فتش عن الموساد .. تكتيكات الأجهزة السرية الإسرائيلية التى تدير الجماعات الإرهابية
* وحدة عنكبوتية تجهز لحملة عبر وسائل التواصل تحتوى على معلومات مسمومة لافشال الدولة
* عملاء الحاخامات يبيعون أجهزة تجسس واتصال لعناصر تكفيرية
* شفرات سرية حصل عليها الارهابيين من شركات اسرائيلية أمريكية
هل تورطت اسرائيل فى ملفات كثيرة خفية بخلاف جرائمها المعروفة ؟ وما هى العلاقات السرية التى تربط بين الموساد والجماعات الارهابية ؟أسئلة كثيرة ومحورية والاجابة عليها فى مجملها تمثل رسما واضحا لخريطة المنطقة ففى كل كارثة تحدث داخل الوطن العربى تجد أصابع الموساد الاسرائيلى وبصماته الغادرة .
اسرائيل تشعر دوما بأنها المندوب السامى الامريكى على الشرق الأوسط وتجهز كل الوسائل التخابرية والتآمرية من أجل القيام بهذه المهمة على أكمل وجه .
ولا تنتظر تل ابيب ابدا أن تكون رد فعل بل تسعى دوما الى صناعة الحدث عن بعد وهو بكل تأكيد دوما ما يكون عملا تخريبيا .
هذه الحقائق التاريخية صنعت مبدأ "فتش عن الموساد" أو فتش عن تل ابيب وراء كل مصيبة او عمل تخريبى يقع فى الدول العربية .
وتتلقى عناصر الموساد دروساً في جميع الاختصاصات لمدة عامين ومدارسهم مستقلة في تل أبيب والقدس يتلقى فيها الدارسون محاضرات عن السياسة الدولية وعن سياسة و اقتصاد اسرائيل نفسها والوسائل والتجهيزات الحديثة لانجاز مهمة الاستخبارات والاطلاع على تجارب المخابرات الأجنبية ويشترط فى جميع الضباط العاملين في الموساد (إتقان اللغة العربية) بشكل إلزامي بل ووصل الامر الى اتقان اللهجة البدوية التى يتحدث بها اهل سيناء لاختراق القبائل ومحاولة تجنيد بعض شبابها او التجسس عليها باعتبار ان هذه القبائل تمتلك مفاتيح وأسرار شبه جزيرة سيناء وصحراءها الواسعة .
ويوجد في اسرائيل كلية خاصة( لتدريس الأمن وفق عقيدة الأمن الصهيونية وخلق مفهوم أمن مشترك على أساس المعلومات المشتركة وفي هذه الكلية يتم دراسة المعطيات وتحليلها في بعض الأحيان ويقوم رؤساء الأقسام بتقمص شخصيات من الدول العربية ومحاولة توقع رد الفعل والقرارات الاستباقية لاتخاذ اجراءات فى اتجاه معاكس .
وهناك عدة أساليب يستخدمها الموساد في العمليات الاستخباراتية اهمها اسلوب العميل المزروع حيث تتعاون كافة اجهزة المخابرات في مسألة زرع عميل لها في الدول العربية وشبه جزيرة سيناء .
وهناك اسلوب تجنيد يهود من الدول العربية وأبرز العملاء ( شولا كوهين) التي تعتبر من أخطر جواسيس الموساد في لبنان ، والشرق الاوسط وشاركت في إعداد قوة الدفاع عن النفس عن اليهود التي اندمجت مع حزب الكتائب اللبناني و ساهمت في تهريب اليهود من لبنان ، واستطاعت تجنيد الضابط اللبناني (جورج انطون) وتعاونت مع مدير كازينو الأولمبياد حيث يجتمع اكبر عدد من رجال السياسة وهواة القمار وقابلت كميل شمعون ومهدت لاجتماع اديب الشيشكي بالجنرال مكليف رئيس الأركان الصهيوني و استطاعت سرقة البروتوكول الأمني بين سوريا ولبنان إلا أن المخابرات السورية اكتشفها واعتقلتها حتى أفرج عنها أثناء تبادل الأسرى ..
وهناك اسلوب شبكات التخريب و مهمتها القيام بأعمال التخريب لخدمة هدف سياسي في احدى الدول العربية، مثل الشبكة الجاسوسية التي تضمنت دموشي مرزوق ، وشموئيل عزرا، في مصر التي استطاعت تجنيد العديد من الشبان في القاهرة والاسكندرية وتوجد لها نماذج جديدة تم الايقاع بها مؤخرا فى عدة شبكات تجسس سيتم الاعلان عنها الايام القليلة القادمة .
