الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 09:32 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

مذكرات سيدة القصر .. مبارك قال يوم وفاة حفيده :” شاهدت جنازتى وأنا على قيد الحياة ”  

لم يعد للحياة طعم بعد اليوم روائح الموت تحاصرنى لأنى رأيت يوم وفاتى اليوم ..كانت هذه العبارات المؤلمة هى لسان الرئيس الراحل محمد حسنى مبارك وهو يلقى نظرته الاخيرة على حفيده ذلك الحدث الانسانى الجلل الذى هز العائلة قبل تركها للحكم ..

كانت كل كلمة تخرج من العائلة المباركة في فترة الحكم بمثابة كلمات مأثورة من ذهب خالص تم تدوينها وحفرها في الواقع المصري رغم أنف الجميع .

في هذا الملف ستفجر قنبلة من العيار الثقيل وستزيح الستار لأول مرة عن نص «مباركي» لم يقرأه أحد من المصريين وهو الكتاب الممنوع من النشر الذي كتبته وأعدته سوزان مبارك قرينة الرئيس السابق قبل قيام الثورة بأسابيع قليلة وكانت تستعد لطرحه بالأسواق لولا الزلزال الذي هز عرش العائلة بل الوطن العربي بأكمله.

الكتاب الممنوع من النشر والذي لم ير النور حتي الآن يبدو أنه مازال يحمل شعار سري للغاية فلم يجرؤ أحد من الناشرين له الافصاح عن القصة الكاملة لهذا الكتاب إلا أننا نجحنا في معرفة كيف ومتي جاءت فكرة الإعداد لهذا الكتاب وما هو اسمه ومن هو الشخص الذي حمل اختام أسرار سوزان مبارك وسلم المواد المكتوبة للناشر وكيف تم اختيار غلاف الكتاب.

وما هي أبواب وفصول هذا الكتاب والجانب الأهم والأخطر هو كيف تحدثت سوزان مبارك عن العائلة وتناولت بالشرح والتفصيل القصة الكاملة لوفاة الحفيد «محمد علاء محمد حسني مبارك» وكيف تعامل «مبارك» الإنسان مع هذه الفاجعة التي هزت قلوب المصريين جميعاً كل هذه التفاصيل سنكشف عنها النقاب لأول مرة خلال السطور التالية.

وقبل أن نفند لكل المفاجآت التي أشرنا إليها لابد أن نلتفت إلي جملة خطيرة وضعت في مقدمة الكتاب حملت توقيع سوزان مبارك وربما قصدت السيدة بذلك أن تكون من كلماتها المأثورة ولكنها حملت مضامين خطيرة وهذه الجملة نصها.

إن الأجيال المقبلة ستكون بمنأي عن عمليات التشويه وحتما لن تثور إلا علي الجهل والمرض والفقر من أجل خلق واقع أفضل.

فالمتعمق في هذه الجملة سيجد عدة أمور واضحة أولها أن هذه الكلمة تؤكد أن الجالسين خلف الباب العالي في قصر الرئاسة كانوا يدركون قبل وقوع الثورة أن هناك أمراً ما سيحدث ومن شأنه تغيير الخريطة السياسية وقلبها رأساً علي عقب وهذا ما يؤكد تسريبات بعض الأجهزة السيادية بأنهم أخبروا مبارك وأسرته بأن عام 2011 سيشهد حدثاً جللا .

وكل ذلك واضح في إسقاط سوزان مبارك ما بين السطور أن ثورة الأجيال الجديدة يجب أن تكون علي الفقر والجهل والمرض وليس علي النظام وربما يكون ذلك سبباً من أسباب إصدار سوزان مبارك لهذا الكتاب.

أما السبب المباشر لإصدار هذا الكتاب وكيف جاءت الفكرة فقد اتخذت سوزان مبارك قراراً بذلك وعكفت علي هذا المشروع منذ أن بدأت الأسرة في استرداد توازنها بعد وفاة الحفيد «محمد علاء مبارك» ونصحها المقربون وعلي رأسهم أنس الفقي بأن يكون الحفيد جزءاً من الكتاب وفصلاً مهماً وليس كل الكتاب وأنه يمكن الربط إنسانياً بين هذه الواقعة التي تعاطف معها كل المصريين وبين ما قدمته سوزان نفسها من مشروعات للأطفال في مجالات محو الأمية والرعاية الصحية والتثقيف وغيرها من المجالات التي تم تكريمها عالمياً لرعايتها لها قبل أن ينهدم المعبد فوق رؤوس العائلة وتوجه أصابع الاتهام مباشرة إلي «سوزان» بأنها سبب استبدال أيام الشهد بالدموع وتحويل زوجها إلي «مخلوع».

