الجنرال وصائد الأفاعى .. حكايات وأسرار الرئيس السيسى واللواء عمر سليمان
السيسى أوصى نجله الضابط بالمخابرات الحربية بالتعلم من تاريخ الثعلب
طلب منه تعلم المبادءة من التراس والقوة والحسم من صدقى صبحى
لا ينسى فضل "طنطاوى "عليه ..واطلقوا عليه فى الجيش لقب "صقر التخطيط والمعلومات "
السيسى بكى ليلة مقتل جنود رفح ..وقال للمحيطين به التراس وصدقى صبحى "لجموا" مرسى وجماعته
تفاصيل ليلة القبض على الارهابى «مجدي سالم» داخل السيارة الرئاسية قبل تفاوضه مع خاطفى الجنود
السيسي هدد مرسي بأنه سينسف قرية المهدية بالكامل لو لم يعد الجنود.. فقام الخاطفون بترك الجنود في الصحراء
هناك رجال يمتلكون ميزانا من ذهب يستطيعون به معرفة معادن البشر وهذه العلاقة التى نكتب عنها ربما لم يلتفت اليها احد فهى علاقة من نوع خاص وهى تحمل شعار "الاحترام عن بعد" او بمعنى اصح "انا اراك وانت ترانى "ولكن هناك ايضا من يروننا معا من داخل الغرف المغلقة انها علاقة اللواء الراحل عمر سليمان مدير المخابرات العامة الاسبق والجنرال صائد الافاعى عبد الفتاح السيسى وكواليس هذه العلاقة وماذا قال كل منهما عن الاخر رغم ان الوجوه كانت لا تلتقى الا قليلا وما هى اللحظات الفارقة التى لم يستطع السيسى فيها ان يخفى دموعه وكيف تعامل عمر سليمان قبل وفاته فى ملف سيناء وكيف تعامل السيسى ايضا فى هذا الملف قبل استقالته ومعلومات جديدة ننشرها وتخرج للنور لاول مرة عن علاقة سليمان والسيسى بالاخوان واهم الوصايا التى نصح بها السيسى نجله الضابط فى المخابرات الحربية والنماذج المشرفة التى طلب منه التعلم منهم كل ذلك خلال السطور التالية .
فى البداية لابد ان نؤكد على مجموعة من الحقائق الهامة والمواقف الانسانية التى تعرض لها الانسان عبد الفتاح السيسى لدرجة جعلت دموعه اقرب اليه من اى شىء ولعل ابرز هذه المواقف هى يوم الاطاحة باستاذه الذى احتضنه منذ ان كان مقدما بالجيش وهو المشير طنطاوى على الرغم من ان هذا كان اليوم الاول للسيسى وزيرا للدفاع .
ولم يكن هذا هو الموقف الاصعب على السيسى فقط فلم تغادر ذاكرته خطاب المعزول فى استاد القاهرة فى ذكرى الانتصار عندما وجد السيسى قتلة الرئيس السادات هم ضيوف الاحتفال .
الرجل الهادىء يمتلك سكين الحسم لكن لا يستعمله الا فى الوقت المناسب فرغم صلف الاخوان والحاشية التى التفت حول مرسى وكانت تعد انفاسه لم يفقد السيسى هدوءه وفى احد الاجتماعات سنذكر تفاصيله غضب الفريق اول صدقى صبحى واللواء التراس وكادوا يفقدون السيطرة على اعصابهم من ممارسات الاخوان واستفزازهم الا ان السيسى كان هو رمانة الميزان الذى يدير الامور بهدوء ويتخذ القرارات الحاسمة فى الوقت المناسب .
وبالرغم من انه لم يكن هناك اى تقارب مباشر بين السيسى والراحل عمر سليمان الا ان القريبين من السيسى اكدوا ان الرجل حزن حزنا شديدا عندما علم بخبر وفاة "الثعلب"لانه كان يدرك ان الرجل مات حزينا على الوطن الذى وقع فى قبضة الاخوان .
