روسيا والصين وفرنسا أكثر الدول المستفيدة من الدعم المصرى لاحباط عمليات ارهابية
سرى للغاية ..ننشر أخطر التقارير عالية التصنيف عن تصفية البؤر الإرهابية
“الاستقطاب الاكتئابي” .. داعش بدأ فى تجنيد أشخاص يعانون من الاضطراب النفسي وأصحاب السوابق الجنائية لتنفيذ عمليات انتحارية
معلومات عن نشاط داعش باتجاه العمالة الهندية المقيمة فى دول الخليج لتجنيدهم مستغلاً شبكة علاقاتهم الشخصية
"الدواعش" يمتلكون شبكة عملاء فى الإستخبارات التركية تنتشر فى أنقرة وفى الداخل السورى ودول الجوار
كان التخلص من قائد تنظيم داعش أبو بكر البغدادى نقطة فارقة فى خريطة الارهاب وأمراء الدم خلال الفترة القادمة ويجب ادراك ذلك واخذه بعين الاعتبار فقد يتحول التنظيم الى شظايا متناثرة اكثر خطورة من ذى قبل لذا وجب الحيطة واليقظة المعلوماتية والاستخباراتية والتعاون المشترك فى هذا المجال بكثافة خلال الفترة المقبلة .
فالواقع الذى نعيشه يؤكد أنه لا صوت يعلو فوق صوت محاربة الارهاب ليس فى مصر فقط ولكن فى كل أرجاء العالم ولعل أهم هذه البؤر التى اخترقها الارهاب وحول عواصمها الى مدن أشباح هى القارة العجوز اوروبا التى أعطت ظهرها فى وقت من الأوقات لمكافحة الارهاب وأعطت أذانا صاغية لجنرالات المخابرات المركزية الأمريكية الذين اقنعوها بأن نيران الارهاب لن تحرق الا منطقة الشرق الأوسط وأن جنرالات الدم والنار من جماعات الإرهاب الحديثة تم تصديرهم بالكامل الى هذه المنطقة لتأمن أوروبا وأمريكا الى الأبد لكن حسابات الغرف المظلمة باءت بالفشل وانقلب السحر على الساحر .
لكن مصر بدورها ومكانتها وأجهزتها المعلوماتية لم تغفل عن هذا الملف كما أنها لم تعط ظهرها فى اى وقت لحلفائها من أجل التصدى للبؤر الارهابية التى تهدد العالم أجمع .
الملف الذى بين أيدينا سنزيح من خلاله الستارعن وثائق أمنية ومعلوماتية من العيار الثقيل تضمنت نصائح مهمة قدمتها مصر لدول أوروبية كبرى من خلال خبرتها فى مكافحة الإرهاب عن أهم الثغرات التى تخترق منها الجماعات الارهابية عواصم أوروبا الكبرى كما يتضمن معلومات عن نشاط هذه البؤر والرؤوس المدبرة لها ونشاط خلايا تنظيم داعش والجماعات المتطرفة في اوروبا، واستراتيجية مواجهتها من قبل أجهزة الأمن والاستخبارات الأوروبية .
أحد التقارير المهمة تحدث عن ثغرات أمنية وإخفاقات أجهزة الاستخبارات الأوروبية فى مواجهة الجماعات الارهابية وكشف التقرير قدرات وإمكانيات أجهزة الاستخبارات الأوروبية خاصة الاستخبارات البلجيكية التي وصفت بأنها الحلقة الأضعف في دول أوروبا وربما يعود ذلك الى التركيبة السكانية والتعقيد السياسي في بلد مثل بلجيكا، والاخفاقات عند الاستخبارات الفرنسية، بفشلها بالكشف عن عمليات محتملة وبطريقة تعاملها مع المعلومات، بالإضافة الى النقص في الموارد البشرية والتمويل، ماعدا ذلك اعتمدت فرنسا مواجهة الارهاب بالطرق الصلبة عسكريا بتمديد حالة الطوارئ ونشر القوات أكثر من اعتمادها المعلومات والبيانات.
كما وصف التقرير كل من الاستخبارات الألمانية والبريطانية بانهما أفضل حالا مقارنة مع استخبارات دول اوروبا الاخرى، كونهما حافظتا على فرض الامن، ماعدا عمليات محدودة منفردة ، لم تؤثر كثيرا على رصيدهما.