أسرعت سوزان الخطوات لإنجاز هذا الكتاب واختارت اسماً غريباً له واعتقدت أن هذا الاختيار سيخلق حالة من التفرد ولفت الانتباه حيث حمل الكتاب اسم «إقرأ لي كتاباً» وطلبت سوزان مبارك من أنس الفقي وزير الإعلام الأسبق الإشراف بنفسه علي خطوات الإعداد لهذا الكتاب وتم الاتفاق علي اختيار غلاف شديد الفخامة ويحمل اسم الكتاب «إقرأ لي كتاباً» مكتوبة باللون الذهبي وصورة لسوزان مبارك وهي تشير بيدها تجاه العنوان وكأنها تبعث برسالة لكل مصري قائلة له «اقرأ لي كتاباً».

وبذكاء شديد نصحها بعض المقربين بالإمساك بالعصا من المنتصف لتسويق هذا الكتاب وجعله ملء السمع والبصر عن طريق إسناد نشر الكتاب لإحدي دور النشر الأمريكية الكبري والتي تتعامل بشكل مباشر مع إدارة النشر بالجامعة الأمريكية التي تخرجت فيها سوزان مبارك ونجلها «جمال» وفي نفس الوقت إسناد نشر الكتاب لدار نشر مصرية كبري وبذلك تكون سوزان قد ضمنت التسويق الجيد داخلياً وخارجياً.

أما عن تبويب هذا الكتاب فقد استجابت سوزان لنصائح أنس الفقي وضمنت الكتاب زوايا رأي واستعراض لأهم مشاكل التنمية المجتمعية ورعاية الأطفال ومكافحة الفقر والأمية، كما عرضت لبعض الحلول ولم تخف ما بين السطور غرورها بما أنجزته كما حاولت وضع الكيانات الكرتونية من عينة المجلس القومي للمرأة والقومي للطفولة والأمومة في إطارات استراتيجية مهمة في محاولة منها لإبراز جهود هذه الكيانات التي لم يستفد منها أحد سوي «الآكلون علي موائدها».

أكدت سوزان مبارك قرينة الرئيس السابق في كتابها أنها اختارت منذ وقت مبكرنقطة انطلاق لمشروعات التنمية والثقافةوهي مكتبة الإسكندرية وأن رسالتنا من مكتبة الإسكندرية للعالم ستكون الدعوة للسلام في المنطقة .. مؤكدة أن المكتبة منارة وملتقي للثقافات والحضارات ، وليست مكتبة بمفهومها الدارج كمكان للاطلاع أو للتكنولوجيا الحديثة.

وقالت إن علي كل مصري أن يفخر بهذا الانجاز الذي يمكن وصفه بأنه الهرم الرابع وأن هناك برنامجا ثقافيا وأدبيا طموحا سيتم تنفيذه لإحياء تراث المكتبة ودورها القديم حيث كانت ملتقي للعلماء والمثقفين منذ ألفي عام ومكانا لتبادل الأفكار والثقافات .

وشرحت قرينة الرئيس السابق في كتابها الذي لم ير النور حتي الآن أن العمل في المرحلة القادمة سيركز علي أربعة مجالات رئيسية هي محو الأمية .. والاهتمام بذوي الاحتياجات الخاصة .. ونشاط مكثف للنهوض بالمرأة المصرية والعربية .. ونشاط ثقافي لاستمرارية مهرجان القراءة الذي استفاد منه الملايين من الشباب والأطفال في الأسر المصرية .. واعتبرته المؤسسات الثقافية العالمية والدول نموذجا وتجربة رائدة تسعي إلي تطبيقها .

وفندت في جزء مهم من الكتاب خارطة طريقها في العمل الاجتماعي والتي اتسمت بضيق أفق شديد أن الدخول في مجال العمل الاجتماعي والتطوعي يعد شيئا مهما وبصمة جديدة .. حيث إن مجالات العمل الاجتماعي واسعة والفئات التي في حاجة للمساعدة كثيرة .. وكلما زاد عدد المشاركين في النشاط التطوعي نهض المجتمع من خلال دعم جهودهم التطوعية للجهود الحكومية .

وأكدت ان الدولة لايمكنها أن تلبي جميع الاحتياجات ، وأن تضافر جهودها مع جهود القطاع الأهلي يدفع بعجلة التنمية للأمام علي خير وجه .

وأشارت إلي أن المجلس القومي للطفولة والأمومة استطاع أن يعبئ الرأي العام في مصر تجاه دعم ومساندة هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة ، وأن الغالبية العظمي من هؤلاء الأطفال يحتاجون لمدارس للتربية الفكرية.

