من الميدان إلى الإعلام..
اللواء فايز الدويري.. قائد عسكري ومحلل استراتيجي مخضرم
تميز اللواء المتقاعد فايز الدويري، الذي يُلقب بـ "أبي جمال"، بتحليله المتفائل لأداء المقاومة الفلسطينية بعد عملية طوفان الأقصى، حيث تسلط تحليلاته الضوء على استراتيجية المقاومة في استهداف الآليات الإسرائيلية الأساسية، مثل دبابات ميركافا ومدرعات نمر، في المعركة البرية ضد قطاع غزة من مسافة قريبة، مما يعزز فعالية القوات الفلسطينية.
ويشير الدويري إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي تواجه تحدياً كبيراً، حيث يظهر الجندي الإسرائيلي بمواجهة مختلفة تمامًا عن المقاوم الفلسطيني، إذ يتقدم نحو الموت دون حماية كبيرة، مقابل مقاوم يقاتل بدون حماية ضد خصم متجه نحو النصر.
وعندما يتحدث الدويري عن غزة، يعبر عن فخره بقوله "ليس هناك مثلها في التاريخ العسكري منذ الإسكندر الأكبر حتى اليوم".
تعكس هذه التصريحات إعجابه بالفعالية والقوة التاريخية للمقاومة الفلسطينية، خاصةً في ظل التحديات والضغوط التي تواجهها.
وأظهر مقطع فيديو من كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تحية إعجابهم واحترامهم للدويري عبر صرخة "حلل يا دويري"، بعد نجاحهم في استهداف منزل بحجر الديك الذي كان يحتمي به 10 جنود إسرائيليين.
الضربة أسفرت عن خسائر بشرية وجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي، وأثبتت فعالية الاستراتيجية المتبعة من قبل المقاومة.
الدويري في سطور
ولد اللواء فايز الدويري في مدينة إربد عام 1952، لأسرة ريفية أردنية، وعلى الرغم من نشأته في بيئة ريفية متواضعة، إلا أنه كان شغوفًا بالعسكرية منذ طفولته، فالتحق بالكلية العسكرية الأردنية عام 1970، وتخرج منها برتبة ملازم ثانٍ في عام 1973.
وبدأ مسيرته العسكرية في سلاح الهندسة الملكي الأردني، حيث شارك في عدة مهام عسكرية داخل الأردن، منها عملية نزع الألغام عن الحدود السورية الأردنية، كما شارك في عدة مهام خارجية، منها القتال في اليمن خلال حرب 1979.
وتدرج "الدويري" في المناصب العسكرية حتى وصل إلى رتبة لواء، حيث تولى العديد من المناصب القيادية، منها قائد سلاح الهندسة الملكي الأردني، وقائد كلية القيادة والأركان الأردنية.
وفي عام 2005، قرر الدويري التقاعد من الجيش الأردني، ليتجه إلى العمل الإعلامي، حيث شارك كمحلل عسكري في العديد من البرامج التلفزيونية، منها برنامج "ما وراء الخبر" على قناة الجزيرة.
وبرزت شهرته بشكل خاص بعد مشاركته في تحليل عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة عام 2009، حيث قدم تحليلات دقيقة ورصينة حول المقاومة الفلسطينية، وأضفى لمسة خاصة على الأحداث بتفاعله مع الأوضاع.
يتميز "الدويري" بخلفيته العسكرية الواسعة، وخبرته في مجال التحليل العسكري، كما يتميز بأسلوبه الواضح والرصين، وقدرته على التواصل مع الجمهور، وهي العوامل التي جعلت منه شخصية بارزة في الساحة العسكرية والإعلامية.
ويصف الدويري نفسه بأنه أردني من أجداد أردنيين، وفخور بذلك، لكنه لا يسمح لأحد من يافا أو طولكرم أن يشكك في موقفه من فلسطين أو قناعته بأن فلسطين قضيته كما هي قضيتهم.
