الموجز
الخميس 14 نوفمبر 2024 06:14 صـ 13 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

تسببت في عجز والدها.. وعانت من الإهمال حتى فقدت بصرها.. وحكاية المواطن الذي تبرع لها بعينيه.. أحزان واجهت فنانة الرؤساء عقيلة راتب

عشقت الفن بكل أنواعه منذ طفولتها لذلك كانت فنانة متعددة المواهب أحبت الغناء ووقعت في غرام التمثيل، وبسبب موهبتها الفريدة احبها الجمهور حتى جعلها من أهم فنانات الثلاثنيات والاربعينات من القرن الماضي كما انها تعتبر أول فنانة مصرية أطلق عليها لقب السندريلا، وعلى الجانب الشخصي كانت تساعد الفقراء بشكل دائم، أنها الفنانة عقيلة راتب التي تحل اليوم ذكرى ميلادها.

ولدت عقيلة راتب في القاهرة في مثل هذا اليوم عام 1916، واسمها الحقيقي كاملة محمد شاكر، وكان والدها يعمل رئيساً لقسم الترجمة في وزارة الداخلية الذي رفض دخول ابنته مجال التمثيل وأراد أن تعمل في السلك الدبلوماسي لذلك جعلها تدرس في التوفيق القبطية حتى تحصل على الشهادة الجامعية وتعمل في الدبلوماسية المصرية ولكنها اضطرت أن تترك البيت وتذهب إلى بيت خالتها وتغير اسمها ليصبح عقيلة راتب وكان راتب اسم شقيقها الأكبر حتى لا يكتشف والدها عملها بالفن، وعند اتخاذها تلك الخطوة أصيب والدها بالشلل.

بدأت الفنانة الراحلة أولى خطواتها الفنية من خلال العمل مع الفنان زكي عكاشة صاحب إحدى الفرق المسرحية، ثم التحقت بفرقة على الكسار لتقوم بالتمثيل والغناء معاً لتصبح نجمة مصر في ثلاثنيات واربعينات القرن الماضي، وخاضت أولى تجاربها في التمثيل من خلال فيلم "اليد السوداء" بطولة حامد مرسي وخيرية صدقي وزكي إبراهيم ورياض القصبجي وعبد النبي محمد، وإخراج إيلي ابتكمان، ثم تركت الغناء حيث أنها كانت تعمل مطربة في مسارح عماد الدين.

خلال مشوارها الفني قدمت عقيلة حوالي مئتي فيلم سينمائي منهم: "لا تطفئ الشمس، عائلة زيزي، الف ليلة وليلة، عدو المجتمع، أيام وليالي، عائلة زيزي، احنا بتوع الأتوبيس، ليلة الزفاف، القاهرة 30، احترسي من الرجال يا ماما، لا من شاف ولا من دري، الحب وحده لا يكفي، التضحية الكبرى، زقاق المدق، الغيرة".

وبعد قصة حب كبيرة تزوجت الفنانة القديرة من الفنان حامد السيد، فهو كان أشهر مطربي الفرق المسرحية في الثلاثينات، وطلب الزواج منها على خشبة المسرح وقام الفنان على الكسار بإحياء حفل زفافهما وسط حضور كوكبة من أبرز نجوم زمن الفن الجميل، ولكن لم يستمر الزواج كثيراً ليتم الطلاق بعد انجابها ابنتها الوحيدة "اميمة"، وتقديرًا لمشوارها الفني نالت عقيلة شهادة تقدير من الملك فاروق وكرمها الرؤساء جمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات وحسني مبارك.

فقدت عقيلة راتب بصرها في أواخر عمرها، حيث ارتفع ضغط دم عينيها وأجرت عملية جراحية إلا أنها فقدت بصرها نهائياً وذلك أثناء تصوير آخر أفلامها وهو فيلم "المنحوس" بطولة نورا وسمير غانم وأحمد بدير ومظهر أبو النجا وزكريا موافي وليلى فهمي وإخراج صلاح حبيب، وظلت لمدة 12 عاماً مع ابنتها اميمة وحيدة لا يسئل عنها أحد، وفي عام هو١٩٩٢ يوم ١٧ يوليو تلقت إحدى الجرائد المصرية خطاب من أحد معجبين عقيلة راتب بتبرعه بإحدى عينيه لترى من جديد، عرفانا وتقديرًا لما قدمته ورحلت يوم 22 فبراير عام 1999 عن عمر يناهز 83 عاماً.