كما تحدثت عن التجربة التي تبنتها جمعية الرعاية المتكاملة والمتمثلة في مشروع رائد لتطوير مدارس التربية الفكرية .. بدأ بخمس مدارس كمرحلة أولي بمحافظة القاهرة .. بالإضافة إلي خمس مدارس أخري سيتم تطويرها اعتبارا من العام الحالي.

وقالت إن عملية تطوير مدارس التربية الفكرية بدأت بعد إجراء دراسة شاملة من جميع الجوانب استهدفت رفع مستوي الخدمات الثقافية والصحية والتربوية للأطفال ، ومشاركة أولياء الأمور في المهمة التعليمية بالإضافة إلي تدريب جميع القائمين عليها علي مدي عامين تدريبا مكثفا لرفع مهاراتهم تجاه التعامل مع هذه الفئة التي تحتاج لمعاملة خاصة .

وأضافت أنه سيتم تدريب جميع العاملين في المدارس الثلاث والعشرين للتربية الفكرية ، والتي تقع في نطاق محافظة القاهرة أسوة بما حدث في مدارس المرحلة الأولي الخمس ، وأن جمعية الرعاية المتكاملة أخذت علي عاتقها هذه المهمة الشاقة بما اكتسبته من خبرة في هذا الصدد.

وطالبت بالاضطلاع بدور أكبر في عملية تطوير مدارس التربية الفكرية في الإشراف عليها من خلال مجالس الآباء ، حيث يضم كل مجلس خمسة من أعضاء الجمعيات الأهلية لضمان ربط الإشراف التطوعي بالإشراف الحكومي وامتزاجهما بما يحقق أعلي استفادة ممكنة من عملية التطوير.

وأكدت أن اهتمامنا هذاالعام في إطار العقد الثاني لحماية الطفل المصري سينصب علي الطفلة الأنثي استكمالا لما تم خلال العقد الأول الذي انتهي قبل عامين.

وقالت : إن نتائج البحوث والدراسات مازالت تؤكد وجود تفاوتات كبيرة في الاهتمام بين الأطفال الذكور والإناث فمن حيث التعليم علي سبيل المثال نجد أن نسبة التسرب أعلي بين الفتيات وهذا يرجع إلي عدة عوامل من بينها العادات والتقاليد.

وأوضحت أنه من هذا المنطلق سيتم التركيز علي مستوي الدولة علي الفتاة حيث بدأ بالفعل الاهتمام بالفتاة في الصعيد وتمت إقامة عدد من الملتقيات التي تناقش مشاكلهن وطرحن خلالها بحرية كاملة جميع مطالبهن وأفكارهن .

وأكدت أن أهم وأخطر المشكلات التي تواجهنا هي الأمية والقضاء عليها من المنبع، حيث أصدر الرئيس مبارك توجيهات بضرورة القضاء علي الأمية خلال خمس سنوات .

وأوضحت السيدة سوزان مبارك أن القضاء علي الأمية قضية متعددة الأبعاد وسيشارك فيها المجلس القومي للطفولة والأمومة والمجلس القومي للمرأة بالإضافة الي الأجهزة المعنية .

وأشارت إلي أنه يتم حاليا وضع خطة كاملة لمكافحة الأمية من المنبع بمعني أن يتحقق الاستيعاب الكامل لجميع الأطفال في مصر في المدارس الابتدائية وسيتم من خلال هذه الخطة تأكيد تقليل نسبة التسرب من التعليم وضمان استمرار الأطفال في التعليم إلي مستوي المرحلة الأولي علي الأقل ، وبهذا لا يمكن أن يرتد الطفل للأمية .

وأضافت إن خططنا تتضمن أيضا موضوع عمالة الأطفال، حيث بدأ المجلس القومي للطفولة والأمومة منذ خمس سنوات في دراسة هذه الظاهرة والتعامل معها ، مشيرة إلي أنه تم وضع خطة قصيرة المدي وأخري طويلة المدي لمكافحة هذه الظاهرة ، خاصة أن العقد الثاني لحماية الطفل يركز علي قضايا أطفال الشوارع وعمالة الأطفال، والأطفال بلا مأوي أو ملجأ، مشيرة إلي أن المجلس القومي للمرأة أسس ليكون إضافة للمرأة المصرية تفتخر به، وقالت إن المجلس استطاع خلال عام تحقيق الكثير من الإنجازات بفضل مساندة المجتمع لرسالته خاصة أنه لا يطالب بالمزيد من الحقوق للمرأة، ولكنه يطالب بأن تعرف المرأة حقوقها وواجباتها وأن يعترف المجتمع بدورها ووجودها مطالبة المرأة بالمزيد من المشاركة في تنمية المجتمع.