المسيرة العلمية
بدأ اللواء فايز الدويري رحلته التعليمية في بلدته كتم، التابعة لمحافظة إربد شمال الأردن، حيث أكمل التعليم الابتدائي، ثم انتقل إلى منطقة النعيمة لإكمال المرحلة الإعدادية، وأكمل المرحلة الثانوية في منطقة الحصن.
كان الدويري يحلم بأن يصبح أستاذًا في الجامعة، لكن الظروف المادية الصعبة التي كانت تمر بها عائلته دفعته إلى الالتحاق بالكلية العسكرية.
التحق بالكلية العسكرية الأردنية عام 1970، وتخرج منها برتبة ملازم ثانٍ في عام 1973.
تدرج الدويري في المناصب العسكرية حتى وصل إلى رتبة لواء، وخلال مسيرته العسكرية، تم اختياره ضمن سلك التعليم في سلاح الهندسة الملكي، حيث شغل العديد من المناصب التدريسية، منها آمر جناح تدريب، ورئيس مدربين، وآمر مدرسة، ومعلم في كلية القيادة والأركان، ثم موجه في كلية الحرب، ومن ثم أصبح آمرا لكلية القيادة والأركان.
في مرحلة لاحقة، تدرب الدويري في مدرسة الدراسات العسكرية المتقدمة التابعة للجيش الأميركي، وأصبح أول ضابط متخصص في التخطيط الإستراتيجي وفن إدارة الحرب من خارج دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).
التحق بعد ذلك بكلية القيادة والأركان العسكرية لمدة عام، ثم أرسل إلى باكستان لحضور دورة دولية في كلية القيادة والأركان الباكستانية.
بعد تقاعده عام 2005، التحق بالجامعة الأردنية وحصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة التربوية، عن رسالة بعنوان "دور الجامعات الرسمية في تعزيز مفهوم الأمن القومي".
ويتميز التكوين العلمي للواء فايز الدويري بتنوعه وتكامله، فقد حصل على تعليم ابتدائي وثانوي في مدارس الأردن، ثم التحق بالكلية العسكرية الأردنية، حيث حصل على تعليم عسكري مكثف، كما حصل على تدريب عسكري متقدم في الولايات المتحدة وباكستان.
يعكس هذا التكوين العلمي حرص الدويري على تطوير نفسه واكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للنجاح في مسيرته العسكرية، كما يعكس اهتمامه بالشؤون العسكرية والاستراتيجية.
لقد ساهم التكوين العلمي للواء الدويري في جعله شخصية بارزة في الساحة العسكرية والإعلامية، فهو يتمتع بخلفية عسكرية واسعة، وخبرته في مجال التحليل العسكري، وأسلوبه الواضح والرصين.
المسيرة المهنية
بدأ اللواء فايز الدويري مسيرته المهنية في القوات المسلحة الأردنية عام 1973، بعد تخرجه من الكلية العسكرية الأردنية.
انضم إلى سلاح الهندسة الملكي، حيث شارك في عملية نزع الألغام عن الحدود السورية الأردنية.
لعب الدويري دورًا بارزًا في هذه العملية، حيث قاد فريقًا من المهندسين نجح في إزالة أكثر من 100 ألف لغم في فترة زمنية قصيرة.
في عام 1977، انتقل الدويري إلى اليمن، حيث عمل كمهندس عسكري مع القوات المسلحة اليمنية.
وشارك في حرب الاستنزاف التي اندلعت بين اليمن ومصر، حيث عمل على تحصين مضيق باب المندب وإقامة "معسكر خالد" في الحديدة.
عاد الدويري إلى الأردن في عام 1979، حيث التحق بجامعة اليرموك لدراسة إدارة الأعمال، وبعد تخرجه، التحق بكلية القيادة والأركان الأردنية.
في عام 1982، تم تعيين الدويري مديرًا لسلاح الهندسة الملكية الأردنية، حيث شغل هذا المنصب لمدة 13 عامًا، ليشرف على تطوير سلاح الهندسة ويجعله أحد أقوى الأسلحة في القوات المسلحة الأردنية.
