30 يونيه.. ذكريات الثورة فى مكاتب رجال الظل و قصة الجنرال الذى حسم الساعات الأخيرة فى قصر الرئاسة..!!
انفراد .. حارس مرسى الخاص رفع سلاحه على قائد الحرس الجمهورى بعد بيان السيسى بانهاء حكم الإخوان
المعزول :سأحاكمكم أنا الرئيس الشرعى للبلاد
الجنرال :أنفذ ارادة الشعب الذى جاء بكم ..أنتم معتقلون
..وننشر أسرار وكواليس جديدة عن مجزرة الاتحادية
لم يكن من قبيل الصدفة أن يتقلد رجال الظل فى ثورة الـ 30 من يونيو مقاليد الأمور فى مناصب مهمة فقد تصدى هؤلاء الرجال لمواقف صعبة وحملوا رؤوسهم بين أيديهم وقدموها لحماية الوطن .
ومن بين هذه الأسماء المهمة الفريق أول محمد احمد زكى وزير الدفاع والذى كان يشغل منصب قائد الحرس الجمهورى وقت الثورة .
ارتبط اسم هذا الرجل بتاريخين غاية فى الأهمية للشعب المصرى التاريخ الاول هو شهر ديسمبر من عام الحسم وتحديدا فى احداث الاتحادية التى كانت بداية السقوط الحقيقى للاخوان واريقت فيها دماء على اعتاب القصر فخرج الرجل ووجه رسالة للشعب المصرى، أكد فيها أن الحرس الجمهورى لن يعتدى على أبناء الشعب، وقال إنه لا ينتظر ولا يتوقع أن يعتدى المصريون على الحرس الجمهورى، مؤكداً أن حق التظاهر السلمى مكفول.
وقال جنرال القصر أن قوات الحرس تؤدى دورها ومهامها بكل أمانة، فى تأمين وحماية النظام الرئاسى، الذى اختاره الشعب، وبالتالى لن يُسمح بمحاولة أى فئة اقتحام القصر الرئاسى، الذى يعد ملكا للشعب المصرى، موضحاً أنه لن يوجد أى عنصر من قوات الحرس خارج القصر، فمهمته الرئيسية تأمين القصور الرئاسية من الداخل، وليس له تعامل مع المتظاهرين خارجها، إلا حال محاولة اقتحام أسواره، واكد على حقيقة مهمة وهى ان «ضباط وأفراد قوات الحرس الجمهورى والمتظاهرون هم من أبناء الشعب».
وأكد الرجل وقتها فى رسالته على أنه ليس من مهام الحرس الجمهورى القبض على أى أفراد لم تصدر منهم اعتداءات على المنشآت أو حراسها، وقال «لا دخل لقوات الحرس الجمهورى فى رغبة فئة من الشعب فى تغيير النظام، ومهمته الأساسية حماية النظام الرئاسى، وعدم تنفيذ القوات لمهامها يعد خيانة لأمانة أوكلها إليه الشعب».
وبصوت هادىء أبدى «الجنرال» ثقته فى عدم خروج المظاهرات عن سلميتها، موضحاً أن قوات الحرس أزالت، وقتها، كافة الحواجز الخرسانية والمعدنية من جوانب الشوارع المحيطة بقصر الاتحادية، ونقلتها بجوار سور القصر، لتكون «حرما» للقصر، خلال مظاهرات 30 يونيو، لحمايته، موضحاً أن الحواجز نُقلت لتكون تحت سور القصر، لمنع أى احتكاكات بين قوات حماية القصر والمتظاهرين، بهدف عدم التضييق على أصحاب المحال التجارية وسكان المنطقة والحركة المرورية.
الجنرال زكى وضح وقتها من خلال رسالته انه انحاز للشعب ورفض اى مواجهة مع المتظاهرين كما ان شهادته فيما بعد امام النيابة والتى سنسرد نصها كاملا تكشف عن كواليس مهمة ملخصها ان قوات الحرس الجمهورى رفضت تنفيذ أوامر بقتل المتظاهرين.