أيضا عنصر المفاجأة كان له بالغ الأثر وتسبب فى صدمة كبيرة داخل أوروبا التى اكتشفت وجود ثغرات أمنية تتعلق داخليا، في العلاقة والتنسيق بين أجهزة الاستخبارات والشرطة ضمن الدولة الواحدة، وكذلك بالتعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات داخل دول الاتحاد الاوروبي، بسبب عدم وجود ثقة بين الاطراف، لذا فشلت هذه الدول بأنشاء جهاز استخباراتي موحد، ويبدو أن أجهزة اوروبا تعاني الكثير من الخلل والشيخوخة مثل القارة العجوز وربما تحتاج بضعة سنوات للنهوض بقدراتها واعادة سياساتها وهذا يعنى ان اوروبا التى نجحت فى التوحد اقتصاديا لازالت تعانى تفككا استخباراتيا.
ومن بين الملفات المهمة فى التقارير الأمنية المتبادلة فى مكافحة الإرهاب ملف الخلايا النائمة لتنظيم داعش وكيفية ادارتها وعلاقاته التنظيمية العنكبوتية ، وكشفت التقارير ولأول مرة علاقات هذه الخلايا المنفردة بمكتب الاستخبارات والأمن في التنظيم والتي تدار بشكل مباشر من قبل مكتب عمليات خارجية، سميت باللجنة الرباعية تدار من على الأراضي التركية وهذا يكشف الدور الخفى لأنقرة فى ادارة غرف عمليات الجماعات الإرهابية التى اكتوت هى الأخرى بها .
وحذرت التقارير من ملف هو الأخطر فى عمليات تجنيد الجماعات الإرهابية للشباب سواء فى قلب أوروبا أو فى مصر ودول الجوار معنا وهذا الملف هو استغلال التنظيم نمط جديد اطلق عليه “الاستقطاب الاكتئابي”، أي بدء التنظيم بتجنيد أشخاص يعانون من الاضطراب النفسي وأصحاب السوابق الجنائية لتنفيذ عمليات انتحارية، والابتعاد عن الجماعات الإسلامية المتطرفة كون تلك الجماعات ربما تكون بعيدة عن رادار أجهزة الاستخبارات والشرطة وبعدها يتم استغلال داعش لهؤلاء الاشخاص حيث يحولهم من السجل الجنائي الى سجل الارهاب المنظم، بسبب ما تملكه هذه الجماعات من خبرات بالإفلات من المراقبة والرصد كما يتسبب ذلك فى حالة ارباك للأجهزة الأمنية .
وهنا لابد من التأكيد على نقطة مهمة تتعلق باستراتيجية تنظيم داعش، بالتحول الى تنفيذ عمليات في اوروبا، أمام خسارته في معاقله في سوريا والعراق وليبيا، و الاختلاف والخلط ما بين خلايا منفردة مرتبطة بالتنظيم وما بين الذئاب المنفردة بما يعنى أن ما يحصل في اوروبا هو خلايا مرتبطة بالتنظيم، لكنها على غرار الذئاب المنفردة وهذا ما حصل في فرنسا وبلجيكا والمانيا وبريطانيا.
اما الدائرة التى لا تقل اهمية فهى تسرب عناصر داعش ضمن موجات اللاجئين في اوروبا حيث ان موجات اللاجئين والهجرة غير الشرعية التي ضربت اوروبا خلال عام 2015 و 2016، ادت الى تسلل أعداد من خلايا داعش مع موجات اللاجئين والتي قدرت ب 1400 عنصر من تنظيم داعش.
لكن هنا تكمن اهمية التفريق ما بين اللاجئين الذين هربوا من مناطق النزاع والمندسين من تنظيم داعش وضرورة عدم التعميم وعدم وضع اللاجئين في دائرة الشبهات.
وحذرت التقارير من أن التأخر في الإجراءات، يعطي الوقت لعناصر داعش لتنفيذ عمليات انتحارية، وفي نفس الوقت من السهل ان يتحول اعداد من الشباب الى التطرف بسبب احباط، وتحرك جماعات اسلامية متطرفة ضدهم.