وقد قام الموساد بانشاء وحدة مسئولة عن تنفيذعمليات اغتيال لشخصيات وسياسيين عرب وكانت عمليات الاغتيال تتم من خلال التصفية الجسدية المباشرة او الاغتيال عن بعد عن طريق تجنيد جماعات ارهابية للقيام بهذه المهام هذا الى جانب وجود وحدة مدربة على اعمال السرقة وقد نفذت عمليات سرقة طائرات وبرز دورها بقوة فى سرقة اليورانيوم .
ويقوم التنظيم الدولى لليهود حول العالم بنفس الدور الذى يقوم به التنظيم الدولى للاخوان فهو بمثابة همزة الوصل بين جواسيس اسرائيل حول العالم والمسئول عن التنسيق بين الأجهزة الاستخباراتية الأوروبية وبين الموساد وتتركز مهمته فى تجنيد موظفي الهيئات الدولية العاملين في الدول العربية وتجنيد بعض الطلاب العرب الدارسين في الخارج عن طريق استخدام نقاط الضعف واستخدام الدبلوماسيين الأجانب لسهولة حريتهم في الحركة واستخدام جواسيس قرى الحدود مثل القرى السياحية في مصر.
وهناك علاقة قوية تربط بين المخابرات الصهيونية(الموساد) و المخابرات الدولية حيث يرتبط الموساد بعلاقات حميمة مع المخابرات الأمريكية ولتنظيم هذه العلاقة أنشأت المخابرات الأمريكية (القسم اليهودي) وهو من اهم الاقسام داخل السى اى ايه .
اما عن علاقة الموساد بالدول الغربية، وخاصة مع مخابرات حلف شمال الاطلسي فهى لا تقل اهمية عن الولايات المتحدة فهو يشارك بشكل دائم في التحقيق مع اى متهمين من العرب في الدول الغربية ويستغل الموساد ذلك لكسب عملاء له.
هذا الى جانب علاقة الموساد مع المخابرات التركية، مركز الأمن التركي القومي،ويطلق على هذه العلاقة المثلث الرهيب وتعقد اجتماعات بشكل دوري كل ستة أشهر حيث يتم تبادل المعلومات وقد تعهد الموساد بتقديم تقارير الى مركز الامن القومي التركي حول النشاطات التجسسية المعادية لتركيا، وتعهد الأتراك أيضاً بتقديم تقارير حول نشاطات العرب التجسسية ضد اسرائيل خاصة تقاريرحول النشاطات المصرية ضدها.
كما تنشط اسرائيل فى افريقيا ويرتبط الموساد بعلاقات قوية باجهزة مخابرات الدول الإفريقية وسبق له التعاون مع اثيوبيا ، كينيا ، غانا ، جنوب افريقيا، وهي علاقات قوية جداً، وقام الموساد بتدريب اجهزة المخابرات الافريقية وفي عام 1978 ساعد الموساد أوغندا للحصول على صفقة طائرات بوينج و زودها بطاقم ضمن اتفاقية للتجسس على ليبيا.
وقد رسم الموساد فى السنوات الاخيرة خططا ذات محورين للتجسس على مصر الاول هو احكام السيطرة على الجماعات الارهابية فى سيناء وتقديم الدعم اللازم لها ..اما المحور الثانى فتركز فى النقاط التالية :
اولا محاولة ربط المراكز الحساسة في الاقتصاد والإعلام المصري بمصالح اسرائيل واللعب فى ملفات مهمة مثل سوق العملة واشعال الأزمات .
ثانيا محاولة زرع كوادر غير معادية لاسرائيل في دوائر مهمة داخل مصر.
وقد كشف تقرير معلوماتى اعدته المخابرات الإيرانية أن الموساد الاسرائيلى ضم تسع دوائر اهمها دائرة تنسيق و تخطيط المعلومات ودائرة تجميع المعلومات السرية والمهمة منها شعبة السيطرة و المراقبة الإقليمية ويكون عملها خارج دولة الكيان ودائرة العمليات السياسية: والعلاقات التبعية والودية مهمتها التنسيق، والتعاون وإقامة العلاقات مع مخابرات الدول الأجنبية و دائرة شئون الكادر الوظيفي والمالية و الأمن ودائرة شئون التدريبات والتنظيم ودائرة التحقيقات ودائرة العمليات التكتيكية وتضم عدة أقسام، شعبة روسيا، وشعبة الجمهوريات المنفصلة عن الاتحاد السوفييتي، قسم العمليات الخاصة، قسم التدريبات النفسية، دائرة الشئون التكنولوجية ، المديرية العامة للمصادر، والتجهيزات ودائرة العمليات السياسية كدائرتين منفصلتين لهما مقرات منفصلة سواء داخل السفارات اوالقنصليات الصهيونية او خارجها.
