نفى انتمائه للإخوان وثورة يناير أفضل ماحدث في حياته وقرر تحويل سيارته لتاكسي بعد اعتزال الفن..محطات في حياة توفيق عبدالحميد
على مدار أكثر من ربع قرن، وضع الفنان توفيق عبد الحميد بصمة لا تنسى، وأعمال خلدت اسمه بين كبار الفنانين، فقدم "حضرة المتهم أبي"، وقدم "حديث الصباح والمساء"، وغيرها من الشخصيات التي يتذكرها جمهوره.
هو الفنان توفيق عبد الحميد، الذي ولد عام 1957 في بيئة تمتد أصولها لإحدى قرى محافظة القليوبية، وكعادة هذه القرى كان هناك تعدد في عدد أفرادها، وبالتالي فكان الفنان توفيق عبد الحميد الابن الأكبر وشقيقه هو المخرج أحمد عبد الحميد، مخرج مسلسل "قانون المراغي"، ثم تأتي ثلاث شقيقات بعدهما.
التحق توفيق بكلية الحقوق حرصا على إرضاء والده، والتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، حيث ذاع صيته وهو مازال طالبا به ليقوم بعد ذلك بتمثيل دور مهم في مسرحية "رجل القلعة"، التي اعتبرت أفضل عمل سياسي عرض على المسرح القومي.
كان لطبيعة عمل والده انعكاس كبير على تنشئة أبنائه، فقد امتاز بالشدة والصلابة والصرامة، ففي هذا قال الفنان توفيق عبد الحميد أثناء استضافته بأحد البرامج : "لم أر والدي يوما إنسانا ضعيفا ذا مشاعر وأحاسيس بل كان رجلا صلبا لا يلين، ولكن أول مرة شاهدت دموعه يوم وفاة شقيقتي الصغري إيمان فقد هزمه الحزن، وخارت قواه، ولم يتمالك نفسه، وظل يبكي وتحول إلى إنسان يفيض رقة وضعفا في نفس الوقت، وبالتالي لم يستطع أن يعيش بعد رحيلها، حيث أصيب بانفجار في المخ ليرحل بعد فراقها بـ50 يوما فقط".
وتابع عبد الحميد: "بدأت أدرك أن هناك منطقة رمادية لابد أن تحترم وأن نعترف بمساحات الضعف عند الآخرين، وبالتالي أصبحت أشفق على الآخرين، وأقلل من نقدي لهم، حيث إنني ناقد جارح".
ويعتبر توفيق عبدالحميد واحد من أهم وأشهر الفنانين الذين كان لهم مواقف واضحة وثابتة، فقد قدم استقالته من منصبه كرئيس قطاع شئون الإنتاج الثقافي لوزارة الثقافة للوزير فاروق حسني قبل قيام ثورة يناير؛ لاعتراضه على بعض الأحداث.
وتحدث الفنان توفيق عبد الحميد عن اعتزاله الحياة الفنية، قائلا إن هناك فترة كانت الأدوار التي تعرض عليه لشخصية الرجل الرومنسي المحترم، وأنه كان سيصبح نمطي "الجمهور هيزهق مني.. زي الرسام اللي بالت الألوان بتاعته مفيهوش غير لون واحد"، وذلك حتى عرض عليه دور في مسلسل "كناريا وشركاءه" وكان الدور لشخص شرير وفاروق الفيشاوي شخص طيب عكس المتوقع تماما، ونجح الدور.
وتابع في تصريحات لها أنه لم يجد الدور الذي يجدد شغفه تجاه التمثيل ويجعله يفكر بعمق كيف يجسد الشخصية، مؤكدًا أنه يرفض التمثيل من أجل التواجد ولكنه يريد الاستمتاع بالأدوار التي يقوم بها، وأصبح يتلقى عروضا وأدوارا سطحية، "فزهقت وتوقفت".
وقال الفنان الكبير، إن هناك لحظات فارقة في حياة الممثل، وأنه اعتزل التمثيل 10 سنوات، ومنذ حينها انقطع تماما عن السوشيال ميديا، وليس له أي تفاعل على فيس بوك أو تويتر، مشيرًا إلى أنه يعتقد أنه الابن الشرعي للطبقة المتوسطة التي لا تزال تحافظ على المبادئ والقيم والأصول، وهذا ما جعله يؤثر في الجمهور، ومع ذلك فقد صُدم بهذا القدر والكم من المودة والحب والتقدير خلال تكريمه في المهرجان القومي للمسرح المصري، قائلا: "كأني طفل تايهة ولقى أمه".
أشار عبد الحميد إلى أنه حصل على دوره في مسلسل "الوليمة" كبديل للفنان أحمد زكي الذي أعتذر بسبب دور في مسلسل "الرجل الذي فقد ذاكرته مرتين"، وقد كانت له مشاهد غريبة في المسلسل بسبب شعره، فقد بدأ تمثيل الشخصية بعد حصوله على ليساس الحقوق مباشرة، وقبل البدء بالخدمة العسكرية، وبسبب بعض الظروف توقف المسلسل أكثر من مرة، حتى بدأ الخدمة العسكرية بالفعل، و"قص شعره"، فأصبح هناك مشاهد مركبة يظهر في جزء بشعر طويل، وجزء آخر حليق الرأس".
وقال عبد الحميد أنه لم يكن مرشح لأداء دور "عزيز المصري" في مسلسل الصباح والمساء، بل كان الفنان كمال أبو ريه الذي كان يعمل في مسلسل "قاسم أمين"، وهو الذي دفعه ليعمل في المسلسل بسبب وعده للمخرجة إنعام محمد على ألا يشارك في أي عمل آخر.
وأوضح الفنان الكبير أنه مر بوقت عصيب وصعب، حيث لم تكن تعرض عليه أي أدوار مما جعله يفكر في تحويل سيارته إلى تاكسي حتى يوفر احتياجاته المادية.
كان له جانبا سياسيا في أعماله، فكثيرا ما علق على الأحداث السياسية عبر فنه، وقد عبر عن فخره بثورة 25 يناير، فقال في تصريحات : "أعظم شئ حصلي في حياتي ثورة 25 يناير، أول مرة الشعب يبقى ليه كلمة وصوته يتسمع ويقدر يصنع مستقبل، فهذه الثورة أعادت الروح للشعب المصري".
وقال توفيق إنه لا ينتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين، معبرًا عن استيائه الشديد من الأخبار التي تداولتها المواقع الإلكترونية، قائلًا «أنا مش إخوان، واللى يعرف يثبت عليا حاجة يثبتها»، لافتًا إلى أن ألطف لفظ يمكن أن يقوله عن مروجي هذه الشائعات «ناس بتهرج».