الجائزة الكبري.. معلومات خطيرة عن إصرار إسرائيل علي التطبيع مع السعودية
قالت تقارير صحفية إسرائيلية أن الهدف من التطبيع مع دول الخليج هو الحصول علي الجائزة الكبري وهي التطبيع مع المملكة العربية السعودية.
وكشفت التقارير أن إسرائيل تضغط علي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكي يتم اتفاق التطبيع مع السعودية قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية.
وذكرت أن ترامب وعد بإتمام الاتفاق خلال الأيام المقبلة فيما لم تصدر أي ردود رسمية سعودية.
من جانبه قال مستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين، إن إدارة الرئيس ترامب واثقة من أن العديد من الدول الأخرى ستتوصل لاتفاق مع إسرائيل بعد إعلان تطبيع العلاقات مع الإمارات.
وأشاد أوبراين خلال مقابلة على شبكة "إن بي سي" الأمريكية، بـما وصفه "شجاعة" كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى لدولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد.
وشدد على أن إدارة ترامب تجري محادثات مع العديد من دول الشرق الأوسط الأخرى لتنفيذ اتفاق سلام مماثل مع إسرائيل.
ونوه أوبراين إلى وجود "توجه في المنطقة من أجل تطبيع العلاقات مع إسرائيل"، مشيرا إلى أن ترامب وكبير المستشارين جاريد كوشنر ووزير الخارجية مايك بومبيو أنهوا محادثات مع قادة آخرين في المنطقة حول الانضمام للاتفاق
وأضاف: "نأمل أن نتمكن من البناء على هذا الزخم"، موضحا أنه "لا يستطيع تحديد جدول زمني".
وقال إن هذه هي أصعب مفاوضات في العالم للتوسط من أجل السلام بين إسرائيل والعالم العربى والإسلامي، بيد أننا واثقون من أن هناك دولتين أخريين ستعملان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل قريبا.
وألمح أوبراين إلى أنه "من الممكن" أن تكون السعودية "هي التالية في تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
وفي تصريح لشبكة "فوكس نيوز"، قال: "نحن متفائلون.. علينا أن نرى ما سيحدث.. نتحدث مع عدد من الدول بالإضافة إلى السعودية".
وتأتي تصريحات أوبراين بعد يوم واحد من تصريحات مشابهة لجاريد كوشنر، مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حيث أكد أن "تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية قادم، وأنه "أمر حتمي.
من جانبه أكد الكاتب والمحلل السياسي طارق الحميد، المقرب من النظام السعودي أن اتفاقية السلام الإماراتية- الإسرائيلية، هي ثاني أهم تحرك سياسي في الشرق الأوسط بعد مبادرة السلام السعودية، والتي أصبحت عربية؛ لافتًا إلى أن هذه الاتفاقية، تعيد الزخم لعملية السلام المنسية، وتضع حدًّا للعب الصغار، دولًا أو جماعات؛ لأن العلاقات معلنة بين دول ودون وساطات ومزايدات ولعب أدوار كاذبة؛ فدول الاعتدال قررت أن تقوم بدورها في قيادة المنطقة. ثم يرصد الكاتب موقف معسكر الاعتدال من القضية الفلسطينية.
وفي مقاله "العلاقات الإماراتية الإسرائيلية" بصحيفة "عكاظ"، يقول الحميد: "العنوان أعلاه واضح، مباشر، وبلا مواربة، مثله مثل خطوة السلام المهمة، والتاريخية، التي رعتها إدارة الرئيس الأمريكي ترامب لتدشين العلاقات الإسرائيلية الإماراتية. هذه المقدمة هي لأقول إننا أمام عملية سلام واضحة، وليست علاقات من تحت الطاولة، ثم مزايدات مثيرة للسخرية.