لكن امام ذلك رصدت التقارير اخفاقات مهمة لداعش نتيجة الضربات التى تلقاها في معاقله في العراق وسوريا وربما في ليبيا، ونجاح قوات التحالف خلال الاشهر الاخيرة باصطياد رؤوس تنظيم داعش خاصة من قيادات الخط الثاني وقادة ميدانيين في التنظيم .
وكشفت التقارير ان داعش كتنظيم لا يوجد له بنى تحتية ثابتة في معاقله، ماعدا البنى الادارية في ادارة المدن و”الولايات” أما قيادات التنظيم الاستراتيجية فهي في الغالب غير موجودة في معاقله وتتحرك وتتنقل كثيرا، فالقضاء على التنظيم في معاقله لا يعني القضاء على التنظيم، وهو ما يعنى ان ما نحتاجه هو حل سياسي في سوريا على وجه التحديد، ووضع استراتيجية واضحة وليس ردود افعال لمحاربة التنظيم والتطرف.
ووصفت التقارير التنظيم باعتباره منظومة عسكرية استخباراتية على غرار مخابرات الأنظمة الشمولية، تتحرك وتنفذ عملياتها، استخباراتيا، اكثر ما تكون جماعة متطرفة، وهذه الميول سوف تظهر اكثر مع تصاعد الضغوطات على معاقله
وقد اعتمد تنظيم داعش دائماً على موضوع تسريب الوثائق لإشغال استخبارات الخصم بهدف تنفيذ عملياتها فى مناطق أخرى، وإنهاك حالة الخصم ايضاَ بإطالة حالة الإنذار والتأهب
لكن وفى كل الأحوال يجب التعامل مع الوثيقة المسربة ومصدرها بأنها وثيقة حقيقية وعدم إهمالها.
ومن بين الحركات التكتيكية التى تعرضت لها تقارير المعلومات انه عندما ترتفع حالات الإعدام والاعتقالات داخل التنظيمات المتطرفة ، فإن قيادة التنظيم تهدف من وراء ذلك الى إجراء خطوة استباقية واحترازية لتجنب الخيانة .
وكشفت اوراق تنسيق ونشرات أمنية متبادلة ان جهاز الاستخبارات الفرنسية يعانى من ثغرات فى مواجهة الإرهاب ، وربما يعود ذلك الى القرارات السياسية غير المدروسة التى تعود للعام 2008 ، حيث تعاملت هذة الأجهزة مع الخطر الإرهابى من ضمن استراتيجية غير مخابراتية وإنما عسكرية وميزانية محددة، بالإضافة التى التركيبة السياسية المعقدة، لذلك هناك مطالبات بضرورة إيجاد مجمع استخباراتى واحد تقع مسئوليته تحت اشراف الداخليةفى كل دولة .
يعتبر مركز مكافحة الارهاب GTAZ فى برلين، غرفة عمليات لما يقارب أربعين وكالة أمن مختلفة من الدولة الاتحادية ومن مجالس الولايات والاستخبارات الخارجية، ودائرة مكافحة التجسس العسكرى.
وتعمل ألمانيا على إيجاد غرفة عمليات لتبادل المعلومات من خلال اجتماع دورى ينعقد فى مركز مكافحة الإرهاب فى برلين لتقديم النقاشات والمعلومات مباشرة كمحاولة لتجنب الكثير من البيروقراطية.
اما أكثر ما استفادت به ألمانيا من العمليات مؤخراً هو التعرف على ثغرات الشنغن والعمل على سدها.
وفى بلجيكا تتحمل الحكومة القصور فى سياسة دمج الاجانب، والعمل على متابعة المعلومات من داخل بلجيكا التى أكدت على أن أحياء فيرفير ومولينبليك تحولتا الى حواضن للايديولوجيا المتطرفة.
وقد كشفت التقارير الاستخباراتية أن الولايات المتحدة تعتبر واحدة من الدول التى تستضيف محركات إنترنت عملاقة للجماعات الإرهابية، وقد يعود ذلك الى مفهوم أمنى هو أن تدع هذه الجماعات تنشط أمام أعينها.
وعلى خلفية ذلك نجد أن وكالة المخابرات الأمريكية طلبت تعاون مع المخابرات الخارجية الألمانية للتعاون معها فى تجنيد نزلاء فى السجون الألمانية لزرعهم داخل تنظيم القاعدة لكن المحكمة الدستورية رفضت.
