الموجز تحتفي بذكري ميلاد ”أيقونة الأناقة” رجاء الجداوي التي رحلت قبل مشاهدة آخر أعمالها
"أيقونة الأناقة" هكذا لقبها جمهورها وذلك لما تمتلكه من ذوق رفيع في اختيار إطلالتها فدائمًا تخطف الأنظار فور ظهورها علي الشاشة، فهي واحدة من قامات الفن المصري والتي شهدت تطور الفن والدراما المصرية عبر مختلف مراحلها، وتجاوزت الأعمال التي شاركت بها الـ ٣٠٠ عمل على مدار مسيرتها الفنية، أنها الفنانة القديرة رجاء الجداوي.
اسمها الحقيقي نجاة علي حسن الجداوي وأشتهرت بإسم رجاء الجداوي فهي ولدت في محافظة الإسماعيلية في مثل هذا اليوم عام ١٩٣٨، تركت عائلتها مع شقيقها الأكبر فاروق وأنتقلت للعيش في القاهرة مع خالتها تحية كاريوكا وهناك ألتحقت بمدارس الفرانسيسكان وفيها تعلمت اللغتين الإيطالية والفرنسية، كما عملت في بداياتها في قسم الترجمة التابع لإحدى الشركات الإعلامية.
في عام ١٩٥٨ عملت كعارضة أزياء وبعد ذلك تم اختيارها كملكة جمال مصر ولقبت بسمراء النيل، كما بدأت العمل في المسرح مع خالتها تحية كاريوكا، وهذه المجالات كانت مفتاح لدخول رجاء الجداوي إلى عالم التمثيل من أوسع أبوابه.
أستطاعت الجداوي أن تحقق نجاح كبير كعارضة أزياء حيث كانت تسافر لتقديم عروض الأزياء عدة مرات في العام كما سافرت كمرافقة لرئيس الجمهورية المصرية عدة مرات من أجل تسويق القطن خارج مصر، كما أنها عملت لمدة سبع شهور في باريس لصالح المصمم العالمي بيير كاردان.
كانت أول مشاركة فنية عندما رشحها المخرج أحمد بدرخان للمشاركة في فيلم "غريبة" مع الفنانة القديرة نجاة في العام 1958، وشاركت بعد ذلك في العام 1959 مع الفنانة فاتن حمامة في فيلم "دعاء الكروان" وهو مأخوذ عن رواية للكاتب طه حسين وقد حظي الفيلم بنجاح كبير حيث تم اختياره لتمثيل السينما المصرية في مهرجان برلين الدولي في نفس العام الذي عرض فيه، وشاركت الجداوي في العام نفسه في فيلم "نور العين"، وعقب فيلم "دعاء الكروان" ظهرت الجداوي عام ١٩٦٠ في فيلم الكوميديا "إشاعة حب" مع الفنانة الراحلة سعاد حسني والفنانة هند رستم والفنان عمرو الشريف.
أستطاعت الفنانة الراحلة أن تترك بصمة خاصة في تاريخ السينما ومن أبرز أعمالها: "إشاعة حب، ثمن الغربة، أيام في الحلال، وبريق عينيك، عاد لينتقم، الوحل، والبيه البواب، وتيمور وشفيقة، والثلاثة يشتغلونها، وكركر، ومراتي وزوجتي، ومن ٣٠ سنة" وغيرهم
كما جمعتها علاقة فنية قوية بالزعيم عادل إمام، وشاركت في الكثير من أعماله مثل: "حنفي الأبهة،وأحلام الفتى الطائر، وعوالم خفية، الواد سيد الشغال، والزعيم".
ومن أبرز مسلسلاتها التلفزيونية: "هند والدكتور نعمان، وأوان الورد، وتامر وشوقية، ونونة المأذونة، وعائلة الحاج متولي، وشربات لوز، ويوميات زوجة مفروسة أوي، وفي غمضة عين"، كما كان لها تجارب في مجال التقديم الإذاعي والتلفزيوني، وشاركت المذيع عمرو أديب تقديم برنامج الحكاية على قناة "إم بي سي مصر".
تزوجت الفنانة رجاء الجداوي، في بداية السبعينيات، من حسن مختار، مدرب حراس مرمى الإسماعيلي ومنتخب مصر الأسبق، ولديها ابنة وحيدة هي أميرة ولا تعمل في المجال الفني، ومتزوجة من رجل الأعمال محمد هندي، كما أن للفنانة الكبيرة حفيدة وحيدة اسمها روضة.
وفي مايو الماضي، أعلنت أميرة مختار، خبر إصابة والدتها الفنانة رجاء الجداوي بفيروس كورونا المستجد، وذلك بعد أيام من انتهاء تصوير مسلسلها الرمضاني "لعبة النسيان".
٤٣ يومًا قضتها رجاء الجداوي في مستشفى العزل بالإسماعيلية قبل رحيلها متأثرة بفيروس كورونا المستجد، وشهدت حالتها العديد من التطورات، إذ تم نقلها للعناية المركزة بعد تدهور حالتها، وتعرضها لصعوبة في التنفس، وتم وضعها بشكل دائم على جهاز "CPAP"، ليتم بعدها حقنها ببلازما المتعافين، ثم تركيب جهاز تنفس اختراقي بعد وجود تليف في الرئتين.
وعن آخر تطورات حالتها قبل الرحيل، قال مصدر طبي في مستشفى أبو خليفة المخصص لعلاج مصابي فيروس كورونا المستجد، إن الوضع الصحي للفنانة رجاء الجداوي كان حرج، ولم تتحسن حالتها منذ وضعها على جهاز التنفس الحنجري، وأوضح المصدر أن الفنانة تلقت جرعتين من بلازما المتعافين في الأسبوع الثاني من يونيو الماضي، ولم تؤثر وحدات البلازما في مقاومة الجسم للفيروس الذي انتشر في الرئة، لذلك لم يتجه الأطباء لحقنها بجرعات إضافية.
ففي الوقت الذي أنتظر فيه العالم عودة الفنانة رجاء الجداوي ظهر خبر وفاتها وسط صاعقة بين جمهورها العريض، وخيم الحزن علي الوسط الفني وتصدرت الراحلة جميع محركات البحث، ومنذ أعلان خبر وفاتها وجمهورها ينشر لها الصور ويدعو لها ويستعيدوا ذكرياتهم مع أعمالها التي تركت علامة فارقة في تاريخ الفن المصري.
ظهرت الراحلة رجاء الجداوي في فيلم "توأم روحي"، الذي يعرض حاليًا بدور السينما، ويعتبر هذا الظهور الأخير لها قبل وفاتها، العمل من بطولة حسن الرداد، أمينة خليل، إخراج عثمان أبو لبن.