ويضيف الكاتب: "اليوم نحن أمام ثاني أهم تحرك سياسي في منطقتنا بعد مبادرة السلام السعودية، والتي أصبحت عربية.. اتفاقية العلاقات الإماراتية- الإسرائيلية المعلنة هذه تعني أن دول المنطقة قررت أن تقوم بدورها، وتحجم المطامع الإقليمية، ولتضع حدًّا للعب الصغار، دولًا أو جماعات.
عنوان الاتفاق الإماراتي- الإسرائيلي العريض هو (يمتنع الوسطاء)، فالعلاقات الآن علاقات دول، وبدون مزايدة ولعب أدوار كاذب. ولذا كان محقًّا وشفافًا وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش حين قال: "إن الإمارات تؤمن بأن التزامها بمباشرة علاقات ثنائية اعتيادية مع إسرائيل سيمكّنها من خلال التواصل المباشر من لعب دور مؤثر فيما يتعلق بأمن واستقرار المنطقة".
وهذا صحيح تمامًا بمنطقة بات قرار الحرب فيها أسهل بكثير من قرار السلام. هذا الكلام صحيح جدًّا بمنطقة يتخذ فيها قرار الحرب للدفع بصرف شيك متأخر، مثل ما تفعل حماس. منطقة يتخذ فيها قرار الحرب لتحريك ملف عالق، أو للهروب من تداعيات عملية اغتيال، وكما فعل حزب الله، ذراع إيران، في 2006، بعد اغتيال رفيق الحريري".
ويؤكد "الحميد" أن هذه الاتفاقية تعيد الزخم لعملية السلام المنسية، ويقول: "لذا فإن قرار السلام بين الإمارات وإسرائيل مهم؛ كونه أعاد الزخم لعملية السلام المنسية، وذكّر المنطقة والعالم، أن هناك دعاة سلام، وأعداء للحروب بالمنطقة، كما ذكّر المجتمع الدولي بأن دوره هو تعزيز الدول والسلام، وليس التناغم مع الأحزاب والجماعات التي تنفذ أجندات إقليمية.. اليوم نحن مثلًا أمام رئيس أمريكي أنجز خطوة حقيقية بالسلام في الشرق الأوسط؛ على عكس سلفه باراك أوباما الذي حاز جائزة نوبل مقابل لا شيء. ترامب لم يلق خطابًا يبيع فيه الوهم في جامعة القاهرة ثم يسلم المنطقة برمتها لإيران، كما فعل أوباما".
ويحذّر الكاتب قائلًا: "وعليه، يخطئ من يعتقد بأن السلام أو العلاقات الإماراتية- الإسرائيلية، هي علاقات عامة صارخة، أو دعم انتخابي؛ بل هي خطوة مفصلية يستشعر خطورتها الآن كل من الأتراك، وإيران، والأحزاب، والجماعات المحسوبة عليهم بمنطقتنا، كما أنها خطوة لتعزيز معسكر السلام، وتحجيم المتطفلين.. نعم عزيزي القارئ، أقصد قطر".
وينهي "الحميد" قائلًا: "اليوم تتغير قواعد اللعبة بمنطقتنا، ومنذ سقوط نظام صدام حسين، اليوم بات معسكر الاعتدال يجلس على مقعد القيادة الأمامي، وليس القيادة عن بُعد، أو من الخلف، كما يقال. اليوم هناك دولة عربية استعادت زمام المبادرة".