ووقتها جاء نص شهادة اللواء أركان حرب محمد أحمد زكى قائد الحرس الجمهوري، التى أدلى بها أمام نيابة مصر الجديدة حول أحداث الاتحادية والتي كشف فيها مسئولية مرسى عن الأحداث، وقدرته على منع تطور أحداث العنف كما يلى :
وجاء فى النص "قال اللواء محمد أحمد زكي – 57 عامًا – قائد الحرس الجمهوري والذي يحمل بطاقة رقم قومي 5601290101415 في أحداث العنف التي وقعت أمام قصر الاتحادية يوم 5 ديسمبر الماضي والمتهم فيها الرئيس المعزول الدكتور محمد مرسي و14 آخرون، أنه بتاريخ 5 ديسمبر 2012، نظم عدد من القوى السياسية المعارضة لسياسات حكم المتهم الرئيس المعزول محمد مرسي مظاهرات سلمية حاشدة بمحيط قصر الاتحادية، وتمكنوا من اجتياز الأسلاك الشائكة والحواجز التي وضعتها الشرطة بمحيط القصر، واستمروا في التظاهر وترديد الهتافات المناهضة للإعلان الدستوري، مؤكدا عدم قيام أحد منهم بمحاولة اقتحام القصر.
وأضاف زكي، وفي نحو الساعة الثانية فجر يوم 5 ديسمبر، ورده اتصال هاتفي من محمد مرسي رئيس الجمهورية وقتها يأمره بفض الاعتصام خلال ساعة واحدة بالقوة فرد عليه باستحالة تنفيذ ذلك الأمر حتى لا تقع خسائر ورفض تنفيذ الأمر، وبعد مضي بعض الوقت حاول الاتصال بمحمد مرسي فلم يتمكن، فاتصل بالمتهم أسعد الشيخة نائب رئيس ديوان رئيس الجمهورية وقتها وطلب منه مهلة 24 ساعة لفض الاعتصام، دون استخدام العنف، فأخبره الأخير بأنه اتصل بمحمد مرسي الذي أصدر أوامره بعدم وجود أى من المعتصمين بمحيط القصر عند حضوره صباحا.
وتابع زكي، وفى صباح اليوم التالي كان معظم المعتصمين قد انصرفوا ما عدا مجموعة قليلة منهم نصبوا نحو 15 خيمة بالجهة المقابلة للقصر، فحضر إليه أسعد الشيخة، وطلب منه إزالة تلك الخيام، وإخلاء المعتصمين منها فرفض، وأخبره أن ذلك سيؤدي إلى كارثة، ونتيجة لذلك قرر الشيخة أن يكلف رجاله من أنصار جماعته بفض ما تبقى من الاعتصام بحلول عصر ذلك اليوم، بل وإنهم سيفضون ميدان التحرير أيضا، فحذرته من ذلك لما سينجم عنه من أضرار.
وأكد زكي، أنه عقب ذلك استدعاه المعزول لعقد اجتماع معه حيث شارك فيه كل من رفاعة الطهطاوي رئيس ديوان رئيس الجمهورية وقتها وأسعد الشيخة، وطلب خلاله فض الاعتصام من أمام قصر الرئاسة لكونه مظهرا غير لائق، مؤكدا أن أسعد الشيخة طالبه بضرورة التعامل بكل حسم مع من يقترب من قصر الرئاسة، وفي ذلك اليوم تم إخطاره بأن مرسي سيغادر القصر عقب صلاة العصر على غير العادة، حيث كان المعتاد أن يغادره بعد صلاة العشاء.
