الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 09:34 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

كواليس التطيبع السرية .. كتاب التوراة هدية لعاهل البحرين… طلب المنامة الانضمام بعد ساعات قليلة من الإمارات.. وضوء أخضر السعودي

كشف الصحفى الإسرائيليّ، باراك رافيد، المعروف بصلاته الوطيدة مع المؤسسة السياسيّة في تل أبيب ومع الإدارة الأمريكيّة، النقاب عن خفايا وخبايا المحادثات التي جرت بين الولايات المتحدّة، إسرائيل والبحرين، والتي أدّت في نهاية المطاف إلى الإعلان، أوّل من أمس الجمعة، عن التوصّل لاتفاق سلامٍ مع البحرين، الدولة الخليجيّة الثانية، بعد الإمارات، إذْ أنّه من المُقرّر أنْ يتِّم على الاتفاقيتيْن بعد غدٍ الثلاثاء في البيت الأبيض بواشنطن.

رافيد، الذي أكّد اعتماده على مصادر سياسيّة رفيعةٍ في كلٍّ من واشنطن والمنامة، نقل عنها قولها إنّه بعد ساعاتٍ من إعلان 13 (أغسطس) الماضي عن اتفاقيات التطبيع التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين إسرائيل والإمارات، اتصل كبار المسؤولين البحرينيين بجاريد كوشنير، مستشار الرئيس ترامب وصهره، ومع مبعوث البيت الأبيض آفي بيركوفيتش وأكّدوا لهما:”نريد أنْ نكون نحن الآن بعد الإمارات”، كما أوضحت المصادر الأمريكيّة، التي قال الصحافيّ باراك إنّها كانت مُشاركةً في المساعي التي كانت جاريةً خلف الكواليس للتوصّل للاتفاق بين البحرين وإسرائيل، برعايةٍ أمريكيّةٍ.

وشدّدّ رافيد، الذي أورد التفاصيل في تغريداتٍ على (تويتر)، شدّدّ نقلاً عن المصادر عينها، على أنّه كان لإسرائيل والبحرين علاقةً سريّةً لأكثر من عقدين، ممّا يعني أنّه لم يكُن لأيٍّ من البلدين علاقات دبلوماسيّة، وأنّ معظم اتصالاتهما كانت من خلال محادثاتٍ سريّةٍ خلف الكواليس، كاشِفًا النقاب عن أنّ المحادثات التي أدّت إلى إعلان البيان المشترك حول إقامة علاقاتٍ دبلوماسيّةٍ كاملةٍ استغرقت 29 يومًا فقط.

ووفقًا للمصادر، أردف رافيد أنّه ابتداءً من 13 آب (أغسطس) الماضي، بدأت مناقشات مكثفة بين الولايات المتحدة والبحرين وإسرائيل، وبالإضافة إلى كوشنير وبيركوفيتش، شارك العديد من المسؤولين الأمريكيين في المحادثات بما في ذلك: مستشار الأمن القوميّ روبرت أوبراين، والمبعوث لشؤون إيران، براين هوك، ومدير مجلس الأمن القوميّ للشرق الأوسط الجنرال ميغيل كوريا، والمسؤول في البيت الأبيض آدم بوهلر، والسفير الأمريكيّ في إسرائيل، ديفيد فريدمان.

وتحدث كوشنر وبركوفيتش وفريقهما مع ولي العهد البحرينيّ سلمان بن حمد آل خليفة والعديد من كبار مستشاريه والسفير البحريني في واشنطن، أمّا من الجانب الإسرائيليّ فقد ترأس المحادثات السفير رون ديرمر في واشنطن وشارك نتنياهو فيها عن كثب.

وطبقًا للمصادر، أكّد رافيد أنّه على عكس الاتفاقية الإسرائيليّة-الإماراتيّة، التي بقيت سريّةً للغاية حتى من شركاء نتنياهو في الائتلاف، فإنّ هذه المرّة حرص البيت الأبيض على أنْ يكونوا على علمٍ بالتطورّات والمُستجدّات، لافتةً إلى أنّه عندما كان كوشنر وبيركوفيتش في إسرائيل يوم الأحد الماضي، كشفا لوزير الأمن غانتس ووزير الخارجية أشكنازي عن الانفراج مع البحرين.

وتابع رافيد أنّه بعد زيارة إسرائيل والإمارات الأسبوع الماضي، سافر كوشنر والوفد المرافق له إلى البحرين، مُشيرًا إلى أنّه قبل الزيارة، اشترى كوشنر توراة من أمواله الخاصّة كهديةٍ لملك البحرين، ودخل بيركوفيتش إلى قاعة الاجتماع مع الملك حاملاً التوراة وقدّمها له.

وأوضحت المصادر أنّ الاجتماع مع الملك وولي العهد في المنامة خلق زخمًا وشعر كوشنر أنّه قد يكون قادرًا على الحصول على اتفاق في ذلك الوقت، لكنّه قرر منح المزيد من الوقت لتسوية التفاصيل، وقال مسؤولون إسرائيليون إنّ البيت الأبيض أراد أنْ يرى السعودية تمنح البحرين الضوء الأخضر لهذه الخطوة.

وخلال الأيام القليلة الماضية، أوضحت المصادر لرافيد، واصل كوشنر وبركوفيتش التحدث إلى ولي العهد البحرينيّ ومستشاريه ومع سفير تل أبيب بواشنطن، وطبقًا لمصدرٍ مطلعٍ على المحادثات فإنّ البيت الأبيض أراد أنْ تتّم المُصادقة على الاتفاق مع البحرين قبل مراسم توقيع الاتفاق الإسرائيليّ الإماراتيّ بعد غدٍ، كما أكّد.

ويعتبر المسؤولين في البيت الأبيض أنّ قيام دولتيْن خليجيتيْن بالتوقيع على اتفاقاتٍ رسميّةٍ مع إسرائيل بوساطةٍ ورعايةٍ أمريكيّةٍ، يترك أثرًا دوليًا كبيرًا، ويُعبّر عن نجاح السياسة الخارجيّة للرئيس الأمريكيّ ترامب، الذي يخوض منافسة حادّة ضدّ جو بايدن، للفور بولايةٍ ثانيةٍ.

ونقل رافيد حرفيًا عن المصدر قوله: “الإمارات كسرت الجليد وفتحت الطريق، لكن كان للبحرينيين دور مهم للغاية في السنوات الثلاث الماضية، خاصّةً عندما استضافوا مؤتمر المنامة الذي أطلق الجزء الاقتصادي من خطة ترامب لحلّ الصراع الإسرائيليّ الفلسطينيّ”، أيْ ما بات يُعرف إعلاميًا بـ”صفقة القرن”.

وخلُصت المصادر إلى القول إنّ المكالمة الهاتفية أوّل من أمس الجمعة بين ترامب ونتنياهو وملك البحرين، كانت بمثابة الإعلان الرسميّ والعلنيّ عن انضمام دولةٍ خليجيّةٍ ثانيّةٍ للتطبيع مع إسرائيل خلال أقّل من شهرٍ، حيث قال ترامب إنّ البلدين سيتبادلان السفراء ويُباشِران برحلاتٍ جويّةٍ مباشرةٍ بين بلديهما ويتعاونان في مجالات الصحة والأعمال والتكنولوجيا والتعليم والأمن والزراعة.