اما الثغرة الأمنية فى ألمانيا فترتكزعند دوائر اللجوء والهجرة وهى دائرة اختيارية و التى تبدأ من نقطة استقبال اللاجئين، حيث لا يتم إجراء تحقيقات جنائية مع متقدمى اللجوء إلا بعد فترة سنة كحد أدنى.
وقد ناور تنظيم داعش باستراتيجيته بترك الجماعات المتطرفة الناشطة فى أوروبا كونها تحت المراقبة والشبهات واتجه نحو الأفراد الذين لا يوجد لديهم ارتباطات جهادية، ولم يكونوا تحت مراقبة الاستخبارات خصوصا الشباب الذين يعانون من الاكتئاب والأمراض النفسية وأصحاب السوابق.
وسعت أوروبا الى مواجهة التهديد القادم من البحر، خصوصا اسبانيا وايطاليا، لكن أى تنسيق أمنى معلوماتى لا يمكن أن يكتب له النجاح دون وجود حكومات أو أنظمة سياسية مستقرة، وهذا غائب فى معظم قضايا المنطقة.
كما ان الترابط الحدودى الموجود بين المغرب الاسلامى وغرب افريقيا سهل انتقال العديد من افراد التنظيمات المتطرفة الى افريقيا والانخراط فى بوكو حرام.
وكان من المفترض أن يكون الدور الاستخباراتى الفرنسى فى نيجيريا أكثر قوة من بريطانيا والولايات المتحدة كونها تمتلك قاعدة عسكرية فى تشاد.
ويعتبر بحر إيجة النقطة الفاصلة مابين تركيا واليونان ثغرة فى حدود الاتحاد الأوروبى، وما يتم العمل عليه حالياً هو تعزيز تواجد القطع الحربية للاتحاد من خلال تسيير السفن والمراقبة المستمرة.
كما ان الخطر سيظل قائم عبر تركيا بسبب قيام الحكومة التركية بتسييس قضية اللاجئين.
وقد اتفقت دول الاتحاد الأوروبى وبمصادقة مجلس الأمن على تسيير سفن حربية على السواحل الليبيبة على غرار مايجرى الأن فى بحر ايجة ويدعم من دول الناتو ووكالة فرونتيكس لحماية الحدود.
وتلمس الحكومة الألمانية جيداً مخاطر اليمين المتطرف والذى لا يقل خطورة عن التنظيمات الإسلامية المتطرفة، وهذا مايصعد حجم التحدى للأجهزة الاستخباراتية الالمانية.
وفى دوائر الظل يحاول تنظيم داعش القفز على الخلافات الاثنية والدينية فى الهند مستغلاً أعمال العنف التى شهدتها ولاية جوجارات غرب الهند وفى كشمير وتدمير الهندوس للمساجد .
من المحتمل أن يتحرك التنظيم باتجاه العمالة الهندية المقيمة فى دول الخليج، لغرض التجنيد لصالحه، مستغلاً شبكة علاقاتهم الشخصية.
وتعتبر الاستخبارات التركية على رادار داعش بقوة وتصنف على انها واحدة من استخبارات المراقبة أكثر من كونها استخبارات مداهمة.
ويملك تنظيم داعش فى الاستخبارات التركية شبكة عملاء تنتشر فى تركيا وفى الداخل السورى ودول الجوار.
وترتبط تركيا بعلاقات مباشرة مع قيادات داعش ممثلة فى جماعة مجلس الشورى، المجلس العسكرى، المجلس الشرعى.
اما الدائرة الخفية ايضا فهى جماعة الايغور وهى شعوب من أصول تركية ويشكلون واحدة من 65 عرقية فى الصين، ويتركزون فى تركستان الشرقية ذاتية الحكم والتى تعادل 1/6 من مساحة الصين، ويتواجدون ايضا فى بعض مناطق جنوب ووسط الصين ويعتنقون الاسلام، حيث ينشط داخل الحزب التركستانى فى الصين اعداد من المسلمين.
وتدعم تركيا الحركة الايغورية لدوافع قومية ، حيث وجهت الصين لتركيا العديد من الاتهامات بهذا الشأن بشأن تسهيل سفرهم الى سوريا والانضمام لداعش. كما شهدت العديد من المدن التركية تظاهرات للتضامن مع الايغور، فى حين تعهدت تركيا بترك أبوابها مفتوحة أمام الايغور الفارين من الصين.