وقال زكي، بأنه في تلك الأثناء بدأت تتوافد حشود من أنصار محمد مرسي من جماعة الإخوان على محيط القصر، وقاموا بإزالة خيام المعتصمين بالقوة والتعدي عليهم، وكان أسعد الشيخة يتابع ذلك بسعادة ويتهكم منه، فأخبره بأن ذلك سيلحق كارثة بالبلد واتصل به الشاهد العميد خالد عبدالحميد عبدالرحمن وأخبره باحتجاز عدد من المجني عليهم المصابين عند البوابة رقم 4 للقصر، مضيفا أن أسعد الشيخة تواجد برفقة المتظاهرين من أنصار محمد مرسي حيث طالبه بإدخال المحتجزين فى القصر، لكنه رفض ذلك.
وأضاف زكي، وفي مساء اليوم استطاع المتظاهرون أن يتفوقوا على أنصار مرسى، فاتصل به أكثر من ست مرات طالبا منه التدخل بالدبابات والمدرعات للفصل بين الفريقين.
واختتم زكي، أنه بتاريخ 7 ديسمبر أدى صلاة الجمعة مع محمد مرسي بمسجد دار الحرس الجمهوري، وأخبره بأن لديه معلومات تفيد بأن عددا من أنصاره سيتوجهون إلى محيط القصر حاملين أسلحة حال تواجد المعارضين، وأن ذلك الوضع يشكل خطورة داهمة وطلب منه منع أنصاره من ذلك، فلم يفعل،
وأخبره بأن شيئا لن يحدث بما يعد رضاء منه عن أعمال العنف كما وجه إليه أمرا صريحا بصفته رئيس الجمهورية بقتل من يتجرأ على اقتحام قصر الرئاسة.
الموقف الثانى الذى لن يغادر ذاكرة المصريين هو يوم 3 يوليو الذى خرج فيه وقتها الفريق عبد الفتاح السيسى يعلن نهاية حكم الاخوان استجابة لنداء الجماهير فى 30 يونيه وكانت الشوارع قد امتلأت بالملايين من المصريين فى حالة ترقب أعقبها فرحة عارمة الا أن الاحداث فى الكواليس كانت أكثر سخونة وحمل جنرال القصر رأسه على كفه وقرر الانحياز الى ارادة الشعب وعندما صدرت له التعليمات بالتحفظ على الرئيس المعزول نفذ الأوامر وعندما أخبر المعزول بذلك كان رد مرسى هو رسالة تهديد صريحة وقال له :سوف تحاكم عسكريا يا سيادة اللواء أنت مسئول عن حمايتى .
اللواء زكى رد :انا انفذ ارادة الشعب الذى اتى بك
وعندما اشتد الحوار قام الحارس الخاص بتأمين مرسى وهو أحد افراد القوات الخاصة برفع سلاحه الخاص وشد اجزائه فى وجه اللواء زكى الا أن الرجل واجه الموقف بحزم وجرأة معهودة على أسود الحرس الجمهورى وأمر قواته باعتقال الرئيس المعزول وأحد افراد طاقم حراسته ومجموعة من معاونيه .
هذا قليل من كثير عن احداث مهمة وخالدة عن الثورة سوف تتوقف عندها صفحات التاريخ لسنوات بل ولعقود لكن ما يعنينا الأن ويشغل القيادة السياسية هو ماذا جنت مصر من ثمار الثورة بعد مرور 5 سنوات عليها ؟.
وبالرغم من حجم الانجاز الذى تحقق الا أن القيادة السياسية كانت ولا زالت حريصة على الدفع بدماء جديدة فى مراكز القيادة المهمة تتمتع بالكفاءة والوطنية ونظافة اليد .
ولازال فى جعبة صانع القرار الكثير من المفاجآت والقرارات التى من شأنها النهوض بالوطن ويبقى التحدى الوحيد أمام الرئيس السيسى هو وضع الصورة كاملة أمام المواطن واقناعه بتحمل أعباء المرحلة وفى نفس الوقت تخفيف هذه الأعباء قدر المستطاع بحيث يلمس الشعب تحسن الأوضاع ويرى شعاع الأمل بغد أفضل فى وطن يعيش فيه كل المصريين سواء على قلب رجل واحد وفى رباط الى يوم القيامة .