اما الدائرة الثانية و الثالث فلها فروع موزعة على أساس جغرافي في امريكا الجنوبية اوروبا الشرقية، آسيا و المحيطات ومنطقة البحر الأبيض المتوسط ، أوروبا ، الولايات المتحدة الأمريكية.
وفى الداخل الاسرائيلى فان الموساد يعمل بالتوازى مع الأجهزة الأمنية لتحقيق عدة اهداف معلنة منها جمع المعلومات المتنوعة وتقديم تقدير للوضع وتقديم المعطيات للحكومة من اجل اتخاذ القرارات السياسية والعسكرية وتوفير الأمن و الحركات السرية الداخلية وتوفير الأمن للعمليات والمنشآت الصناعية والأشخاص.
وهناك نشاطات خاصة تشمل عمليات وقائية وتخريب وحماية اليهود وادارة الملفات المتعلقة بالأمن القومى
وقد اعتمدت المخابرات المركزية الأمريكية على ذراعها اليمنى "الموساد "فى هذا الصدد وقد وجد الأخير انه باتت الحاجة لوحدات اختراق ورصد ومتابعة أمراً ملحاً لأجهزة استخبارات اسرائيل التي تشعر بخطورة منذ اندلاع الثورات العربية وحتى الان وتاثيرها عليها وعلى مستقبلها في المنطقة خاصة فى ظل صراعها المتلاحق مع حزب الله اللبنانى اشتعال هذه الجبهة من حين لأخر .
و هذا الأمر دفع اسرائيل الى أنشاء وحدة الاستخبارات في الجيش الصهيوني والعديد من الوحدات لمتابعة الاوضاع العربية ومن هذه الوحدات
وتعتبر الوحدة 131 من أبرز الوحدات السرية التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية في دولة الكيان الصهيونى "أمان" والتي عملت خارج اسرائيل للقيام بمهام أمنية تخريبة وتفجيرية واستخبارية بهدف زعزعة أمن الدول المجاورة وتخريب علاقاتها بالدول عبر استهداف دول أخرى داخل الدولة المستهدفة بالاضافة لجمع معلومات عن الدولة المعادية قبل البدء بالحرب معها وهى الانشطة الاستخباراتية الممهدة للحروب .
وهذه الوحدة تم تجهيزها فى وضع الاستعداد بالدول التي شهدت ثورات الربيع العربي للقيام بأعمال تخريبة وزعزعة الأمن الداخلي فيها في حالة صعود تيارات معادية لاسرائيل خلافاً للأنظمة السابقة.
وقد تم اسناد عدة مهام لوحدة امان اهمها تجنيد وتدريب وتوفير الساتر للعملاء وإرسال العملاء إلى الدول المستهدفة وزرع العملاء من أجل جمع المعلومات وإنشاء قاعدة عمل يستفاد منها في أوقات الحرب .
اما عن المستوى التدريبى فيخضع المتدرب في الوحدة لدورات متميزة تتمثل في تدريبات على إطلاق النار، وإعداد العبوات المتفجرة، والملاحة، والتعقب والهروب من التعقب، التصوير وإرسال رسائل مشفرة ويتم تخصيص فصل كامل من دورة التدريب للثقافة والعادات والتقاليد العربية، إضافةً إلى الجانب الديني.
ومن ابرز الشخصيات التاريخية فى اسرائيل والتي عملت في الوحدة إبراهام دار و هو ضابط مخابرات يهودي وأحد أمهر ضباط الموساد في حقبة الأربعينات والخمسينات، كان مسئولا عن عمليات تخريبية بأمريكا وبريطانيا ومن مهاراته القدرة الرهيبة على التخفي والهروب والتنقل من بلد إلى بلد تحت أسماء مستعارة.
وابراهام دار هو الاسم الحقيقي له الذي لم يكن يعرفه الكثيرون حتى اليهود أنفسهم وقد اشتهر باسم جون دارلنج و كان الضابط المسؤل عن تدريب مجموعة الوحدة 131 بهدف عمل تفجيرات وعمليات تخريبية بمنشات أمريكية وبريطانية بمصر في حقبة الخمسينات للاضرار بالمصالح المصرية مع أمريكا في ذلك الوقت وكذلك لعمل زعزعة في استقرار العلاقات المصرية البريطانية التي كانت في طريقها إلى الاستقرار في ذلك الوقت للحصول على الجلاء التام.
