أنقذ العالم من شلل الأطفال.. اكتشف فصائل الدم وحصل على جائزة نوبل.. حكاية «العبقري الحزين» كارل لاندشتاينر
أنقذ العالم من شلل الأطفال وحصل على جائزة نوبل إنه عالم الأحياء النمساوي كارل لاندشتاينر الذى اكتشف فيروس شلل الأطفال مع العالم «إرفين بوبر»، وحصل على جائزة نوبل في الطب عام 1930.
ونستعرض معكم اليوم حكاية كارل لاندشتاينر مُنقذ الملايين:
من المعروف أنه خلال عام 1937، كان العالم يُعاني من عدد ممن الأمراض الغير معروف أسبابها أو حتى علاجها، على رأسهم شلل الأطفال وعدد من أمراض الدم الوراثية، وكان هذا سببا في التعرف على عالم الأحياء النمساوي كارل لاندشتاينر، الذى استطاع تقسيم فصائل الدم، كما شارك في اكتشاف عامل ريزوس مع العالم الأمريكي «ألكسندر فاينز».
بدأت حياته عندما وُلد كارل في مدينة فيينا بالنمسا، يوم 14 يونيو عام 1868، وكان لايزال في السادسة من عمره عندما توفى والده، وتولت والدته تربيته وحدها.
وعندما أتم كارل عامه الثالث والعشرون، كان قد انتهى بالفعل من دراسة الطب في فيينا، وكان ناجحًا ومتميزًا في دراسته للغاية، حتى أنه قام بنشر أول بحث له في تخصص الكيمياء الحيوية خلال دراسته، والتي تدرس تأثر النظام الغذائي على تواجد الكربون في الدم ، واستطاع إنقاذ حياة الملايين ومازال علمه يفعل ذلك.
ومن هنا بدأ مشوار «كارل لاندشتاينر» في اكتشافات مُنقذة لأرواح الملايين من المرضى حول العالم، فقد عاش حتى نهاية حياته وهو يهتم ويدرس فصائل الدم وطبيعية تركيب الأجسام المضادة، والعوامل المناعية في الدم، ومن أعظم الأبحاث الإنسانية التي قدمها للبشرية هو صناعة الأمصال.
كان هذا العبقري الحزين الذى وصفه الكثيرون بذلك اللقب لأنه منقذ أرواح الملايين، ورغم ذلك كان يبدو عليه الحزن دائمًا، ولكنه كان منظمًا، ذكيًا، شاملًا، ومتخصصًا، وكان لديه حوالي 346 بحث قدمها خلال مسيرة حياته الطويلة في مجال البحث العلمي، واعتبر أب لعلم أمراض الدم، فاستطاع دراسة كل شيء عن بأمراض الدم والأمراض المناعية، بالإضافة إلى تخصصه في مرض شلل الأطفال وأمراض الحساسية.
تمكن هذا العبقري من اكتشاف فصائل الدم المختلفة للبشر، وكان الناس قبل هذا الاكتشاف يتوفون يوميًا نتيجة التعرض لحالات النزيف اليومية خلال الحوادث المختلفة، أو الإصابة بنزيف القُرح, ولم يكتشف أحد من قبل أن هناك 4 فصائل مختلفة من الدم، وهي «A، B، O & AB»، ولم يكن هناك وعي كافي بأن نقل دم مختلف عن دم المريض يُمكن أن يسبب رد فعل مناعي قاتل، حيث تتعرض كرات الدم الحمراء لهجوم الجهاز المناعي للجسم، مما يسبب تجمعها وتدميرها، وتُفرز مادة الهيموجلوبين التي تحاول الكلى طردها وتكون في شكل مُركبات صفراء، مما يُصيبها بالفشل الكلوي ومن ثم إلى الموت.
وليس هذا فحسب بل عمل أيضًا بقسم التشريح، ولكنه لم يمنعه ذلك من مواصلة مشواره في تحقيق طموحه في البحوث العلمية، وأستغل هذه الوظيفة في اكتشاف البكتريا المُسببة للالتهاب السُحائي، كما استطاع اكتشاف بكتيريا الالتهاب الرئوي.
ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد بل تمكن من تقديم العديد من الأبحاث أهمها تلك المُتعلقة بالمناعة واستجابة الجسم لبكتريا الزهري، وقام بالبحث في كيفية انتقال مرض شلل الأطفال، وقام بنقل النُخاع الشوكي لطفل مات بهذا المرض إلى قرد، مما أصابه بشلل الأطفال أيضًا.
وفي النهاية نال العالم العبقري كارل لاندشتاينر.. منصب الأستاذ الفخري بمعهد روكفلر عام 1939، ولكنه لم يترك العمل البحثي، وظل يعمل بكل اجتهاد حتى أصُيب بنوبة قلبية، وهو في معمله يوم 24 يونيو عام 1943، وتم نقله للمستشفى وتوفي بعد يومين.