أعتقل في عهد جمال عبد الناصر وأنضم لجماعة الإخوان المسلمين وصلاح جاهين تنبأ بنجوميته وعبد الرحمن الأبنودي صديق عمره.. محطات في حياة ”صاحب بوابة الحلواني” سيد حجاب
يعتبر واحدًا من أهم الشعراء علي مر العصور أمتع جمهوره لسنوات طويلة بكلماته التى سكنت قلوبهم ومازالوا يرددون عباراته الشعرية السهلة الممتنعة حتي الآن، فمجرد وضع اسمه علي تتر مسلسل أو أغنية درامية في عمل فإن ذلك يضمن نجاح العمل ككل، فهو شاعر البسطاء والمهمشين الشاعر الراحل سيد حجاب الذى تحل اليوم ذكري ميلاده.
ولد سيد حجاب بمدينة المطرية، بمحافظة الدقهلية في مثل هذا اليوم عام ١٩٤٠ وتلقي دراسته في مسقط رأسه حتي المرحلة الثانوية، من ثم أنتقل إلي محافظة الإسكندرية للإلتحاق بكلية هندسة قسم العمارة، ثم أنتقل إلى جامعة القاهرة لدراسة هندسة التعدين عام ١٩٥٨.
حيث كان والده بمثابة المعلم الأول له في الشعر، فقد كان يشاهده في جلسات المصطبة الشعرية حول الموقد في ليالى الشتاء الباردة وهو يلقى الشعر للصيادين في مباراة يلقي فيها كل صياد ما عنده فكان يدون كل ما يقوله الصيادون ويحاول محاكاتهم وكان يخفى عن والده حتى أطلعه على أول قصيدة كتبها عن شهيد باسم "نبيل منصور" فشجعه والده على المضى قدمًا في هذا الإتجاه حتى دخل المدرسة وصادق المعلم الثاني شحاته سليم نصر مدرس الرسم والمشرف على النشاط الرياضي والذي علمه كيف يكتب عن مشاعر الناس في قريته.
وقد كان لنشأة سيد حجاب في مدينة المطرية بالدقهلية وهي مدينة صيادين صغيرة على ضفاف بحيرة المنزلة تأثير كبير في شعره، وبدأ ذلك واضحًا منذ ديوانه الأول "صياد وجنيه"، وكان من أصدقائه الفنان التشكيلي الكبير عبد المنعم السحراوي فقد قاموا بأعمال فنية مشتركة بينهم منها عمل لمدينة المطرية بمحافظة الدقهلية تحت عنوان "بلدنا بحيرة ومدنة"، وعندما كان سيد حجاب يسافر الي فرنسا كان يلتقي هناك بصديقه عبد المنعم السحراوي الذي كان يقيم بفرنسا والجزائر.
وفي إحدى ندوات القاهرة إلتقى حجاب والشاعر عبد الرحمن الأبنودي، ونشأت بينهما صداقة بعد هذا اللقاء، ثم تعرف إلى أستاذه الثالث صلاح جاهين الذي تنبأ له بأنه سيكون صوتًا مؤثرًا في الحركة الشعرية، وكتب مقالًا عنه عام ١٩٦١، قائلًا: "انتظروا هذا الشاعر سيكون له شأن كبير فى الحياة الإبداعية والثقافية المصرية"، وفى هذا التوقيت كان جاهين وفؤاد حداد لهما إنجازات كبيرة فى القصيدة العامية المصرية، وكان تجاوزهما صعب للغاية، ولكن سيد حجاب ومعه عبدالرحمن الأبنودى استطاعا أن يقدما الجديد على مستوى الجملة، وبناء القصيدة، وبناء المعنى.
وعندما دخل سيد حجاب مجال الأغنية غنى له كلًا من عفاف راضي وعبد المنعم مدبولي وصفاء أبو السعود، ثم كتب أغاني لفريق الأصدقاء، وبعدها لحن له بليغ حمدي أغنيات لعلي الحجار وسميرة سعيد وعفاف راضى، وقدم معه الحجار "تجيش نعيش" وكتب لمحمد منير في بداياته أغنية "آه يا بلاد يا غريبة" في أول ألبوم له، ثم أربع أغنيات في ألبومه الثاني، ثم كتب أشعار العديد من الفوازير لشريهان وغيرها بجانب العديد من تترات المسلسلات التي عرض بعضها في رمضان منها "ليالى الحلمية، الأيام، الوصية، الشهد والدموع، المال والبنون، حدائق الشيطان، ناصر، غوايش، أحلام لا تنام، الأصدقاء بوابة الحلواني".
اهتم حجاب بالكتابة للأطفال في مجلتي سمير وميكي في الفترة من ١٩٦٤ إلى ١٩٦٧، كما أنه كان من أشد المهتمين بالسياسة حيث ألتحق منذ شبابه بأشبال الدعاة مع الإخوان المسلمين ثم أنضم إلى حزب مصر الفتاة، واعتقل خمسة أشهر في عهد جمال عبد الناصر.
حصل سيد حجاب على جائزة كفافيس الدولية عن مجمل أعماله، وكان عضوًا فى المجلس الأعلى للثقافة حتى وفاته، وتزوج مرتين الأولى من السويسرية إيفلين بوريه، والثانية من الشاعرة اللبنانية ميرفت الجسري، وابنته هى الفنانة الشابة ريم حجاب، ورحل سيد حجاب عن عالمنا في ٢٥ يناير عام ٢٠١٧ عن عمر يناهز ٧٧ عامًا بعد صراع طويل مع المرض.