الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 06:21 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

الجنرال جيمس جلين.. التاريخ الأسود لـ ”سفاح العراق” الأمريكي الذي يُقدم نصائحه الدموية لإسرائيل

الجنرال جيمس جلين
الجنرال جيمس جلين

مع احتدام المواجهات في غزة على مدى الأيام الماضية وما تنذر به من حرب طويلة، تواصل أمريكا حشد الدعم والمساندة لإسرائيل عسكريًا وسياسيًا، والتشديد على حقها في الدفاع عن نفسها .

وكشف موقع أكسيوس الأمريكي عن انخراط واشنطن في التصعيد الجاري بين إسرائيل وقطاع غزة، مشيرًا إلى أن إدارة بايدن أرسلت مؤخرًا جنرالًا من مشاة البحرية الأمريكية والعديد من الضباط العسكريين الآخرين إلى إسرائيل للمساعدة في تقديم المشورة لقيادة الجيش الإسرائيلي في عمليته البرية في غزة.

ووفق التقرير فإن هذه الخطوة تعكس المشاركة العميقة لإدارة بايدن في الحرب في غزة ومدى ظهورها في التخطيط العسكري الإسرائيلي، إذ قال متحدث باسم البنتاجون: "لقد طلبنا من عدد قليل من الأشخاص مساعدة المسؤولين الإسرائيليين في استكشاف خياراتهم العسكرية وبعد ذلك سيتخذ الجيش الإسرائيلي قراراته بنفسه".

وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أعلن في تصريحات لشبكة «سي بي إس» الإخبارية الأمريكية، عن أن إدارة جو بايدن تتحدث مع المسؤولين الإسرائيليين حول خططهم العسكرية لغزة وأفضل السبل لتحقيق النتائج التي يسعون إليها.

وأضاف بلينكن: «نحن نُقدم لهم أفضل النصائح.. كما قلنا من قبل من المهم ليس فقط ما يفعلونه، ولكن كيف يفعلونه، لا سيما عندما يتعلق الأمر بالتأكد من أن المدنيين يتمتعون بأكبر قدر ممكن من الحماية في ظل تبادل إطلاق النار من جانب حماس».

ومن بين ضباط مشاة البحرية الذين تم إرسالهم الجنرال جيمس جلين، وذلك وفقًا لمسؤول إسرائيلي كبير، والسؤال الآن من هو الجنرال الأمريكي الملقب بـ «سفاح العراق» وبماذا نصح قوات الاحتلال؟ وما هي مهمته في إسرائيل؟

من هو "سفاح العراق" ؟

جيمس جلين هو قائد في مشاة البحرية الأمريكية يناهز عمره نحو الـ 55 عامًا، ويشغل منصب نائب القائد لشؤون القوى العاملة والاحتياط في مشاة البحرية منذ أكتوبر 2022.

وتولى قيادة العمليات الخاصة لقوات مشاة البحرية الأميركية من يونيو 2020 إلى مايو 2022.

تخرج جلين بدرجة بكالوريوس العلوم عام 1989 في الأكاديمية البحرية الأمريكية، وحصل على درجة الماجستير في العلوم في شؤون الأمن القومي من الكلية الحربية للجيش الأمريكي.

كما حصل على درجة الماجستير في العلوم في الدراسات العسكرية من كلية القيادة والأركان لسلاح مشاة البحرية، وهو خريج مدرسة الحرب البرمائية لسلاح مشاة البحرية.

وتضمنت المهام التي تولاها جلين منصب مساعد عسكري لمساعد قائد مشاة البحرية من يوليو 2013 إلى أغسطس 2015.

ثم عمل مديرًا لمكتب اتصالات مشاة البحرية الأمريكية من سبتمبر 2015 إلى يونيو 2017، ونائب القائد العام لفرقة العمل المشتركة للعمليات الخاصة.

كما تولى منصب القائد العام لمستودع تجنيد مشاة البحرية في جزيرة باريس، ومنطقة التجنيد الشرقية، وتولى مهامه كضابط آمر لقيادة العمليات الخاصة للقوات البحرية الأمريكية في 26 يونيو 2020.

بعد ذلك، أصبح نائب القائد العام لقيادة التدريب والتعليم لقوات مشاة البحرية الأمريكية، وفي 6 سبتمبر 2022، جرى ترشيح جلين للترقية إلى رتبة ملازم أول وتعيينه نائبا للقائد لشؤون القوى العاملة والاحتياط في قوات مشاة البحرية الأمريكية.

