كرمها عبدالناصر..وتعاني من تجاهل زملاء الوسط الفني..وتنسى وفاة زوجها بسبب ”ألزهايمر”..وتركت التدريس من أجل الفن..حكاية الفنانة عايدة عبدالعزيز
صنعت الفنانة عايدة عبد العزيز أن لنفسها تاريخا فنيا ربما لم تستطع أى ممثلة أخرى أن تصنعه، خاصة فى اللون الفني الذي كان يبرز إمكانياتها الفنية وقدرتها على التلون والتنوع في الأدوار، وبالرغم من تقديمها عدد من أدوار الشر بسبب ملامحها الحادة إلا أنها لم تكرر نفسها وفي صدمة كبيرة لجمهورها أعلنت الفنانة عن توقفها عن التمثيل تماما، ووجهت اللوم إلى الوسط الفنى لعدم السؤال عليها خاصة أنها تعرضت للإصابة بمرض الزهايمر.
حصلت الفنانة الكبيرة عايدة عبدالعزيز على دبلوم المعلمين 1956، وعملت مدرسة بوزارة التربية والتعليم ومشرفة على تدريب الفرق المسرحية بالمدارس، ودخلت المجال الفني بالصدفة حيث قالت فى أحد حواراتها :"كنت مدرسة وأصبحت ممثلة بالصدفة عندما طلبت منى إدارة مدرسة السنية بالزمالك أن أحصل على دورة حتى أقوم بتدريب الطلبة بعدها ثم أشاد بأدائى الجميع، فدخلت المعهد العالى للفنون المسرحية، وتركت التدريس وأصبحت ممثلة بالمسرح القومى وحصلت على جائزة فى التمثيل من الزعيم الراحل جمال عبد الناصر".
وحصلت عايدة عبدالعزيز على دبلوم المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1959، وكان من أبناء دفعتها رجاء حسين، وعزت العلايلي، وعبد الرحمن أبو زهرة، كما حصلت على دورة تدريبية في الحركة المسرحية والصوت من لندن، ثم اتجهت إلى الإذاعة كممثلة، وكان أول أعمالها أوبريت «يوم القيامة»، على المسرح الغنائي عام 1961، ثم شاركت في أول أفلامها السينمائية عام 1962 بفيلم "صراع الأبطال" أمام كل من شكري سرحان وسميرة أحمد.
عاشت عايدة عبد العزيز قصة حب رومانسية، حيث تعرفت خلال دراستها بالمعهد العالى للفنون المسرحية على حب عمرها الفنان والمخرج أحمد عبدالحليم، وجمعتهما قصة حب انتهت بالزواج، وقضيا معا أحلى سنوات العمر وعاشت معه طيلة حياتها، إلى أن وافته المنية في عام 2013.
سافرت عايدة عبدالعزيز مع زوجها الفنان أحمد عبدالحليم إلى لندن وقضيا سنوات هناك لاستكمال دراسته العليا، وعادت عام 1967 واستأنفت نشاطها بمسارح الدولة وقدمت عددا من المسرحيات، ولكن لم يتم تعيين زوجها في أكاديمية الفنون رغم تفوقه، فهاجر إلى الكويت حيث قضى 22 عاما، ورافقته زوجته في معظم تلك السنوات، وكان ذلك سبب قلة أعمالها وعدم مداومتها على تقديم الأفلام والمسلسلات.
قدمت عايدة عبدالعزيز عددا من الأعمال السينمائية الهامة ومنها أفلام "النمر والأنثى، حائط البطولات، عفاريت الأسفلت، فجر الإسلام، هليوبلس، خلطة فوزية، كشف المستور، بوابة إبليس، الحرامى والعبيط ، خرج ولم يعد".
كما شاركت في عدد من الأعمال التليفزيونية، أبرزها "يوميات ونيس"، "ملكة في المنفى"، "أوراق مصرية"، "الفرار من الحب"، "كعب داير"، "الحفار ، ضمير أبلة حكمت".
ومن أشهر أعمالها المسرحية، "دائرة الطباشير"، "ملك يبحث عن وظيفة"، "النجاة"، "المهاجر"، "لعبة السلطان"، "السيرك الدولي"، "شئ في صدري"، "الأرض، شجرة الظلم"، "دونجووان"، "ثمن الحرية" ، وحصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، من بينها تكريم مهرجان المسرح التجريبي عام 1996.
وكانت صدمة عمرها بوفاة حب عمرها الفنان والمخرج أحمد عبدالحليم عام 2013 في ألمانيا، وبعدها عاشت حالة اكتئاب نفسي، وحزن شديد، فابتعدت عن التمثيل حتى شجعها الفنان الكبير يحيى الفخرانى على المشاركة معه فى مسلسل "دهشة" وبعدها ابتعدت عن الأضواء مرة أخرى.
وكشف شريف عبد الحليم عن تفاصيل الأزمة الصحية التي تعرضت لها والدته الفنانة عايدة عبد العزيز، حيث قال إن والدته أصيبت بـ"ألزهايمر" منذ 4 أعوام، فضلًا عن إجرائها لعملية جراحية قبل عامين، بعد إصابتها بكسر في منطقة الحوض، مشيرًا إلى أن والدته التزمت المنزل منذ وفاة زوجها في 2013، حيث لا تخرج إلا باستثناء مرات معدودة.
وأكد أنها تنسى في بعض الفترات أن زوجها قد رحل عن عالمنا، وحين تتذكر، تدخل في نوبة حزن وبكاء شديدة، لافتًا إلى عدم تواصل الدكتور أشرف زكي، نقيب المُمثلين، معها، وأنها تعاني من تجاهل زملائها في الوسط الفني.