السيسى ادرك منذ وقت مبكر شفرة الشعب المصرى ولم يبذل مجهودا لفكها فهو يتمتع بعفة اللسان والتواضع يواصل ويداوم علي الصلاة.. يحترم القادة الكبار منهم والصغار.. دائما ما يصف الشعب المصري ب«العظيم» ويؤمن بضرورة تحقيق العدالة الاجتماعية لغالبية المصريين ويردد دوما مقولة شهيرة هى «إن الشعب المصري يستحق عدالة اجتماعية ورعاية لمحدودي الدخل»
الشعب المصرى ارتبط وجدانيا بالسيسى فى ظرف فارق عاشته الامة كلها وما زالت تعيش تبعاته حتى هذه اللحظة فقرر الرجل الانحياز الي الشعب الذي ذاق الأمرين وخرج عليه ليقول له: أنت يا شعب مصر لم تجد من يحنوا عليك أو يرفق بك وكانت هذه الجملة هى الشفرة التى جعلت الرجل يخترق قلوب الملايين .
ابن الجمالية منذ صغره وهو ملتزم ومتدين وبشوش الوجه ووجد شخصية ملهمة له فى الحى الذى يسكن فيه فبعد الشارع الذى تربى فيه السيسى بخطوات كان الزعيم الراحل جمال عبد الناصر يسكن هناك وعاش فترة شبابه فى هذا الحى الملهم .
دخل السيسى المدرسة الجوية وتمني أن يصبح «طيارا» لكنه لم يلتحق بالكلية الجوية.. ليلتحق بالكلية الحربية.. وتتغيير مسارات حياته.. «السيسي» الطالب الملتزم عاش في أسرة ثرية.. فوالده ابن الجمالية وأحد ابرز تجارها.. وعائلته معروفة ومستورة في هذا الجو.. تولدت شخصية السيسي المحافظة.. وبعد تخرجه من الكلية الحربية استطاع الاقتراب من قادته ورؤسائه نتيجة انضباطه والتزامه بما يتم تكليفه به.. واداء هذه التكليفات بكل أمانة وعناية.. ونجاحه في المهام الموكله إليه بمنتهى الدقة والسرعة .. وحرص السيسي طوال فترة عمله علي الاشتراك فى الدورات التدريبية لزيادة خبراته ولم يعطى ظهره ابدا للعلم والقراءة .. القدرات والاداء المميز للسيسى دفع به الى صفوف المقدمة ليلتحق وهو مازال «مقدم» بإدارة المعلومات والتخطيط بوزارة الدفاع وكانت هذه الادارة بوابة عبور الرجل الى عالم الجنرالات الكبار وسرعان ما اثبت السيسى كفاءة عالية واطلقوا عليه وقتها لقب «صقر المعلومات والتخطيط» .
صعد نجم الرجل فى هذه الحقبة ومن ذلك الوقت اقترب السيسي وهو ما زال برتبة "مقدم "بـالمشير «طنطاوي»..و حصل علي ثقته.. تواجد بجواره منذ منتصف التسعينيات ورأي طنطاوي في «المقدم الصقر» أشياء كثيرة توحي بأن هذا الشاب الطموح البارع في التخطيط والمعلومات سيكون له شأن كبير ومن الممكن أن يتولي القيادة العليا في يوم من الأيام وان اقرب مكان له فى الخطوة القادمة هو منصب مدير المخابرات الحربية .
