جعلت غرفتها بالمسرح صورة من منزلها وعُرفت بين زملائها بالكرم الشديد.. حكايات طريفة لنجمة الكوميديا ماري منيب في فترات الإستراحة بالمسرح
يرغب الجمهور دائمًا في الإطلاع علي حياة نجومهم المفضلين، خاصة حياة نجوم الزمن الجميل التي كان يملأها البساطة والجمال والتلقائية، فهناك الكثير من المواقف الطريفة والكوميدية التى حدثت معهم بعيدًا عن عيون جمهورهم لكنهم ظلوا يتحدثون عنها في حوراتهم النادرة.
وكان للنجوم عادات يقومون بها فى الكواليس، واعتادوا عليها فى أوقات الإستراحة أثناء القيام بأدوارهم فى الأعمال التى يشاركون فيها سواء فى المسرح أو السينما أو التليفزيون أو خلال البروفات، وبعض هذه العادات يتفاءلون بها أو تقلل من توترهم أثناء العمل.
من بينهم الفنانة الكبيرة مارى منيب، والتى اشتهرت بين زملائها بالكرم الشديد، حيث كانت تصر عندما يزورها أى شخص فى فترات الإستراحة بالكواليس على أن تقدم له الشاى والقهوة والسجائر إن كان مدخنًا، وتسأله عن صحته وصحة زوجته وأولاده وأقاربه وأصدقائه حتى وإن كان يزورها لأول مرة.
حيث كانت مارى تعيش فى المسرح كما تعيش تمامًا فى منزلها، فكانت تحضر كلبتها دائمًا معها وتداعبها فى أوقات الراحة، كما تصطحب كنكة القهوة التى تحب أن تشربها، حتى أنها فرشت غرفتها فى المسرح ببعض الأثاث الذى نقلته من منزلها، وزينتها ببعض الصور والتحف التى كانت تضعها فى منزلها، وكان يزورها أولادها فى المسرح ويجلسون فى غرفتها وكأنها جعلت من المسرح صورة من منزلها.
وفى إحدى الأيام زار مارى منيب فى غرفتها الريجيسير قاسم وجدى، فرحبت به مارى منيب كعادتها وقدمت له واجب الضيافة وظلت تسأله عن صحته وصحة أولاده ومعارفه، وعن كل أفراد الكومبارس الذين يتعامل معهم، ثم قال لها قاسم وجدى: "ياستى أنا قاصدك فى خدمة "، فرحبت مارى منيب على الفور، قائلة: "من عنيا يا أخويا طلباتك".
وهنا أخرج وجدى من جيبه عقد اتفاق بأن تمثل مارى منيب دورًا فى فيلم سينمائى نظير مبلغ بسيط وقال لها: "تتكرمى وتقبلى العرض ده مساعدة منك، فردت مارى منيب بطريقتها الضاحكة :" ليه يا ابنى هو الفيم بتاع الهلال الأحمر".
ولدت الفنانة ماري منيب في ١١ فبراير عام ١٩٠٥ بالقاهرة، وبدأت مشوارها الفني في عمر ١٤ عامًا، عندما بدأ التمثيل عام ١٩٢٠ على مسرح علي الكسار بروض الفرج، ثم انتقلت في ثلاثينيات القرن الماضي إلى فرقة نجيب الريحاني، بعدما رشحها الفنان بديع خيري لدور الحماة في رواية للريحاني.
تزوجت مرتين الأولى من الفنان فوزي منيب الذي حملت اسمه، حتى بعد طلاقها وأنجبت منه عددًا من الأبناء، وحفيدها هو المطرب الراحل عامر منيب، وزواجها الثاني من زوج أختها بعد وفاتها وهو المحامي فهمي عبدالسلام، لتربي أولادها، وأنجبت منه ولدين وبنت وعاشت مع أسرته المسلمة، وتأثرت بالطقوس الإسلامية، وتلاوة القرآن، لذلك في عام ١٩٣٧ أعلنت ماري إسلامها في محكمة مصر الابتدائية، وصدرت وثيقة بإشهار إسلامها لدى فضيلة الشيخ محمود العربي، والشيخ أحمد الجداوي، رئيس المحكمة.
خلال مسيرتها الفنية شاركت في الكثير من الأفلام السينمائية التي وصلت إلي ما يقرب من ٢٠٠ فيلم، منهم: "مراتي نمرة ٢، سي عمر، مصنع الزوجات، الجنس اللطيف، المليونيرة الصغيرة، حماتي قنبلة ذرية، حماتي ملاك"، وكان آخر افلامها "لصوص لكن ظرفاء".
لم تستطع ماري منيب إستكمال أخر عروضها المسرحية التي تحمل عنوان "إبليس"، بسبب مرضها أثناء التصوير، ودخولها المستشفى، ورحلت ماري عن عالمنا بعد معاناة مع المرض في ٢١ يناير عام ١٩٦٩، تاركة خلفها مشوار فني متميز.