مشهد وفاته تحول من التمثيل للحقيقة وهذه حقيقة موته بجرعة زائدة من المخدرات.. حكاية الضيف أحمد الذي خطف الكاميرا من رشدي أباظة
"إنت إزاي و60 إزاي كمان"، عبارة قالها في مشهد واحد بفيلم "عروس النيل" أمام رشدي أباظة، جعلت للحدوتة رونقًا خفيفًا، لم يحتاج أن يظهر طيلة مشاهد الفيلم حتى يعيش في ذاكرة المشاهدين، ولكن بتلقائيته وعفويته وحضوره كان قادرًا على أن يخطف الكاميرا لصالحه في مشاهده القليلة حتى لو كان يقف أمامه دنجوان السينما، لتصبح طبيعة الفنان الضيف أحمد "مشاهد قليلة وحضور فني يعيش للأبد".
ولد يوم 12 فبراير من عام 1936، الفن منذ نعومة أظافره، وعلى مسرح الجامعة، كانت له صولاته وجولاته، وأخرج عددًا من الأعمال المسرحية التي حصل من خلالها على عدد الميداليات، ورحل عن عالمنا يوم 16 أبريل من عام 1970، وهو في ريعان شبابه ولم يتجاوز الـ35 من عمره، ليكون له نصيبًا من اسمه، وتارك خلفه عددًا من الأعمال الفنية و"إفيهات" ضاحكة لن تمحى من ذاكرة السينما والمسرح والتليفزيون.
كان لأستاذ الكوميديا فؤاد المهندس، نظرة لا تخيب تجاه الشاب الصغير الضيف أحمد، ولذلك قدمه في "أنا وهو وهي"، سواء على خشبة المسرح، أو على شاشة السينما، ونجح هذا النحيل في مشاهده القليلة التي جسد من خلالها خادمًا للأستاذ أن يسرق الكاميرا في اللحظات التي يظهر فيها وينتزع ضحكات المشاهدين.
ولمع مع فرقة "ثلاثي أضواء المسرح" بجوار صديقيه جورج سيدهم، وسمير غانم، وكان يعد أكثرهم موهبة لأنه لم يكن ممثلًا فقط بل كان مؤلفًا أيضًا، وكان يعد العقل المدبر للثلاثي، الذي "انفرط عقده" بعد رحيل "الضيف".
لم يعرف الشهرة الفنية الحقيقية سوى بعد تكوينه لفرقه "ثلاثى أضواء المسرح" التي قدم من خلالها عدة اسكتشات غنائية ومسرحيات كوميدية أشهرها "طبيخ الملائكة" كل واحد له عفريت" و"زيارة غرامية" و"الرجل اللى جوز مراته" التي أخرجها للفرقة.
قدم العديد من الأفلام الناجحة جاء في مقدمتها "القاهرة في الليل" و"آخر شقاوة" و"المشاغبون" و"30 يوم في السجن" و"المجانين الثلاثة"، وهكذا استطاع أن يترك بصمة متميزة في تاريخ السينما المصرية رغم قصر حياته.
قبل ساعات من وفاته، كان متواجدا فى الأردن برفقة جورج سيدهم وسمير غانم، بعدما حضروا حفل زفاف شقيقة الملك حسين، ملك الأردن وقتها، وكانوا أيضا شاهدوا عرض فيلمهم الأخير "المجانين الثلاثة" في إحدى دور السينما في عمان.
عندما عاد "أحمد" برفقة زميليه اتفقوا على القيام بالبروفة الأخيرة لمسرحية "الرجل اللي جوز مراته"، والتي كانت من إخراجه وكان يجسد فيها دور شخص ميت و يوضع في نعش في ذلك المشهد وهو ما حدث بالفعل.
عقب الانتهاء من البروفة الأخيرة توجه الضيف أحمد إلى منزله، والإرهاق يظهر عليه بصورة غير عادية، وقال لزوجته نبيلة مندور إنه يشعر بحالة شديدة من الإجهاد وضيق التنفس، واستراح على السرير فتضاعف الألم عليه ولم يحضر الطبيب الذي طلبته زوجته، فأسرع به الجيران إلى مستشفى العجوزة، لكنه أسلم الروح إلى ربه وهو في الطريق قبل أن يصل إلى المستشفى، واتهمه البعض بأن حياته انتهت نتيجة جرعة زائدة من المخدرات وهذا ما أنكرته عائلته.