صدفة صنعت نجوميته والسرطان أنهى حياته ومنع شقيقته من حضور جنازته.. محطات في حياة ”أبو البنات” عامر منيب
يعتبر واحدًا من أهم نجوم الغناء في الوطن العربي فبالرغم من رحيله منذ تسعة أعوام إلا أن أعماله مازلت عالقة في أذهان جمهوره وكأنه طرحها أمس، خلق لنفسه طريق خاص وبرع فيه بشدة فهو أثبت للجميع أنه فنان من طراز خاص، وبجانب تميزه في الغناء قدم العديد من الأفلام السينمائية الذي حققت جماهيري كبير وقت عرضها أنه الفنان عامر منيب الذي تحل اليوم ذكري ميلاده.
ولد الفنان عامر منيب بالقاهرة في حي الدقي يوم ٢ سبتمبر عام ١٩٦٣، لعائلة فنية، حيث أن جدته هي الفنانة القديرة ماري منيب، وهو في الرابعة من عمره أنتقل إلى منزل جدته بشبرا مع شقيقه الأكبر جمال، وشقيقتيه أميرة وأمينة.
وخلال طفولته اعتاد منيب علي الذهاب مع جدته إلى مسرح نجيب الريحاني لمشاهدة أعمالها وأعمال زملائها من الفنانين، وكان مولعًا بالمسرح والتمثيل رغم عشقه الشديد للغناء، وتوفيت جدته عندما كان في السادسة من عمره، وذلك عام ١٩٦٨ فنعاه زملائها في مجال الفن، وعاد بعدها إلى حضن والده.
في عام ١٩٨٥ تخرج عامر منيب، في كلية التجارة بجامعة عين شمس عام، بعد حصوله على البكالوريوس بتقدير جيد جدًا، وأصبح معيدًا بجامعته، وكان يقضي أوقات الفراغ بالغناء لمشاهير الطرب، مثل الراحل عبد الحليم حافظ.
أقتحم عامر منيب عالم الفن عن طريق الصدفة ففي عام ١٩٨٧، جاءته تذكرة وأوراق عقد سفر إلى أستراليا للحصول على الدكتوراه والعمل بإحدى الجامعات هناك، وأثناء تناول السحور مع أصدقائه بأحد الفنادق ليودعهم قبل السفر تصادف وجود كبار الفنانين في هذه السهرة وهم محمود ياسين، وزوجته شهيرة، ونور الشريف، وزوحته بوسي، بالإضافة إلى الفنان فاروق الفيشاوي، والموسيقار حلمي بكر.
فطلب منه زملائه أن يغني، فقام عامر بتقديم أغنية "الفن" لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وفوجئ جميع الحضور بصوت عامر، وأظهروا إعجابهم الشديد به وفي مقدمتهم الفنانين المذكورين وقاموا بدعوته للجلوس معهم، وتفاجأوا أنه حفيد الفنانة الكبيرة مارى منيب.
ووقتها أخذه الموسيقار حلمى بكر، على حده وشجعه بشدة وطالبه بضرورة البقاء في مصر وعدم السفر لكون هناك مستقبل كبير ينتظره بشرط أن يثقل موهبته بالدراسة، وبالفعل قام عامر عقب عودته للمنزل بتمزيق تذكرة السفر.
وفي اليوم التالي قرر منيب أن يدرس الغناء بشكل احترافي فخضع لدروس عاطف عبد الحميد أستاذ الموسيقى الشهير لآلة العود، وعميد كلية التربية الموسيقية بجامعة حلوان، وتعلم عامر على يديه المقامات الموسيقية، وحصص سولفيج الصوت.
كما أنه قرر تعلم فنون العزف على آلة البيانو، وبعد اجتيازه هذه الدروس قام بتكوين فرقة موسيقية صغيرة انتقل بالغناء بها في الفنادق الكبرى، ولم يكن له أغاني خاصة به بل كان يقدم أشهر وأجمل أغاني عبد الحليم حافظ، وحقق بها شهرة جيدة.
في ١٩٩٠ أطلق عامر منيب أول ألبوماته الذي أصدره على نفقته الخاصة وحقق وقتها نجاح ملحوظ شجعه لأستكمال مشواره حيث توالت عليه عروض شركات الإنتاج فأصدر العديد من الألبومات الغنائية، التي وصلت إلي ١٢ منهم: "لمحي، ويا قلبي، أول حب، وعلمتك، وعلمتك، وفاكر، وأيام وليالي، ووياك، والله عليك، وحب العمر، وحب العمر، وكل ثانية معاك، وحظي من السما".
وبجانب تميزه في الغناء أتجه منيب لعالم التمثيل وشارك في العديد من الأفلام المميزة، حيث أنطلقت مسيرته في هذا المجال من خلال فيلم "سحر العيون" الذي طرح في السينمات عام ٢٠٠٢، من ثم توالت أعماله الفنية منها: "كيمو وأنتيمو، والغواص، وكامل الأوصاف".
خلال أيامه الأخيرة رفض عامر منيب التعامل مع شقيقته، ووصل به الأمر إلى أنه كتب وصيته وأعطاها لزوجته إيمان الألفي، تفيد بمنع أمينة من التواجد في جنازته وحضور مراسم العزاء، إلا بعدما تعود لصوابها وتطلب السماح من الله عز وجل وترد الملايين التي استولت عليها من ضحاياها في دبي ومصر وأن تبرئ ذمتها خالصة لله، بحسب ما تداولته وسائل الإعلام حينها.
وكانت أمينة، حُكم عليها غيابيًا بالسجن ثلاث سنوات بتهمة النصب على رجل أعمال والاستيلاء منه على ٦٠٠ ألف دولار، بعدما أوهمته بقدرتها على تسهيل بيع صفقات حصص منظمة "الأوبك" العالمية من البترول والغاز ووقعت على شيكات بنكية دون رصيد.
بعد قصة حب طويلة تزوج منيب من إيمان الألفي من خارج الوسط الفني، وتوجت الزيجة بإنجاب ثلاث بنات مريم، ونور، وزينة، فهي كانت متواجدة معه بشكل دائم خلال مرضه وتحاول التخفيف عنه هي وبناته الثلاث.
توفي الفنان عامر منيب ٢٦ نوفمبر عام ٢٠١١ بمستشفى دار الفؤاد عن عمر يناهز الـ ٤٨ عامًا بعد صراع استمر عامين مع مرض السرطان، وقبل الوفاة تدهورت صحته بشكل كبير وأصيب بهبوط حاد بالدورة الدموية، ودخل في غيبوبة كاملة.