الموجز
السبت 23 نوفمبر 2024 11:10 مـ 22 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

فى ذكرى رحيله.. حكايات أربع نساء فى حياة فتى الشاشة الأول عماد حمدى ومأساة أيامه الأخيرة

عماد ونادية
عماد ونادية

تحل اليوم ذكرى رحيل فتى الشاشة الأول عماد حمدى الذي تربع علي عرش السينما المصرية في فترة الستينات والسبعينات لفترة طويلة، وحتى بعد إبتعاده عن أدوار العاشق والحبيب، ظل عطاؤه الفني ممتداً لسنوات طويلة، إشتهر بكلمته "يا نينة"، وتقديمه لأدوار مختلفة، وتزوج من نجمتين مصريتين.


ولد عماد حمدى في 25 نوفمبر عام 1909، بصعيد مصر، وبالتحديد في مدينة سوهاج، وكان يعمل والده موظفاً هناك، وله شقيقه التوأم عبد الرحمن والذي ارتبط به كثيراً، وفي بداية حياته تعلّم فنون الإلقاء أثناء دراسته الثانوية في القاهرة على يد الفنان عبد الوارث عسر، كما كان محباً للرياضة سواء السباحة أو الجمباز وهو صغير، لكنه عمل "باش كاتب" في مستشفى أبو الريش، قبل أن يدخل إلى عالم السينما حيث التقى بصديقه ​محمد رجائي​ أثناء تصوير فيلم "وداد" عام 1936 في استوديو مصر، فطلب منه عماد حمدي وقتها أن يجد له وظيفة في الاستوديو، وبالفعل بدأ يعمل في استوديو مصر وشارك وقتها في فيلم تسجيلي عن عدوى البلهارسيا والإنكلستوما.

شارك عماد حمدي في حوالى 274 عملاً، بدأ في عام 1945 من خلال فيلم "السوق السوداء"، أمام ​عقيلة راتب​ وليس في فيلم "عايدة" كما يظن الكثيرون، إذ أن شقيقه عبد الرحمن هو الذي شارك مع ​أم كلثوم​ في فيلم "عايدة" عام 1942، لكنه ترك الفن وعمل بعدها مفوضاً في الخارجية بينما تفرغ عماد حمدي للفن، وقدم أفلاماً مثل "دايماً في قلبي وغرام بدوية والتضحية الكبرى وأزهار وأشواك والواجب وليت الشباب وسجى الليل وست البيت والسجينة رقم 17 والبيت الكبير ودماء في الصحراء والصقر وظهور الإسلام وسماعة التليفون وضحيت غرامي "وأنا الماضي وأشكي لمين ومشغول بمين وسيدة القطار.

كوّن عماد حمدي ثنائياً رومانسياً مع فاتن حمامة، وقدما سوياً أفلاماً مثل "وداعا يا غرامي والمنزل رقم 13 وعبيد المال وحب في الظلام وموعد مع السعادة وآثار في الرمال والله معنا ولا أنام والزوجة "العذراء ولن أبكي ابداً وحتى نلتقي .
وقدم مع شادية وهي إحدى زوجاته، أفلاماً مثل "أقوى من الحب وشرف البنت وليلة من عمري "وشاطئ الذكريات والمرأة المجهولة وإرحم حبي ولا تذكريني وامرأة في دوامة.

كما جمعه ديو سينمائي بمديحة يسري، وقدما سوياً "من غير وداع ووفاء وحياة أو موت وأني "راحلة وقتلت زوجتي وقلب يحترق ووفاء للأبد وسلاسل من حرير .

في مرحلة الستينيات بدأ عماد حمدي مرحلة مختلفة في مشواره، فقدّم شخصية الأب والتي تتناسب مع مرحلته العمرية، ففي عام 1962 قدم فيلم "الخطايا" والذي جمعه بعبد الحليم حافظ، وهو الفيلم الذي أثار غضب الجمهور منه بسبب كلمته الشهيرة في الفيلم "أنت لقيط" والقلم الذي ضربه على وجه عبد الحليم، وقال عبد الحليم عن هذا المشهد إن أحد أسنانه انكسر وسال الدم ولكنه أكمل التمثيل إلى أن طلب المخرج إيقافه: "سيت إن في ضرس اتخلع جوا.. فضلت حايش الدم وبكمل تمثيل المشهد لغاية ما المخرج قال ستوب"، وبعد ذلك أسعفه طاقم العمل عبر الماء والثلج وحقنة من الفيتامين سي كي يتوقف النزيف: "جابولي ميه وتلج وحقنة فيتامين سي عشان النزيف يقف"، ورد عماد حمدي على ذلك بأن عبد حليم هو الذي طلب قلماً حقيقياً، وعن ردود الفعل قال عماد حمدي: "لاموني في كل مكان بالشرق الأوسط.. عبد الحليم معبود الجماهير تعرض للضرب!.. الناس لا تعلم ماذا حدث فعلاً وثارت علي في كل مكان وأصبحوا يقولون لي كيف تضربه"، وبعدها قدم معه في عام 1969 فيلم "أبي فوق "الشجرة.

