الموجز
الجمعة 20 سبتمبر 2024 08:47 صـ 17 ربيع أول 1446 هـ
أهم الأخبار

حاول الانتحار..وعندما اكتشف أن نجله معاق ذهنيًا وضعه في مدرسة داخلية..وترك الفن بسبب نور الشريف ومحمود ياسين..وصدرت ضده أحكام بالحبس فهرب خارج مصر..أزمات أحمد رمزي

يعتبر الفنان أحمد رمزى واحد من أشهر وأوسم الفنانيين العرب، حيث اشتهر بأداء أدوار الشاب الوسيم الشقي خفيف الظل في العديد من الأفلام الناجحة والبارزة في تاريخ السينما خلال فترة الخمسينات حتى بداية السبعينات.

الولد الشقي، هكذا لُقب أحمد رمزى في بداية مشواره الفني، وتميز في تقديم دور الدنجوان، ورغم المظهر الذي كان يراه به البعض دائمًا، إلا أنه كان يتميز بطيبة القلب المفرطة وحبه لأصدقائه ووقوفه بجانبهم في جميع المواقف والأحداث.

كانت حياة الفنان أحمد رمزى تشبه إلى حد ما الشخصيات التى جسدها فى أدواره، حيث عاش حياة حافلة بالحب والحزن والظلم على مدار حياته الفنية والإنسانية.

دخل الفنان أحمد رمزي الفن بالصدفة، حيث ربطته علاقة صداقة بالفنان عمر الشريف، وأثناء تواجدهم في أحد الأماكن للعب البلياردو جاء المخرج حلمي حليم، ليتفق مع عمر الشريف على فيلم "أيامنا الحلوة" ولكن سرعان ما جذبه أحمد رمزي حيث رأى به الولد الشقي الذي يمكنه تجسيد عدد كبير من الأدوار السينمائية.

وقرر المخرج حلمي حليم، إسناد أحد الأدوار لأحمد رمزي في فيلم "أيامنا الحلوة" مع الفنان عبد الحليم حافظ لتبدأ مسيرته الفنية التي أثرت في الجمهور.

وكان للموهبة والشغف داخل أحمد رمزي دور كبير في نجاحه، حيث أحب التمثيل منذ صغره فكشف سابقا أنه حاول الإنتحار، وهو في سن العاشرة من عمره، محاولا تقليد أحد أفلام "رعاة البقر" فذهب إلى أحد الأكواخ، وحاول الإنتحار لتقليد دور في الفيلم وكاد أن يموت لولا إنقاذه وجرحت رقبته وسال منها الكثير من الدماء.

وعبر محطات الحياة كان دائمًا ما يصطدم رمزى بأحزان متعاقبة على حياته أجبرته على البقاء وحيدًا في منزل صغير قريب من البحر بالساحل الشمالي، فبعدما تزوج رمزى من سيدة تدعى نيكول، وأنجب ولدا اسمه "نواف"، واكتشف أن الابن معاق ذهنيًا ولا يستطيع الكلام أو الحركة، الأمر الذي دفعه لترك نجله في مدرسة داخلية بالعاصمة البريطانية لندن، وعلى رغم من هذا القرار الصعب، فإن أحمد رمزي كان شديد الحرص على زيارة نجله، وعندما تعثر ماديًا وبات عاجزًا عن سداد نفقات المدرسة، اشترى كرسيًا طبيًا مجهزًا كي يساعد ابنه على الحركة.

فى نهاية السبعينات تغير حال السينما، ولمع نور الشريف ومحمود ياسين، وعندما شعر أحمد رمزى أن الطلب عليه يتراجع قرر أن يبتعد عن الوسط الفني، وفكر فى اتجاه جديد، حيث قرر أن يعمل في صناعة السفن، بالفعل قدم السفينة الأولى بشكل رائع، وحقق ربحًا كبيرًا، وعندما شرع في بناء السفينة الثانية، جاءت "حرب الخليج" ودمرت السفينة وطاردته البنوك، وصدرت ضده أحكام بالحبس، الأمر الذي دفعه للهروب خارج مصر لسنوات طويلة.

توفى الفنان أحمد رمزي، بعد سقوطه واختلال توازنه في منزله، يوم 28 سبتمبر 2012، عن عمر يناهز 82 عامًا تاركًا إرثًا من الأعمال الفنية خلال مسيرة الـ20 عاماً حوالى 100 فيلم أنهاها فى منتصف السبعينات بفيلمه الشهير "الأبطال" مع العملاق فريد شوقى، الذى قرر بعده الاعتزال والتركيز فى المشاريع الخاصة التى سرعان ما لم تنجح ليعود مرة أخرى للتمثيل مع الفنانة فاتن حمامة، بمسلسل "حكاية وراء كل باب"، ومسلسل "وجه القمر"، ومع الفنانة يسرا فى فيلم "الوردة الحمراء".