طمع عبدالحليم حافظ في أغنيتها وتسبب في اعتزالها الفن.. حكاية ليلى مراد والعندليب الأسمر
من الغريب أن العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ لم يقف يومًا أمام الفنانة ليلى مراد التي كانت تعد من أغلى الفنانات أجرًا قبل اعتزالها الفن في منتصف الخمسينيات بالقرن الماضي مع آخر أفلامها «الحبيب المجهول» مع حسين صدقي وكمال الشناوي، وكان يحلم العندليب دائمًا بالتعاون الفني مع قيثارة الغناء ليلى مراد، ولكن هناك أسباب منعت دون إتمام هذا المشروع الفني الكبير، والتي كشفها الفنان سمير صبري في مذكراته «حكايات العمر كله» من كواليس المقابلة التي جمعته مع ليلى مراد في لندن.
طرح سمير صبري سؤال على الفنانة ليلى مراد، وكان مضمونه «عبدالحليم حافظ طول عمره كان بيحلم يقدم فيلم معاكِ، وكان هناك مشروع لفيلم فكر فيه المنتج رمسيس نجيب؟»، والتي أجابته «فعلًا.. رمسيس نجيب قابلني ومعاه قصة لإحسان عبدالقدوس اسمها دعني لولدي، كانت رواية رائعة معظم أحداثها في إيطاليا، تتحدث عن أرملة في أجازة مع ابنها، وتلتقي بشاب صغير أصغر منها وتقع في حبه، لكنها تعتقد أنه يتلاعب بعواطفها فتقرر السفر والابتعاد والتفرغ لابنها».
وتابعت ليلى مراد، حسب مذكرات سمير صبري «موضوع رومانسي جدًا، والبطل المرشح أمامي كان عبدالحليم حافظ، كان الجوكر الرابح في السينما المصرية الغنائية وقتها»، سألها سمير صبري «وقعتي عقد الفيلم؟» لترد ليلى مراد «آيوة.. وعبدالحليم سافر فينسيا الإيطالية وصور بعض اللقطات وهو يسير في شوارع المدينة كجزء من الدعاية للفيلم، لكن حصل موقف جعلني أترك الفيلم والفن كله».
وكان السبب الذي حال دون إتمام فيلم ليلى مراد وعبدالحليم حافظ حسب ماذكرته قيثارة الغناء للفنان سمير صبري هو أغنية «تخونوه» وقولها «بليغ حمدي عمل ليا الأغنية، وكانت مناسبة لأحداث الفيلم، وعملت بروفات على الأغنية فعلًا، حتى سمع عبدالحليم اللحن بالصدفة وتمسك به وأصر على غنائه في فيلم الوسادة الخالية، وطلب من بليغ يلحن أغنية تانية ليا».
واستكملت ليلى مراد «عرفت الموضوع بالصدفة من عازف الكمان أحمد الحفناوي، ومن بليغ حمدي نفسه ومن شاعر الأغنية إسماعيل الحبروك.. صعبت عليّ نفسي جدًا، الأغنية كانت عجباني وكنت أنتظر أن يستأذن عبدالحليم مني على الأقل قبل ما يأخذ الأغنية وكنت هوافق لكنه لم يفعل»، ليقاطعها سمير صبري «يمكن كان محرج وخجلان من أن يعترفلك بأنه يطمع في أغنية لحنت خصيصًا لك؟».
وجاء رد الفنانة ليلى مراد بقولها «قلت لروحي مش عاوزة وجع دماغ ولا مشاكل وتركت الفيلم والفن كله.. عندما سجل عبدالحليم الأغنية كلمني، وكان يحاول إقناعي بأنه لم يكن يعلم أن الأغنية ليّ».