ومن أفلامه في هذه المرحلة أيضاً، "واسلاماه وأم العروسة ورابعة العدوية والمراهقان والوديعة والمماليك ومدرس خصوصي وشقاوة رجالة وخان الخليلي والخروج من الجنة وروعة الحب والست الناظرة وعفريت مراتي"، وفي السبعينيات قدم عماد حمدي أعمالاً مهمة فشارك في "ثرثرة فوق النيل والخيط الرفيع وحب وكبرياء والزائرة والأخوة الأعداء وأين عقلي والكرنك وبديعة مصابني وصابرين والكروان له شفايف وشوق"، وكانت آخر مشاركاته في عام 1982 بأفلام "وضاع حبي هناك وأشياء ضد القانون واعتداء وسواق الأتوبيس"، والذي يعتبر آخر أفلامه وذلك قبل وفاته بعامين.

تزوج عماد حمدي من أربع ممثلات، الزواج الأول كان من الراقصة حورية محمد، لكن سرعان ما تم الإنفصال، وتزوج بعدها من فتحية شريف وإستمر الزواج ثماني سنوات أنجبا خلالها ابنه الأكبر نادر، وعلى الرغم من حبها الشديد له فلقد اعتزلت من أجل التفرغ لحياتهما الأسرية لكنهما إنفصلا، وربطت شائعات بينه وبين فاتن حمامة بسبب الأفلام شديدة الرومانسية التي قدماها سوياً، لكن فوجئ الجمهور وقتها بقصة حبه لشادية التي وقعت في غرامه، خصوصاً أن فاتن في ذلك الوقت كانت متزوجة من المخرج عز الدين ذو الفقار. وقد ارتبط عماد حمدي بشادية وهي في الرابعة والعشرين من عمرها، وهو في الـ45 عاماً، وهذا ما جعل أسرتها ترفض هذا الزواج، لكنها أصرّت وأقيم حفل زفاف متواضع من دون زفة، واستمر الزواج لمدة 3 سنوات، وفي السنة الأولى تعرضا للعديد من المشاكل والأزمات المادية، ولكن بسبب العديد من الخلافات تم الإنفصال، خصوصاً بعد أن صفعها على وجهها أمام أصدقائهما.

فأصرت شادية على الإنفصال رغم إصراره على أن يظلا سوياً، وتحول الأمر بينهما لزمالة في العمل، فقدما العديد من الأفلام بعد الإنفصال.

ُقبلة في فيلم "زوجة في الشارع" كانت وقود شرارة الحب بينه وبين نادية الجندي، والتي كانت تحبه بينما كان هو مهتماً بها فتزوجا، وقيل بعدها إن نادية الجندي كانت السبب في إفلاسه وكتب لها شقته في الزمالك، فعاد ليعيش في أواخر أيامه مع زوجته السابقة فتحية شريف في شقة متواضعة.

لكن نادية الجندي أنكرت أنها السبب في إفلاسه، وقالت إن عماد حمدي كان يكبرها بأكثر من اربعين عاماً، وإنه والد ابنها الوحيد هشام، وقد استمر الزواج 12 عاماً، وقالت إنها أثناء زواجها منه لم تقدم على أية بطولات، فكل الأعمال التي قدمتها في هذه الفترة كانت أدواراً ثانوياً، وبعد الإنفصال وزواجها من ​محمد مختار​ قدمت فيلم "الباطنية"، وكان عماد حمدي بطلاً من الأبطال كما أشرف على الإنتاج.

​​
في أواخر حياته عانى عماد حمدي من إكتئاب شديد خاصة بعد وفاة شقيقه التوأم عبد الرحمن، فامتنع عن الطعام والشراب والتزم منزله ولم ير الشارع ثلاث سنوات، وفي أواخر أيامه فقد بصره أيضاً، وقد حرص الشيخ الشعراوي على زيارته وطلب منه التماسك والرضا بقضاء الله، فأحس براحة لفترة لكنه عاد للإكتئاب مرة خرى.

في 28 يناير في عام 1984، توفي عماد حمدي عن عمر يناهز الرابعة والسبعين في منزله وحيداً، وذلك نتيجة أزمة قلبية حادة.

nawy