الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 12:57 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

انتخب بطريرك للقسطنطينية.. حارب تبرج النساء وهذه قصة أذنه العجيبة.. تعرف على القديس يوحنا ذهبي الفم في ذكرى وفاته

القديس يوحنا ذهبي الفم
القديس يوحنا ذهبي الفم

تحيي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم تذكار وفاة القديس يوحنا الذي عرف باسم ذهبي الفم والذي توفي في مثل هذا اليوم من سنة 123 للشهداء ( 407م ).
وُلد هذا القديس في سنة 347م من أب اسمه اسكوندس كان قائداً في الجيش، وأم تقية اسمها أنثوسا، مات أبوه وهو طفل، وترك والدته وسنها عشرين سنة، فكرست الأم التقية حياتها لتربية طفلها، فشب على التقوى وكل فضيلة مقدسة، واجتهدت في تعليمه فأرسلته إلى الفيلسوف ليبانيوس الأنطاكي، فنبغ يوحنا في هذه العلوم، ثم درس القانون وعمل محامياً.
وزهد القديس الراحل بعد ذلك في أمور العالم، وتفرغ لدراسة الأسفار الإلهية، واهتم باقتناء الفضائل المسيحية، ثم عزم على اعتزال العالم، تبعاً لمشورة صديقه المحبوب باسيليوس، ولكن إلحاح والدته جعله يعدل عن هذا الفكر، فعكف في مقر سكنه على سيرة النسك والعبادة ثم انفرد في جبل قريب، مواظباً على دراسة الكتاب المقدس مع التقشفات الشديدة، ولكنه لاعتلال صحته اضطر أن يعود إلى أنطاكية.
ارتقى القديس يوحنا إلى درجة الكهنوت وكان يعظ في الكنائس، فذاع صيت فصاحته وروحانيته، فانتخبوه بطريركاً للقسطنطينية عام 398م في عهد أركاديوس الملك، فظل القديس يجاهد في تعليم شعبه، ويوبخ المخالفين خصوصاً السيدات المتبرجات في ملابسهن لكي يلزمن الحشمة، فوشى به بعض الأشرار إلى الملكة أفدوكسيا، أنه يقصدها بالذات، فغضبت وأضمرت له الشر وهيجت الملك أركاديوس عليه، فأصدر أمراً بنفيه،فغضب الشعب وثار، ولكن القديس هدَّأ مشاعرهم وسَلَّم نفسه للجند، فأخذوه ليلاً إلى المنفي الذي لم يستمر فيه إلا يوماً واحداً إذ حدثت زلزلة عظيمة هدمت جانباً كبيراً من المدينة، فارتعبت الملكة من ذلك وسَعَت لدى الملك لاستعادة القديس من نفيه في الحال، وهكذا عاد القديس بين فرح الشعب وتهليله ودخل كنيسة الرسل بصحبة الأساقفة وبدأ يمارس مهامه الروحية.لم يدم هذا الصفو طويلاً، إذ غضبت الملكة أفدوكسيا مرة أخرى بسبب عظاته النارية التي تستنكر الخلاعة والبذخ، وعزمت أن تعقد مجمعاً للحكم عليه، وفعلاً نجحت في أن تجعل المجمع يحكم بعزله ونفيه، فنُفي بأمر المجمع والملك إلى مدينة كوكوزا بأرمينيا ولما رأوا نشاطه هناك وحب الشعب له، نقلوه إلى منطقة أخرى تسمى كومانا ( كومانا: مدينة قديمة في منطقة الكبادوك)، فوصلها في آخر رمق، إذ كانت صحته قد تدهورت، فصلى وبسط يديه وأسلم روحه الطاهرة في يدي الله الذي أحبه، فدفنوه هناك بعد أن ترك كتباً كثيرة في العقائد وتفاسير الكتاب المقدس، وواجبات الكهنوت، وسيَر بعض النساك.


قصة أذن القديس


وعلى الرغم من مرور آلاف السنين على وفاة القديس يوحنا إلا أنه توجد في الجبل المقدس آثوس في اليونان رفات من جسد القديس،ومنها جمجمته وبها أذنه لم تتحلل وتُحفظ في دير الفاتوبيذي ، ويده اليمنى في دير فيلوثيو.

في جمجمة القديس، لا تزال أذنه باقية غير منحلّة رغم مرور القرون الستة عشر على وفاته، يروى أنها الأذن التي بها سمع القديس الكلمات الإلهية، كما شهد تلميذه بروكلوس الذي رأى بولس الرسول يلقنه فيها تفسير تعاليمه ورسائله

أحد المرات في القسطنطينية ،أراد رجل لقاءً مع القديس يوحنا الذهبي الفم.
لذلك ذهب سكرتير القديس ليعلن وصول هذا الرجل فوجده مشغولا مع شخص آخر ،
الذي كان قريبا من أذن القديس ويملى عليه شيئا بينما القديس يوحنا الذهبي الفم يكتب على الورق ما يسمعه منه .
فلم يرغب السكرتير في إزعاجهم وطلب من الزائر الانتظار.
ولكن في كل مرة يذهب يجد السكرتير نفس الامرفي النهاية ، كان الزائر منزعجا وغادر.
عندما وجد القديس وحده ، أخبره عن الزائر الذي غادر.
فقال القديس يوحنا متعجبا : لماذا لم ينقله على الفور إلى المكتب فلا ينزعج الزائر.
فبرر السكرتير تصرفه هذا بأنه لم يريد ازعاجه مع الضيف الموجود معه .
لكن القديس يوحنا أخبره أنه لم يكن هناك أي شخص آخر في مكتبه طوال هذا الوقت وأنه كان بمفرده.

يقال أن هذا الرجل الضيف كان الرسول بولس في ذلك الوقت يملي على القديس يوحنا الذهبي الفم تفسير رسائله.
لهذا السبب أضحت أذن القديس يوحنا معجزة الى اليوم فهي لم تفنى وهي في الدير المقدس لفاتوبيدي على جبل آثوس المقدس.