وعن الفلسطينيين، يرى "الحميد" أنه "منذ معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 والفلسطينيون يقفون على الجانب الخطأ من كل مبادرة للسلام؛ مما أضاع عليهم الفرص. وما لا يتنبه له الفلسطينيون؛ أن قضيتهم التي تم خوض الحروب من أجلها، وكانت تباشر من قِبَل القيادات العربية، انتهت إلى ملفات بيد قادة مليشيات.. لا أحد يطالب الفلسطينيين بالتنازل، لكن ما الذي تبقى أصلًا بعد التشرذم الفلسطيني- الفلسطيني؟ وكيف للقيادات الفلسطينية أن تصم الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي بالخيانة وحماس تهدد بإشعال جبهة غزة للحصول على أكثر من ثلاثين مليون دولار شهريًّا من قطر كثمن للهدنة مع إسرائيل، وبوساطة رئيس الموساد. فهل من خيانة ومتاجرة أكثر من ذلك؟
ويرفض "الحميد" البيان الفلسطيني المجحف بشأن الإمارات، ويقول: "ما لا تدركه القيادات الفلسطينية -وخصوصًا بعد بيانهم المجحف بحق الإمارات- هو أن المنطقة تغيرت، وتتغير، بينما الأخطاء الفلسطينية مستمرة. وما لا يدركه الرئيس عباس، أو صائب عريقات، أن الصوت العالي لا يجدي نفعًا، وخصوصًا بعد أخطاء الفلسطينيين -حماس وغيرها- بحق الثورة السورية، ومصر إبان فوضى ما عُرف بالربيع العربي، والموقف من العلاقات مع إيران.. وكلنا يذكر تعزية وتأبين إسماعيل هنية في قاسم سليماني بطهران. وبعدها حديث عباس عن توافقه مع هنية بعد ما عُرف بصفقة القرن. ولا أحد يطلب من عباس قبول الصفقة، بل ممارسة العمل السياسي".
ويؤكد "الحميد" أن اتفاق السلام سيصمد، ويقول: "على الفلسطينيين أن يتذكروا أنه سَبَق أن قيل إن السلام المصري الإسرائيلي لم يحظَ بشعبية؛ لكنه صَمَد، ومثله السلام الأردني الإسرائيلي، والآن يقال إن المعاهدة الإماراتية الإسرائيلية غير شعبية، ولن أقول إنها ستصمد وحسب؛ بل أقول إن المنطقة تغيرت، وتتغير.. الدرس الذي لم يتعلمه الفلسطينيون أبدًا هو كيفية التحرك السياسي الجاد، واعتبار أن كل طرف عربي يوقّع معاهدة سلام مع إسرائيل هو بمثابة المُعين القوي لهم، وأفضل مما تفعله إيران، وتركيا، والعبث القطري، وأفضل مما فعله سابقًا صدام، والقذافي، أو بشار الأسد".
ويتوجه الكاتب إلى القيادة الفلسطينية، ويقول: "النصيحة لعباس هي كما قال الكاتب توماس فريدمان بالنيويورك تايمز: (نصيحة مجانية لعباس: عد إلى طاولة المفاوضات الآن وقل إنك تنظر إلى خطة ترامب على أنها أرضية، وليست سقفًا للتطلعات الفلسطينية. ستجدون الكثير من الدعم من ترامب والأوروبيين والعرب لهذا الموقف. لا يزال لديك نفوذ. ولا يزال على إسرائيل أن تتعامل معكم، لأن شعبكم في الضفة الغربية لن يختفوا، بغض النظر عما يحدث مع الإمارات وإسرائيل)".
وينهي "الحميد" قائلًا: "ما يجب أن يسمعه الفلسطينيون بوضوح؛ هو أن لا أحد سيضحي بمصالح أمنه القومي إرضاء لجماعات فلسطينية متناحرة؛ بل إن المعتدلين العرب أشد حرصًا على فلسطين من الفلسطينيين أنفسهم، وهذا مثبت بالأفعال. وعليه فخامة الرئيس عباس خذ زمام المبادرة، ولو مرة".
من جانبه قال الكاتب والصحفي السعودي سليمان العقيلي أن السعودية تنظر للاتفاق الإماراتي الإسرائيلي لتطبيع العلاقات بينهما كشأن سيادي إماراتي لا دخل لأحد به. واعتبر أن الاتفاق يمكن أن يسفر عن نتائج جيدة بالنسبة للقضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي، عبر وقف ضم أراضي الضفة الغربية وغور الأردن لإسرائيل. واستبعد العقيلي أن تحذو الرياض حذو أبوظبي في تطبيع العلاقات مع الدولة العبرية.