فتوى الأزهر تمنعه من القبلات وحقيقة صراعاته من موسيقار الأجيال..أسرار في حياة سعد عبد الوهاب
تحل اليوم ذكرى رحيل الموسيقار والفنان سعد عبد الوهاب، والذي يمتلك رصيد سينمائي قليل لا يتعدي سبعة أفلام، ذو ملامح طفولية وابتسامة رقيقة منحته كارت الدخول للقلوب، صوته عذب ورثه من عمه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب.
سعد عبد الوهاب هو أول من دشن مصطلح السينما النظيفة والتي تبعد عن الإسفاف والقبلات والتي كانت منتشرة حينها ..دائما هو البطل الذي يدعوا للخير والسلام والحب، وهي شخصية سعد الحقيقة، فهو دائما يحب أن يبعد عن أي صراعات ويعيش حياة هادئة ما جعله يبعد عن الفن سريعا.
ولد سعد حسن محمد أبوعيسى في 16 يونيو من عام 1929، لأسرة تضم أحد أعلام الموسيقى والغناء في العالم العربي "موسيقار الأجيال" محمد عبدالوهاب، فهو شقيق والده الشيخ حسن، ورث سعد حب الفن إلا أن رغبة والده وتربيته الدينية حالت دون احترافه للغناء في سن مبكرة، فأكمل دراسته الجامعية وتخرج في كلية الزراعة عام 1949.
يملك سعد ملامح قريبة جدًا من عمه محمد عبدالوهاب ويملك عنه أيضا، الوسوسة أو كما قال نجله "هاني" -في حوار صحفي قديم- حب النظافة والخوف من الإصابة بالبرد، وكان حريصًا على عدم تناول أي طعام خارج بيته.
عقب تخرجه عمل سعد لمدة خمس سنوات في الإذاعة، وقبل اتجاهه للعمل الفني زار الشيخ محمود شلتوت، وهو عالم أزهري كبير وخطيب وامام الجامع الأزهر حينها، وسأله هل العمل في الفن والغناء حلال أم حرام، فأجابه بأن ليس هناك حكم مطلق، فالأمر متوقف على ماذا يقدم ولمن، وكانت فتواه سببًا في اتخاذه قرارا برفض تقديم أي مشاهد بها قبلات في أعماله الفنية، وذلك بحسب ما جاء على لسان نجله هاني، في حوار صحفي قديم.
وكان المخرج الراحل حسين فوزي، هو من اكتشف سعد وقدمه وجهًا جديدًا في فيلمه "العيش والملح" أمام الوجه الجديد –آنذاك- الفنانة نعيمة عاكف، وكُتب على تتر الفيلم "شركة نحاس فيلم تُلبي نداء الجمهور والصحافة وتقدم وجهين جديدين "نعيمة عاكف وسعد عبدالوهاب".
قدم سعد بعد "العيش والملح" 3 أفلام عام 1950، هي: "أختي ستيتة" مع الفنانة صباح، "سيبوني أغني" أمام صباح و"بلدي وخفة" مع بطلة فيلمه الأول نعيمة عاكف، وبلغ رصيده في عالم السينما 7 أفلام، ففي عام 1951 قدم من إنتاج عمه محمد عبدالوهاب فيلم "بلد المحبوب" أمام الفنانة تحية كاريوكا.
وغاب 3 أعوام عن السينما قبل أن يعود عام 1955، بتقديم فيلم شاركته بطولته الفنانة ماجدة وحمل عنوان "أماني العمر" وكان من إنتاجه، وغنى فيه لأول مرة من ألحانه، ثم غاب عامين، قبل أن يعود لتقديم أخر أفلامه وأشهرها على الإطلاق "علموني الحب" من إنتاج عمه محمد عبدالوهاب والمخرج هنري بركات، وشاركه البطولة إيمان، أحمد رمزي، عبدالسلام النابلسي، ونيللي مظلوم.
وبعد النجاح الكبير الذي حققه فضل سعد أن يترك مصر ويبتعد عن الفن ، وعاش في السعودية فترة وذهب لأداء العمرة هناك فجاءه عرض للعمل كمستشار للإذاعة وحاول خلال هذه الفترة الابتعاد عن الإيقاعات الراقصة والتركيز على الأغنيات الروحانية، وبعدها سافر إلى الكويت والبحرين والإمارات وعمل مستشاراً للأغنية الوطنية بالإذاعة ووضع لحن النشيد الوطني الإماراتي، وعاش فترة في لندن وسجّل بعض سور القرآن الكريم بنفسه، قبل أن يقرر العودة إلى القاهرة مرة أخرى، لكنه انعزل عن الوسط الفني وعاش مع ابنيه.
وواجه سعد عبد الوهاب شائعات كثيرة حول علاقته بعمه محمد عبد الوهاب، وبأن عمه هو السبب وراء سفره إلى السعودية، خوفاً من أن يحقق سعد نجاحاً أكبر منه، إلا أن ابن سعد عبد الوهاب الأصغر في لقاء له نفى الأمر، وقال إن موسيقار الأجيال كان يساعد والده ويعطيه دائماً ألحاناً خاصة له، وأن العلاقة الأسرية بينهما كانت جيدة.
تزوج سعد عبد الوهاب وله ابنان هما "هاني" و"عمر"، وقد توفيت زوجته عندما كان ولداه صغيرين، فحرص على تربيتهما بنفسه.
توفي سعد عبدالوهاب في 23 نوفمبر 2004، عن عمر يناهز 75 عامًا.