وبعد تفوق المقدم السيسي بادارة التخطيط والمعلومات..انتقل منها إلي المخابرات الحربية ليتولي مهاما أكثر وأكثر.. عاصر رجال عظام في المخابرات الحربية منهم اللواء محمد فريد التهامي الذي كان من كبار القادة الذين ارتبط بهم أثناء التحاقه بسلاح «المشاة» في بداية مشواره .. وعاصر أيضا اللواء مراد موافي مدير المخابرات الحربية بعد ذلك.. ومع مرور الوقت تكرس لدي الكثيرين من قادة القوات المسلحة أن هناك شابا شديد الذكاء يدعى «عبد الفتاح السيسي» وقريب من المشير حسين طنطاوي ويتولي مهام حساسة ويتم تكليفه بالمهام النوعية شديدة الحساسية فينجزها بنجاح وفى وقت قياسى .. وحرص الى جانب ذلك كله على الحصول على عدد من الدراسات العليا من الولايات المتحدة الأمريكية بتميز ملحوظ.. ليعود بعدها ويرقي إلي رتبة «عميد» وهو أصغر عميد في القوات المسلحة ثم يرقيه طنطاوي إلي رتبة «لواء» وبعد ثلاثة أيام فقط من ترقيته إلي رتبة «اللواء» يصدر قرار بتوليه قيادة المنطقة الشمالية العسكرية ولم يبتعد «السيسي» عن المخابرات الحربية كثيرا.. فقد أصدر المشير طنطاوي قرارا بعودته إلي المخابرات الحربية بعد 6 أشهر فقط من توليه قيادة المنطقة الشمالية العسكرية.. ليعود للمخابرات الحربية ليجري تجهيزه لتولي مهامها وادارتها.. وقد تم تصعيده في أقرب وقت خاصة بعد انتقال مدير المخابرات الحربية وقتها اللواء مراد موافي لتولي منصب «محافظ شمال سيناء» ومنذ منتصف يونيو 2010 كانت مصر في انتظار «السيسي » والذي جلس علي كرسي مدير المخابرات الحربية في وقت كانت فيه مصر مشتعلة ومشغولة بالتجهيز للانتخابات البرلمانية في اكتوبر 2010، وفي وقت ايضا كانت مصر كلها تتساءل: هل جمال مبارك رئيسا قادما لمصر؟! في ظل تمادي دوره وتحكمه في الحكومة عن طريق رجاله من أصحاب المال والأعمال الذين تولوا وزارات مهمة في عهد حكومة الدكتور أحمد نظيف.
كانت اللحظات فارقة والأحداث السياسية على صفيح ساخن لكن كانت القوات المسلحة تدرس الموقف وتلاحظ التطورات وتتابع ما ستسفر عنه المشاحنات السياسية..و في الغرف المغلقة برز دور اللواء عبدالفتاح السيسي مدير المخابرات الحربية.. بعد أن كلفه المشير طنطاوي.. بضرورة تجهيز ما يسمي بـ «تقدير موقف للاحداث التي تشهدها البلاد».
وبالفعل كانت تقديرات اللواء السيسي جاهزة للعرض علي المشير طنطاوي و مفادها ضرورة الوقوف خلف مطالب الشعب المصري.. وتلبية رغباته سواء رفض توريث الحكم أو طالب بحقوقه.. و التأكيد علي حماية أبناء مصر وعدم استخدام العنف لمنعهم من المطالبة بحقهم.. بل والتعهد بعدم اطلاق رصاصة واحدة واكد اللواء السيسي علي ضرورة الضغط علي النظام لعمل اصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية.. ومحاربة الفساد المتفشي في كافة أرجاء مؤسسات الدولة.
وكان «تقدير موقف» الذي تم تقديمه للمشير طنطاوي بمثابة خطة عمل.. وخطة تصرف القوات المسلحة تجاه أي تحرك شعبي متوقع بعد التزوير الفاضح لانتخابات البرلمان في اكتوبر 2010 وارتفاع الاسعار الفج وسيطرة مجموعة من رجال الأعمال الوزراء علي قرارات الحكومة وهم مجرد رجال لجمال مبارك نجل الرئيس الاسبق حسني مبارك.
ورغم ان ثورة يناير كانت مفاجأة للجميع الا انه منذ يوليو 2010 كانت كافة جلسات المشير حسين طنطاوي مع اللواء السيسي عبارة عن التجهيز لخطة التعامل مع الاضطرابات المحتملة مثلما تم توقعها.