و في مصر، تولى "جون دارلنج" تعليم شباب اليهود أساليب العمل المخابراتي وتنظيم المؤامرات التخريبية، تعلموا على يديه أيضا طرق تجهيز القنابل اليدوية والرسائل المفخخة والتصوير الفوتوغرافي للأماكن الحساسة. وقد استطاع الهروب عند كشف أعضاء الوحدة 131 لمخططها الذي عرف بعد ذلك باسم فضيحة لافون وقد تم كشف مخطط تلك الوحدة بالصدفة عندما أحترقت عبوة ناسفة قبل الأوان في جيب فيليب ناتسون.
ومن اشهر الاعضاء بالوحدة ايلي كوهين حيث اطلق اسم إيلي كوهين على عميلين أحدهما في سوريا.
وتعتبر هذه النماذج بمثابة "القدوة الملهمة "بالنسبة للكوادر التى تعمل فى سيناء حاليا وتدعم الجماعات الارهابية هناك لدرجة وصلت الى مد هذه الجماعات باجهزة لاسلكى اسرائيلية الصنع .
ومن بين الوحدات ايضا وحدتي (حتصاق) و"ام اى" وعند الحديث عن وحدة (حتصاق) نجد انها تتفرع من وحدة الاستخبارات الالكترونية الصهيونية 8200 وهي تعنى ليس فقط بمهمة الرصد بل التواصل مع الاحداث والساسة العرب .
وقد تم انشاء (حتصاق) لتلاحق التطور التكنولوجي لدى الشباب العربي والمسلم في مواقع التواصل الاجتماعي مثل ( فيس بوك, توتير,..), حتى تكون الاستخبارات الصهيونية قريبة مما يفكر فيه الشباب ولتعرف أهدافهم ومستوياتهم الفكرية وقدراتهم ومن ثم رفع تقارير لدراستهم كحالات يمكن الاستفادة منهم .
وتضم الوحدة "حتصاق "عددا من المجندين والمجندات المجيدين للغة العربية ولديهم دراية نفسية مسبقة بالتعامل مع العرب ويتمتعون بقدرات على التخطيط في الهندسة الاجتماعية ولديهم تمكن ومعرفة كاملة في المواقع الاجتماعية.
اما أبرز المهام التى أسندت اليهم فى السنوات الأخيرة فكانت رصد المواقع الاجتماعية والثوار فكرياً من خلال متابعة حسابات قادة الثورات ورصد توجهات العالم العربي نحو اسرائيل وحلفائها ومتابعة نقاط الضعف والخلل في بلاد الثورات ورصد احتياجات مواطني الدول المستهدفة وجمع معلومات عن واقعها وتجنيد عملاء لصالح الشاباك.
وتاتى فى دائرة المهام ايجاد مادة يمكن ابتزاز الشباب فى الدول العربية بها من خلال الفتيات اللواتي يعملن في هذه الوحدة .
وتستخدم وحدة "حتصاق "عدة اساليب لتحقيق اهدافها منها انتحال شخصية أفراد وسياسيين والتواصل على أنهم داخل البلد التي يرصدونها.
والتواصل مع مستخدمي المواقع الاجتماعية والتعمق في اقامة علاقات مع بعضهم وايجاد علاقات غرامية وهمية مع الشبان عبر فتيات الوحدة بهدف اسقاط الشباب خاصة من الجماعات التكفيرية والانتهاء من سرعة تجنيدهم .
وقد ادركت اسرائيل منذ وقت مبكر اهمية وجود عدة اجهزة امنية واستخباراتية تتناسب مع حالة الترقب التى تعيشها مع كل الدول العربية فتم انشاء عدة اجهزة امنية واستخباراتية منها فرع "تشاى "و هو قسم تابع للهاغاناة وهي فرقة من الجيش السري الذى اقامه المستوطنون في فلسطين بهدف جمع المعلومات وتحليلها دون تغيير طبيعتها.
أما فرع الشين بيت فهو الذي كان مسئولا بصفة رسمية عن الأمن الداخلى ويوجد فرع علياه بيت الذي أقيم في عهد الانتداب البريطاني لتهريب المهاجرين غير الشرعيين الى فلسطين وحول اهتمامه الى مساعدة اليهود على الفرار من الدول العربية المعادية لاسرائيل .
كما يوجد فرع للاستخبارات على شئون البوليس و فرع شيروت يدوتو وهو المعنى بخدمات الإعلام ذات الخلفيات الاستخباراتية .