الموجز
الجمعة 22 نوفمبر 2024 11:26 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

قبلت يد الملك فاروق ومنحها وسام الكمال وخاله أجبرها علي فسخ خطبتها.. حكايات كوكب الشرق مع القصر الملكي

كوكب الشرق" أيقونة الغناء لجميع الأجيال فبالرغم من أنها رحلت عن عالمنا منذ أكثر من خمسة وأربعين عامًا إلي أن أغانيها مازلت تسكن الوجدان، وصوتها الأصيل لم ينقطع عن الحياة ليوم واحد، وخلال مسيرتها الفنية بذلت مجهود كبير حتي تقدم أفضل ما لديها، فهي تعتبر من أفضل فنانات الزمن الجميل التي لمع اسمها بالوسط الفني في أوساط القرن العشرين، ولم يكن النجاح الفني هو الوحيد، بل استطاعت الوصول بصوتها لأكبر قيادات الدولة، وجمعتها علاقة قوية بالملك فؤاد وشهدت هذه العلاقة تغيرات كبيرة وهذا ما ستتحدث عنه "الموجز" خلال السطور المقبلة.

بدأت علاقة كوكب الشرق أم كلثوم بالملك فؤاد عام ١٩٣٢ عندما افتتح مؤتمر الموسيقى العربية الأول، وكانت أم كلثوم مشاركة في الحفل، فغنت "أفديه إن حفظ الهوى"، ونالت هذه القصيدة إعجاب الملك، خاصة بعدما سمع اسمه ضمن أبياتها، حين رددت "أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا، ملك الفؤاد فما عسى أن أصنعا"، لذلك كانت تلك القصيدة بداية تعارف ومحبة بين أم كلثوم والعائلة المالكة.

وعلي مدار عدة سنوات ظلت أم كلثوم تشارك في الحفلات الخاصة التي تقيم في القصر الملكي، وفي عام ١٩٣٧ كان الإحتفال بعيد ميلاد الملك فاروق في قصر عابدين، حيث قدمت كوكب الشرق وصلة غنائية وصلت إلي ١٤ مقطوعة، وجميعها حملت اسم الملك فاروق، حتى أطلقوا عليها "الفاروقيات"، لتكون أم كلثوم المطربة المفضلة للأسرة المالكة التي اعتبرتها مطربة البلاط الأولى.

وخلال عام ١٩٤٤ قامت أم كلثوم بإحياء حفل عيد الفطر في النادي الأهلي، وأثناء غنائها "يا ليلة العيد" دخل الملك فاروق، وجلس إلى طاولة أحمد حسنين باشا، وكان حينها رئيسًا للنادي وللديوان الملكي، وهنا ظهرت سرعة بديهة أم كلثوم وقدرتها المدهشة على الارتجال، فأنشدت "يا نيلنا ميتك سكر وزرعك في الغيطان نور، يعيش فاروق ويتهنى ونحيي له ليالي العيد".

وبعد الإنتهاء من فقرتها الغنائية ذهبت أم كلثوم علي الفور إلى الملك وقبلت يده، وجلست على طاولته، فأنعم عليها بـ "وسام الكمال"، لتكون صاحبة العصمة، وهو كان لقب مقتصرًا على أميرات وملكات الأسرة الحاكمة وظلت علاقتها بالملك وأسرته قوية لم تفسدها غير ثورة يوليو.

وبعد مرور عدة سنوات واجهت كوكب الشرق معركة شرسة مع القصر الملكي، عندما نشر مصطفى أمين عنوانه الصحفي المثير الذي قال فيه "زواج العصر"، وفي تفاصيل العدد قال أمين أن زواج أم كلثوم من أهم أخبار العام، لأنها ذخيرة وطنية وإذ كانوا يتحدثون عن عصر شوقي في الشعر، فسوف يتحدث التاريخ عن عصر أم كلثوم في الموسيقى والغناء.

كما أكد خلال موضوعه أن أم كلثوم تقدم لها عدد كبير من رجال الدولة للزواج منها لكنها لم تفتح قلبها ولا مرة، كما قال أن وزير سابق عرض عليها اسمه وثروته وحياته، ولكنها رفضت أيضًا وقررت ألا تتزوج منصبًا أو مالاً أو جاهاً بل رجلاً، ولم يكن هذا الرجل إلا الموسيقار محمود الشريف.

وهذه الكلمات كانت مقدمة المعركة السياسية الأشهر في حياة أم كلثوم خلال العهد الملكي والتي خاضتها ليس دفاعًا عن هذا الزواج فقط، بل دفاعًا عن رفضها لفكرة زواجها عرفيًا من أحد أفراد الأسرة المالكة، وذلك لإن إقدام أم كلثوم على الزواج من الموسيقار الشعبي محمود الشريف لم يكن إلا رداً قوياً على رفضها الاقتران عرفياً بخال الملك فاروق.

وترجع القصة إلى لقاء شريف باشا صبري مع أم كلثوم وبداية قصة حب بينهما، طلب فيها الباشا الزواج عرفيًا من كوكب الشرق خوفًا من أولاده وزوجته والتقاليد، فرفضت هي ذلك وأرادت أن يكون زواجها شرعيًا. فقام الباشا بنقل الرفض إلى القصر الملكي واعتبره جريمة في حقه، فكيف من وجهة نظره لأم كلثوم أن تتجرأ وترفض طلبًا مثل ذلك لخال الملك فاروق الذي لم يكن يقف أمامه أي عقبات عندما يريد الاستيلاء على امرأة أو فتاة، ولم يكن لهذا الامر تأثير فقط على حياة أم كلثوم العاطفية ولكن أيضًا على حياتها الشخصية بعدما تخلى عنها كل الأصدقاء.

وأنتهت الأزمة وقتها مع القصر الملكي عندما تم فسخ خطوبة أم كلثوم من الموسيقار محمود الشريف، لتنتهي قصة حبهما مبكراً، لكن الأخير قال في مذكراته بأنه تزوجها سراً لمدة ثلاث أشهر خلال تلك الفترة وأن هذه الفترة انتهت بالطلاق.