ولان السيسى اصبح عقلية مبشرة قادرة على تقدير المواقف وتوقعها وحسمها فقد كان المشير حسين طنطاوي يعتمد بشكل كبير عليه في التخطيط والتجهيز لأسلوب تعامل القوات المسلحة مع التطورات ويعتبره العقل المفكر مما جعله قريب منه إلي درجة كبيرة حتي إن طنطاوي كان دائما ما يقول عن السيسي بأنه «ابني» ومع بداية 2011 كان واضحا تزايد احتمالية تنفيذ تقدير موقف السيسي الذي جهزه في يوليو 2010 ووضح أن السيناريو الذي توقعته القوات المسلحة علي الأصح تخوفت منه» يسير طبقا للتوقعات فاتسعت المظاهرات والاضرابات وسادات حالة من الغضب كافة القوي السياسية بسبب غباء الحزب الوطني في التزوير الفج لانتخابات البرلمان وهيمنة الحزب الحاكم علي البرلمان وعدم وجود معارض واحد فيه.. كان يبدو أن التعامل بين الجهات السيادية مقطوع فقد كان الصراع بينهم علي أشده وهذا ما حرم السيسى من الالتقاء بعمر سليمان الذى كان يتخذه مثالا لكن لايقترب منه احتراما لاستاذه المشير طنطاوى .. فقد كان كل من « العادلي.. وعمر سليمان.. وحسين طنطاوي» ليسوا علي توافق..فالثلاثة الكبار كان كل منهم يمتلك جهازا أمنيا سياديا هي علي التوالي «أمن الدولة، المخابرات العامة، المخابرات الحربية» يعطي لهم كل الحق في التحكم في شئون البلاد.. لكن كان علي رأس المخابرات الحربية اللواء عبدالفتاح السيسي «رجل التخطيط والمعلومات» الذى مالت كفة الامور نحو مؤسسته العريقة التى يثق فيها الشعب .. والذي يمتلك من الذكاء ما يجعله مؤهلا للخروج من الأزمة بسلام.
وبعد ان دارت الموجة الثورية وانطلقت شرارة 25 يناير 2011 كانت القوات المسلحة تتابع الموقف وفي 27 يناير كان هناك حالتان وفاة بين المتظاهرين تحديدا في ميدان الأربعين في السويس في هذا الوقت تبدلت المواقف وبدأت القوات المسلحة الاستعداد لمنع أي اشتباكات وخسائر في الأرواح.. لكن لم يصدر لها التعليمات بالنزول للشارع إلا عصر 28 يناير 2011 ليلة جمعة الغضب.. ومع نزول القوات المسلحة للشارع كان تقدير الموقف الذي ارتأه السيسي يرتكز علي ان مجرد نزول الجيش للشارع يعني نهاية شرعية النظام الحاكم.. وهذا هو المبدأ الذي تتعامل به القوات المسلحة.. كما إن نزول الجيش للشارع كفيل بالضغط علي النظام بالتراجع عن عناده وتصحيح اخطائه واجراء عدد من الاصلاحات التي تهديء من الشارع الملتهب..!!
كما حاول ايجاد اسلوب للتعامل مع الجماهير وتوصيل رسائل له بان قواته المسلحة تنحاز لمطالبه المشروعة .
ولان عمر سليمان بتاريخه العريق كان محسوبا على نظام مبارك لان الجماهير لم تكن تعلم برأى سليمان ومعلرضته لمبارك ونجله فقد كان السيسي هو الحل حيث أدار المشهد السياسي .. وعقد عدة جلسات مع المثقفين والسياسيين والنخبة وكان يستمع إليهم جيدا ويتعرف علي آرائهم في أول ظهور له علي الساحة السياسية لأن المجلس العسكري كان يتولي ادارة شئون البلاد وكان من الضروري اللقاء بالقوي السياسية.. ومنذ توليه مسئولية وزارة الدفاع وهو يدرك أنه علي كتفه مسئولية هذا الوطن .
