الفن أبعده عن حبه الأول.. له قصة مثيرة مع ماري منيب .. ترك ثروته لشقيقته وأصيب بالشلل .. حكايات مأساوية في حياة بشارة واكيم
تحل اليوم ذكري ميلاد الفنان بشارة واكيم الذي ولد في مثل هذا اليوم من عام 1980، وتألق فى تقديم العديد من الأدوار الكوميدية، ولكن كانت حياته الشخصية مأسوية ومر بالعديد من المشكلات، رحل عنا بجسده ولكن مازال يعيش بأفلامه التي تتعدي الـ100 فيلم، في مسيرة فنية تخطت الـ 25 عامًا ، حيث لم يمهله الزمن عمراً أكثر من 59 عامًا، انقضت معظمها داخل استديوهات السينما وأعلي مسارح القاهرة، وخصوصًا بعدما أعلن امتناعه عن الزواج.
ولد بشارة يواقيم فى 5 مارس 1890، فى القاهرة وهو قبطي، وليس لبنانيا أو سوريا، علي الرغم من أنه كان يتحدث لهجتهم بطلاقه شديدة، مما جعل غالبية الأجيال التي أعقبت وفاته تعتقد أنه من إحدي دول بلاد الشام، تعلم في مدرسة الفرير بالخرنفش، في عام 1917 وتخرج من مدرسة الحقوق ،بدأ عمله عضوا في فرقة عبد الرحمن رشدي ثم عضوًا في فرقة جورج أبيض ثم فرقة رمسيس مع الفنان المصري يوسف وهبي ثم كون فرقة فيما بعد.
وكان أول ظهور له علي الشاشة الفضية عام 1923، في فيلم "برسوم يبحث عن وظيفة"، لينقطع عن السينما 5 سنوات لانشغاله بإعداد فرقته المسرحية، ثم عاد للسينما عام 1928، بفيلم "تحت سماء مصر"، لينقطع عن السينما مرة أخري لمدة 6 سنوات ليعود عام 1934 بفيلم "ابن الشعب"، وبعد ذلك لم يبتعد عن السينما وكان يقدم في العام الواحد أكثر من فيلم حتي عام 1948، الذي قدم خلاله آخر أعماله السينمائية الذي حمل "اسم خلود"، ليخلد هو إلي الراحة الأبدية.
وللزواج في حياته أكثر من قصة، أقربها للحقيقة أنه كان يبحث عن قصة حب حقيقية تنتشله من الصورة القاتمة التي اتخذها عن المرأة والمجتمع، ففي شبابه أحب إحدى جاراته بحي الفجالة وكاد أن يتزوجها بعد تخرجه من كلية الحقوق، ولكن عندما ترك العمل بالمحاماة وانخرط في فرقة عبد الرحمن رشدي المسرحية في بداية حياته، تدخل والد حبيبته وأجبرها علي الزواج من غيره، لينقلب حبه للجنس الآخر إلي عداوة ظهرت في تصريحاته الصادمة عنهن بوسائل الإعلام في نهاية حياته، وقد أسهم في ذلك قصة حبه الثانية إلي ماري منيب والتي كانت من طرف واحد، فعندما صارحها بحبه صدمته بأنها تحب غيره وتستعد للزواج به، وهنا ترك مشاعره العاطفية وانشغل بالقراءة وتحصيل علم اللغة، والذي قاده إلي حفظ القرآن الكريم، حتي يساعده علي الإلمام بالغة لعشقه لكتابة الشعر الموزون والمقفي.
كما كانت له إسهامات كثيرة في تعريب المسرحيات والقصص الفرنسية إلي العربية، خصوصًا أنه خريج مدرسة الفرير بباب اللوق.
ومع إمكانات بشارة الشعرية، لم يوافق علي أن يصدر ديوانا يضم أشعاره التي اعتبرها شيئا خاصا به فقط، وكأنه يعاند الزمن الذي وقف أمامه بالمرصاد في حبه وخططه لمستقبله، فبعد حصوله علي ليسانس الحقوق، كان يجب أن يكمل تعليمه في فرنسا كما كان يخطط عندما التحق بالجامعة، ولكن ظروف الحرب العالمية الأولي أنهت حلمه الأول، وزواج حبيبته من غيره، أغلقت أمامه مشاعر الحب للجنس الآخر، فدائمًا ما كان يردد أن والدته كانت تقول له "روح إلهي يبتليك بجوازة تهد حيلك" ولذلك لم يبحث عن الارتباط ببقية عمره.
ومع أنه بدأ حياته الفنية في الأدوار التراجيدية بفرقة جورج أبيض، فإنه عندما انتقل لمسرح يوسف وهبي ثم منيرة المهدية تألق في الأدوار الكوميدية لتكون خطه الفني بعد ذلك، بل كانت السبب في قيامه بتكوين فرقته المسرحية الخاصة بعد اكتسابه الشهرة، وذلك كله في ظل اعتراض عائلته علي عمله بالفن وترك المحاماة، وتألق مسرحيًا ونال الشهرة الكبيرة بعد مسرحيات "حسن ومرقص وكوهين، وقسمتي، والدنيا علي كف عفريت"، ومن المسرح انطلق إلي السينما والانتشار الأوسع، وكون مع نجيب الريحاني ثنائيا فنيا متألقا وقدما العديد من الأفلام الخالدة مثل "لعبة الست، وليلي بنت الفقراء، وقلبي دليلي، وغرام وانتقام".
ومع العمل بالسينما والمسرح ترك بيت والده وقضي بقية حياته في بيت شقيقته الذي توفي زوجها، وساعدها في تربية أبنائها، والذي اعتبرهم أبناءه، حتي أنه أوصي بكل ثروته إليهم بعد وفاته.
ولارتباط بشارة بالمسرح والقراءة كانت أول انتكاسه مرضيه له علي المسرح وهو يقف بجانب نجيب الريحاني خلالى "مسرحية الدنيا لما تضحك"، وأصيب بالشلل المؤقت، ولم يلتزم بملازمة الفراش كما نصحه الطبيب وظل يذهب للمسرح يوميًا، حتي تماثل للشفاء، ولكن بعد ذلك بفترة قصيرة ودع الحياة، وفِي يديه أوراق مسرحية جديدة لم يكتب له أن يؤديها علي المسرح.