتمام بالسياسة اعتباراً من العام 1996 خلال أزمة مضيق تايوان الثالثة.
تولى عدداً من المناصب العامة، إذ كان نائباً في البرلمان ورئيساً لبلدية مدينة تاينان بجنوب البلاد، قبل أن يتم اختياره نائباً للرئيسة المنتهية ولايتها تساي إنغ وين.
انضم لاي تشينج تي إلى الحزب الديمقراطي التقدمي، الذي يناصر هوية تايوان المستقلة، ويرفض مطالب الصين بالسيادة عليها.
وفي عام 1998، تم انتخاب لاي لعضوية المجلس التشريعي ممثلاً لمدينة تاينان. ومن خلال خبرته الطبية، لعب دوراً في لجنة الرعاية الاجتماعية والنظافة البيئية، وأعاد مواطنو تاينان انتخابه لثلاث دورات لاحقة.
خلال فترة عمله التشريعي، حصل لاي على لقب "أفضل مشرع" من قبل منظمة Citizen Conference Watch، وترأس حزب الحزب الديمقراطي التقدمي، وفي عام 2004، تم اختياره للمشاركة في برنامج القيادة الدولية للزوار التابع لوزارة الخارجية الأميركية.
انتخب لاي كأول عمدة لبلدية تاينان عام 2010، وفي ولايته الثانية عام 2014 حصل على نحو 73% وهي أعلى نسبة يحصل عليها مرشح في أي انتخابات بلدية في التاريخ الحديث لتايوان.
كذلك، تولى رئاسة الحكومة بين 2017 و2019، حيث اعتمدت سياسة حكومته على تعزيز 5 عناصر وهي "الثقافة التايوانية، وجزيرة السيليكون الخضراء، والأمة الرقمية الذكية، والمجتمع العادل، وكذلك الرفاهية الوطنية"، وفق الرئاسة التايوانية.
وفي مايو 2020 أدى لاي اليمين نائباً للرئيس، وذلك بعد أسابيع من زيارته إلى واشنطن ليكون أعلى مسؤول من تايوان يزور العاصمة الأميركية منذ قطع العلاقات (على المستوى الرسمي) قبل 41 عاماً.
ويصف لاي نفسه بأنه "البراجماتي العامل من أجل استقلال تايوان"، وهو الادعاء الذي أثار غضب بكين.
أول خطاب له بعد الفوز بالرئاسة
في أول خطاب له بعد إعلان انتصاره، تعهّد لاي تشينغ-تي الفائز بانتخابات تايوان الرئاسية الدفاع عن الجزيرة المتمتّعة بحكم ذاتي في مواجهة تهديدات الصين التي تصرّ على أنها جزء لا يتجزأ من أراضيها.
وأعلن لاي تشينغ-تي، مرشّح الحزب الديمقراطي التقدمي أمام أنصاره، أن إدارته مصممة على حماية تايوان من تهديدات الصين المستمرة وترهيبها، مهنّئا الشعب بـ"نجاحه في مقاومة جهود قوى خارجية للتأثير على هذه الانتخابات".
الصين غاضبة
ويرى متابعون أن خبر فوز لاي سيئًا للصين، لأنه يُعرف بمواقفه المؤيدة لاستقلال تايوان، كما أنه يرفض مطالب الصين بالسيادة على الجزيرة.
الصين أصدرت بياناً بعد وقت قصير من ظهور النتائج، أصرت فيه على أن "تايوان جزء من الصين".
وعلى الرغم من أن بكين دعت إلى "إعادة التوحيد سلميًا"، إلا أنها لم تستبعد أيضاً استخدام القوة، مصورة الانتخابات التايوانية على أنها خيار بين "الحرب والسلام".
وعززت الصين وجودها العسكري حول الجزيرة في الأشهر الأخيرة، ما زاد المخاوف من صراع محتمل.
أمريكا سعيدة
هنأت الولايات المتحدة الأمريكية رئيس تايوان الجديد بفوزه في الانتخابات الرئاسية، مؤكدة فى الوقت نفسه التزامها بحفظ السلام والاستقرار عبر مضيق تايوان.
وأفادت وزارة الخارجية الأمريكية بأن الولايات المتحدة تهنئ الدكتور لاى تشينج تى على فوزه فى الانتخابات الرئاسية فى تايوان، كما تهنئ شعب تايوان على إظهاره مرة أخرى "قوة نظامه الديمقراطى القوى وعمليته الانتخابية".
وأكدت الولايات المتحدة التزامها بالحفاظ على السلام والاستقرار عبر المضيق، والحل السلمى للخلافات، دون إكراه أو ضغط، مشيرا إلى أن الشراكة بين الشعب الأمريكى وشعب تايوان، "المتجذرة فى القيم الديمقراطية، مستمرة فى الاتساع والتعمق عبر العلاقات الاقتصادية والثقافية والشعبية".
وذكر البيان أن الولايات المتحدة تتطلع إلى العمل مع الدكتور "لاي"، وقادة جميع الأطراف فى تايوان لتعزيز "مصالحنا وقيمنا المشتركة، وتعزيز علاقتنا غير الرسمية طويلة الأمد؛ بما يتوافق مع سياسة الولايات المتحدة "صين واحدة" التى يسترشد بها قانون العلاقات مع تايوان والبيانات المشتركة الثلاثة، والضمانات الستة".