في عام 1995، تم تعيين الدويري قائدًا لكلية القيادة والأركان الأردنية، حيث تقلد هذا المنصب حتى تقاعده في عام 2005 برتبة لواء.
الإنجازات المهنية
- لعب دورًا بارزًا في عملية نزع الألغام عن الحدود السورية الأردنية.
- شارك في حرب الاستنزاف بين اليمن ومصر.
- عمل على تحصين مضيق باب المندب وإقامة "معسكر خالد" في الحديدة.
- أشرف على تطوير سلاح الهندسة الملكي الأردني.
- قاد كلية القيادة والأركان الأردنية.
الأهمية الاستراتيجية
يعد اللواء فايز الدويري شخصية عسكرية بارزة في الأردن والمنطقة العربية، يتمتع بخبرة واسعة في المجال العسكري، كما يتمتع بقدرات قيادية وإدارية مميزة.
لعب الدويري دورًا بارزًا في تطوير القوات المسلحة الأردنية، وخاصة سلاح الهندسة الملكي، كما شارك في العديد من العمليات العسكرية المهمة، مما ساهم في تعزيز الأمن القومي الأردني.
يحظى الدويري باحترام كبير من قبل العديد من القادة العسكريين والأمنيين في المنطقة العربية، فهو يُعد مرجعًا مهمًا في مجال الشؤون العسكرية والاستراتيجية.
المساهمة في مجال التحليل العسكري
يعد اللواء فايز الدويري من أبرز المحللين العسكريين في الشرق الأوسط. يتمتع بخبرة واسعة في المجال العسكري، كما يتمتع بقدرات تحليلية مميزة.
لقد أسهم الدويري بشكل كبير في مجال التحليل العسكري، حيث كرّس جهوده لكتابة تحليلات عسكرية متخصصة، وتتميز تحليلاته بالدقة والموضوعية، كما أنها تستند إلى فهم عميق للشؤون العسكرية والاستراتيجية.
ازدادت شهرة الدويري بشكل كبير بعد مشاركته المتكررة في التحليل العسكري واستعراض الاستراتيجيات المستخدمة في الحروب والنزاعات الإقليمية، وتشمل مشاركاته مواضيع متنوعة، منها:
- مستقبل حلف شمال الأطلسي وعودة روسيا إلى العالم العربي
- صفقات الأسلحة وسباق التسلح النووي
- الحرب الروسية على أوكرانيا
- الصراعات في الشرق الأوسط
في عام 2009، بدأ الدويري في المشاركة في البرامج التلفزيونية، حيث قدم تحليلاته حول أداء المقاومة الفلسطينية ضد قوات الاحتلال. حظيت تحليلاته باهتمام كبير من الجماهير العربية، حيث اعتبرت كلماته ذات أهمية كبيرة، تشبه في ذلك أهمية كلمات متحدث كتائب القسام، أبو عبيدة.
تم وصف الدويري من قبل محللين سياسيين ونشطاء بأنه "يسبب صداعاً للإسرائيليين". وقد تألق في لقاء تلفزيوني حيث أحرج إيدي كوهين بتقديمه لصورة تاريخية تحمل كلمة "فلسطين" في غطاء المنهل في يافا عام 1936، مظهرًا بذلك أن هذا الغطاء أقدم من دولة إسرائيل بـ 12 عامًا.
أهمية تحليلات اللواء فايز الدويري
تحظى تحليلات اللواء فايز الدويري بأهمية كبيرة لعدة أسباب:
- تتميز بالدقة والموضوعية، حيث تستند إلى فهم عميق للشؤون العسكرية والاستراتيجية.
- تغطي مواضيع متنوعة، مما يوفر للجمهور نظرة شاملة على الأحداث الجارية.
- تتميز بالأسلوب الواضح والرصين، مما يجعلها سهلة الفهم من قبل الجمهور العام.
تعد تحليلات الدويري مرجعًا مهمًا للباحثين والأكاديميين المهتمين بالشؤون العسكرية والاستراتيجية، كما أنها تساهم في تشكيل الرأي العام حول الأحداث الجارية.