وأشارت إلي عقد أول قمة للمرأة العربية والتي كانت سابقة لم تحدث من قبل، فقالت إن هذا يدل علي شئ واحد هو أن في العالم العربي تغيرا يحدث لمصلحة المرأة وأن سندا سياسيا يدعم دورها في المجتمع، وأن المرأة العربية بدأت تأخذ حقوقها والمكان اللائق بها.

وأوضحت أن قمة المرأة العربية الاستثنائية ستكون استكمالا لهذه المسيرة التي انطلقت من القاهرة. وتطرقت السيدة سوزان مبارك إلي الحملة القومية لمكافحة التدخين والإدمان التي أعلنتها فأشارت إلي أنه سيتم تنفيذ خطة قصيرة المدي خلال العطلة الصيفية للقضاء علي ظاهرة التدخين بين النشء وحمايته من مخاطر الإدمان خاصة أن هذه الحملة تأتي في إطار الحملة العالمية لمكافحة التدخين التي تنظمها منظمة الصحة العالمية ، وقالت إن الاهتمام بهذه القضية نبع من المجلس القومي للطفولة والأمومة الذي يتولي دراسة وتبني جميع القضايا المتعلقة بالأطفال والناشئة وفي ضوء ما أكدته الدراسات من تدني سن التدخين بين الأطفال في مصر إلي سن العاشرة وخطورة اعتياد التدخين في هذه السن المبكرة الذي من الممكن أن يتحول إلي إدمان في الكبر .

وذكرت أن هذه الحملة مركزة أساسا علي النشء حيث سيتم تركيز برامج التوعية من خلال وسائل الإعلام والندوات واللقاءات لإبراز خطورة التدخين مشيرة إلي أن الجانب الوقائي الأكبر يقع علي البيت والأسرة وغيرهما ممن يعتبرهم النشء قدوة في حياته.

واكدت السيدة سوزان مبارك أنه سيتم عقد اجتماع مع ممثلي جميع النوادي علي مستوي الجمهورية لدراسة الأسلوب الأمثل لتطبيق الإشراف داخل النوادي بما يمنع التدخين أو تعاطي المخدرات داخلها بصورة حازمة.

وأضافت أن مسئولية حماية النشء من التدخين خارج النوادي تبدأ بمنع التدخين تماما داخل جميع مؤسسات الدولة وفي المطاعم والأماكن العامة والفنادق علي أن تخصص منطقة معزولة للتدخين، مؤكدة أن الجميع سيشعر قريبا بطفرة كبيرة في المجتمع لحماية الأطفال والنشء من التدخين وكذلك حماية المدخن السلبي من التعرض للآثار الضارة للتدخين.

وأنهت قرينة الرئيس السابق فصول الكتاب المتعلقة بنشاطها الاجتماعي والثقافي بالتأكيد علي ثقتها بأن مصر تسير في الطريق الصحيح لأن ذلك ليس رأيها ولكنها حريصة دائماً علي الاطلاع علي ما يحدث في الخارج ورأي الدول المتقدمة والخبرات الأجنبية في المشروعات المجتمعية التي تتم علي أرض مصر.

وعن وفاة حفيدها قالت في مايو من العام 2009، تلقت الاسرة صدمة هى الاقوى بوفاة الحفيد محمد علاء مبارك، والذي كان يبلغ من العمر وقتها 12 عاما، إثر إصابته بمرض نُقِل على إثره إلى المستشفى في فرنسا، ولكن العلاج لم يأت بنتائج إلى أن انتقل إلى جوار ربه.

تأثر مبارك بوفاة حفيده، كما لم يتأثر بتخليه عن السلطة، عقب ثورة 25 يناير، حتى أنه غاب عن جنازته حزنًا عليه، فرحيل الحفيد كان مفصليا في تاريخ الجد، حتى أنه فترة ما قبل الوفاة كان "مبارك" شخص، وبعدها لم يعد الأمر كما كان.
توفي محمد بين يدي جده، والمشهد ظل ملازمًا لذاكرته لم تمحه أي ذكرى حتى خروج الشعب للمطالبة بإسقاطه، وجلس مبارك وحده يردد قائلا: "كان معايا في المكتب وقلتله روح يا محمد علشان وراك مدرسة الصبح، ونص ساعة لقيتهم بيندهوا عليا، وبيقولوا محمد مبيردش وفي حاجات بيضة بتخرج من بقه ثم حدثت الوفاة".