وبعد صعود جماعة الاخوان للحكم نتيجة تفكك القوى السياسية وحرصها على المصالح الشخصية كان هناك مخططا غادرا فى انتظار قادة الجيش الذين سلموا الامانة وكلمة السر كانت مقتل 16 جنديا فى رمضان بايادى الغدر وكانت هذه الواقعة السكين البارد الذى ذبح به المشير طنطاوي والفريق عنان فى مشهد درامى وكان الوضع حرجا.. ومتأزماً فقد كانت قيادات القوات المسلحة علي دراية بكل تفاصيل حادث رفح الذي وقع في رمضان واتخذها مرسي ذريعة لاقالة طنطاوي وعنان رغم أن لديهما تسجيلات صوتية ومكالمات وكافة تفاصيل الحادث وثبت منها تورط الإخوان وقادة حماس وجماعات تكفيرية في سيناء و بعد الحادث وجد السيسي نفسه يحلف اليمين وزيرا للدفاع خلفا لاستاذه وصاحب الفضل عليه وكانت هذه اللحظة فارقة وحرجة جدا على قلب الرجل لكنه نداء الوطن ولا يستطيع اعطاء ظهره له وهنا كان السيسى يدرك انه امام ملعب كبير يمتلىء بالثعالب والافاعى ولا بد من ترتيب المشهد والحفاظ على تماسك وقوة القوات المسلحة والتعامل بمنتهى الحكمة .
وبعد ذلك بدأت فترة جس النبض وهى اللحظات الاولى بين السيسى ومرسى و كان السيسي يتعامل مع مرسي بحرص شديد من أجل الخروج بالبلاد من أزمتها..و في كل كارثة كان السيسي ينفذ الممكن حرصا على الشعب المصرى مثل الدفع بأتوبيسات الجيش لحل ازمة اعتصام موظفي وسائقي النقل العام والقطارات وايضا طلب السيسي الحصول علي الموافقة بالضبطية القضائية العسكرية للشرطة العسكرية للتعامل مع ما يحدث في مدن القناة الثلاث وما يهدد الشارع والمنشات بالخطر .
ولكن فى الكواليس كان السيسي ندا لمرسي فى وقائع كثيرة مثلما حدث في إنشاء منطقة تجارية حرة علي الحدود مع غزة.. وايضا فيما يتعلق بمشروع محور قناة السويس.. وتمليك الأراضي في سيناء.
كان مرسي محاطاً دائما بالأجهزة الاخوانية التي ترصد كل صغيرة وكبيرة ورغم ذلك كان مرسي يريد السيطرة عليها لصالح الجماعة.. لكن قوة الاجهزة وعملها لصالح مصر فقط كان عائقا أمام مخطط مرسي.. هنا ظهر السيسي الرافض لأي تجاوز إخواني تجاه هذه الاجهزة.. كان متابعا جيدا.. وعندما استشعر أن هناك محاولات جادة وخطرة من الاخوان للدخول والهيمنة علي الاجهزة السيادية اضطر الي توجيه عدة رسائل تحذيرية لمرسي فقام بتوجيه أوامره لعدم السيطرة علي الأمن الوطني والمخابرات العامة او التدخل فى عملهم .. وبطبيعة الحال بالمخابرات الحربية.. كان دائما يذكرهم بالقانون.. وضرورة عدم اختراق القانون.
كانت عين السيسي علي نبض الشارع علي الدوام وكادت عينيه تدمع حينما رأي نفسه هو ورئيس الاركان يجلسان في استاد القاهرة في احتفالات اكتوبر بجوار قتلة السادات بطل الحرب والسلام منذ اكتوبر 2012 ومن قبله اغسطس حتي نوفمبر 2012 وكانت الدموع قريبة جدا من الخروج من أعين السيسي.. فقد خرج طنطاوي وعنان «غدراً» وفي اغسطس وفي اكتوبر كانت الرئاسة هي صاحبة الدعوة للاحتفالات بنصر اكتوبر.. وتم سحب التنظيم للحفل المهيب من يد القوات المسلحة.. كل ذلك كان كفيلا باثارة غضبة خير اجناد الارض الذين ضحوا بدمائهم من اجل مصر وترابها فمن الطبيعى الا يجلسوا مكتوفى الايدى ووطنهم يسرق منهم .
وفى اعقاب ذلك وبسبب عقلية الرجل الهادئة التى لا تتخذ قرارات انفعالية اتهم البعض السيسي بأنه محسوب علي الاخوان أما ما يتعلق بعدم دعوة قادة اكتوبر للاحتفالات ودعوة قتلة السادات.. فقد تم تمريرها.. لكن تم تسريب أن أحد القادة العسكريين توعد بأن يتم ربط مرسي في الكرسي الذي يجلس عليه في حالة عدم مراعاته للقواعد العسكرية أو احترامه للقوات المسلحة.