وفي الشهر ذاته من عام 2022، جرى تأكيد ترشيح الجنرال، جيمس جلين، بالتصويت الصوتي لمجلس الشيوخ الأمريكي (أن يقرأ رئيس المجلس ترشيحه للمجلس دون حضوره)، في خطوة تشير إلى رغبته في الدخول إلى عالم السياسة.

ورغم أن وسائل الإعلام الأمريكية تحاول الترويج له علي أنه جنرال ذات خبرة كبيرة ولم يسبق له مثيل، إلا أن الشواهد والمعلومات تُشير إلى تكبد الولايات المتحدة خسائر فادحة وفشلًا لحق بها خلال معاركه بمدينة الفلوجة عام 2004.

فالمعركة الأولى (حرب الفلوجة الأولى) التي دارت في أبريل 2004، وأطلقت عليها القوات الأمريكية "عملية الفجر" كانت تجربة فاشلة بامتياز للأخيرة بعد محاولة دخول المدينة الواقعة في محافظة الأنبار غرب العراق والسيطرة عليها.

وتكبد الجيش الأمريكي الذي كان الجنرال جيمس جلين أحد قادته، خسائر جسيمة في هذه المعركة، قدرت بنحو 2300 جندي بين أمريكي ومرتزق، مما دفع رئيس الولايات المتحدة آنذاك جورج بوش الابن بالتصريح: "لقد واجهت قواتنا أسبوعًا قاسيًا.. وأنا أصلي كل يوم من أجل أن تتراجع الخسائر".

وبعدما فشلت القوات الأمريكية في اقتحام الفلوجة، عادت الولايات المتحدة مرة ثانية بعد 6 أشهر، وأطلقت عملية عسكرية أخرى تحمل العنوان ذاته "عملية الفجر"، والتي تعرف محليًا بـ "معركة الفلوجة الثانية"، وكان الجنرال جيمس جلين أحد قادة المشاة البحرية المشاركين فيها، وبدأت هذه المعركة في 7 نوفمبر 2004، وانتهت في 23 من شهر ديسمبر من العام نفسه، وخلالها قادت القوات الأمريكية 15 ألفا من جنود "التحالف الدولي" في مواجهة ما يقرب من 5 آلاف مقاتلٍ من الفصائل العراقية التي كانت تسيطر على المدينة.

الجيش الذي كان جلين أحد قادته، قتل منه نحو 110 من عناصره وأصيب 600 آخرون، لجأ في معركة "الفلوجة الثانية" إلى استخدام الأسلحة المحرمة دوليًا وعلى رأسها الفسفور الأبيض، لإنهاء القتال العنيف الذي استمر لأكثر من أسبوعين.

ويبدو أن استعانة الأمريكيين بالأسلحة المحرمة دوليًا بعد فشلهم في المواجهة الميدانية، هي ذات المشورة التي قدمها الجنرال جيمس جلين إلى القوات الإسرائيلية، التي بدأت تقصف فصائل المقاومة بمادة "الفسفور الأبيض"، في طريقة تعكس أوجه التشابه في التعامل بين "الفلوجة" و"غزة".

وفي 28 أكتوبر، أفاد "المركز الفلسطيني للإعلام"، بأن الطائرات الإسرائيلية أطلقت قنابل "الفسفور الأبيض" على وسط غزة، وذلك بعد أيام من تحذيرات منظمة العفو الدولية من استخدام هذه القذائف خلال المعارك الدائرة في القطاع .

وأكدت منظمة العفو الدولية خلال بيان لها في 13 أكتوبر، أن "مختبر أدلة الأزمات لدينا تحقق من أن الوحدات العسكرية الإسرائيلية التي تضرب غزة مجهزة بقذائف مدفعية من الفسفور الأبيض".

ما مهمة جلين؟

الموقع الأمريكي أكسيوس قال إن جلين والضباط العسكريين الأمريكيين الآخرين "لا يقومون بتوجيه العمليات، لكنهم يقدمون المشورة العسكرية للجيش الإسرائيلي حول خططه في غزة وفي المقام الأول فيما يتعلق بالغزو البري الإسرائيلي المتوقع داخل القطاع".

وأضاف أكسيوس، أن الضباط الأمريكيين نقلوا الدروس التي تعلمتها الولايات المتحدة من قتال «داعش» في الموصل العراقية إلى إسرائيل.

ونقل الموقع عن مصادر مطلعة قولها إن القادة العسكريين الأمريكيين يقدمون المساعدة للمسؤولين الإسرائيليين على التفكير في الأسئلة الصعبة المقبلة واستكشاف خياراتهم.