مرت السحابة السوداء ولكن من جديد تعود الجماعة وتحاول توريط القوات المسلحة في اخطر عملية تشويه بعد تورط الرئاسة في تسريب تقرير تقصي الحقائق حول احداث الثورة الي جريدة الجارديان البريطانية والتي يمتلكها أمراء قطر.. وقتها انعقد المجلس الأعلي للقوات المسلحة في حضور مرسي فقط وتم طرد مساعديه أسعد الشيخة وأحمد عبدالعاطي ومنعهم من حضور الاجتماع.. هنا برز دور الفريق صدقي صبحي رئيس الاركان والفريق عبدالمنعم التراس قائد قوات الدفاع الجوي.. بعد أن وجها لمرسي اتهامات عنيفة وحذروه من سيطرة الاخوان علي قراراته.. وأوضحوا له أن هناك تصريحات غريبة بدأت تظهر علي السطح منها التفريط في حلايب وشلاتين.. وقتها «علا» صوت «صبحي والتراس» وأظهر غضبا غير مسبوق ومن يومها وعقد مرسي العزم علي الاطاحة بهما.. وبقائدهم السيسي واعترف قائد عسكري كبير أن هناك يوم اسود في تاريخ مصر حينما تم رصد احدي سيارات رئاسة الجمهورية وتحمل لوحات معدنية تخص الرئاسة.. في سيناء أثناء خطف جنودنا السبعة.. وكان التنسيق عاليا جدا بين الاجهزة الامنية الثلاثة.. وصدرت التعليمات الفورية بضرورة تفتيشها وسؤال من بها عن الهوية وتم ذلك عن طريق رجال المخابرات العامة.. وضباط الامن الوطني وكان السياسي يتابع الموقف لحظة بلحظة.. ويعطي التعليمات بسرعة مذهلة.. وكانت المفاجأة المروعة أنه تم ايقاف السيارة الرئاسية وجري تفتيش من بداخلها ليجدوا أن « مجدي سالم» نائب رئيس الحزب الاسلامي بداخلها وأحد قادة السلفية الجهادية وأحد المتورطين في قضية الفنية العسكرية والمحكوم عليه بالمؤبد والمتورط أيضا في اغتيال كبار قادة الدولة ولم يوقع علي المراجعات الفقهية التي أصدرها سيد إمام الشهير بـ «أبو فضل».
غرف عمليات مهمة كانت تتابع وعلي الفور كان كبار قادة الأجهزة الأمنية علي معرفة بالواقعة علي الهواء مباشرة.. وبالطبع كان السيسي يتابع الموقف ثانية بثانية وطلب منهم سؤاله عن سبب تواجده في منطقة مهجورة بالقرب من الشيخ زويد، وكان رد الشيخ مجدي سالم مفاجأة: أنه أتي ليتفاوض مع عدد من الجهاديين المتواجدين في احد مساجد قرية المهدية التابعة للشيخ زويد.. ووضح من ذلك أن مجدي سالم يعرف الخاطفين وأرسل من قبل الرئاسة للتفاوض معهم للافراج عن الجنود.. كانت الصدمة كبري علي الجميع.. وأصدرت القيادة تعليماتها بضرورة السماح له بالمرور والوصول الي المسجد الذي سيجتمع مع الخاطفين.. مع نسف الاجتماع وضربه بالصواريخ.. وكان هذا تهديدا صريحا.. جعل مؤسسة الرئاسة في موقف تحسد عليه.. وحينما تم ابلاغ «مرسي» بالأمر.. اصدر أوامره علي الفور بضرورة الافراج عن الجنود والقائهم في صحراء مجاورة لقرية المهدية.
المشير السيسى وجد شبابه فى نجله مثل اى انسان بسيط فاوصى نجله الضابط بالمخابرات بالتعلم من تاريخ الثعلب وطلب منه تعلم المبادءة من التراس والقوة والحسم من صدقى صبحى ويردد دوما انه لا ينسى فضل "طنطاوى "عليه .