الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 09:28 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

الدوبلير ..حكايات وأسرار الفرسان المجهولة أصحاب القلوب الميتة

هم أصحاب قلوب ميتة .. تعرفهم ولا تعرفهم .. قرروا احتراف الأدوار الخطيرة انهم الملقبون باسم " الدوبليرات "

وشه دائما متسلط عليه الأضواء، لكنه في الواقع بعيد عنها تماما.. دائما يطلبوا منه انه يؤدي حركات خطيرة في الأفلام السينمائية والدراما بشرط انه وشه مايبانش للكاميرا.

نادرا مانلاقي فيلم سينمائي مش بيستعين بدوبلير لأحد أبطاله، ودا بسبب الحركات الخطرة أو مشاهد العنف والأكشن والمعارك اللي المخرجين بيحبوا يحطوها في الأفلام كعنصر من عناصر الإثارة والتشويق. لكن شطارة المخرج انه مايخليش المشاهد يشعر انه بيتفرج على دوبلير اصلا.. لأنه لو حس بكدا بيفصل عن متابعة المشهد ويتحول الموضوع الى كوميديا خفيفة!.. لازم يكون الدوبلير لابس نفس هدوم البطل وشبهه شكلا وله تقريبا نفس جسمه..

وفي البداية ظهرت فكرة الأستعانة بدوبلير مع بدايات السينما لما خلفت الحروب عن شباب اقوياء بدأوا يبحثوا عن فرص للعمل، فقرر بعض المخرجين الأستعانة بهم في اداء بعض المشاهد الخطيرة أو مشاهد المعارك بدلا من ابطال العمل، اللي كانت امكانياتهم الجسمانية غالبا مش بتؤهلهم للقيام بالحركات الصعبة والعنيفة..

وكان اول دوبلير في تاريخ السينما العالمية في الفيلم الأمريكي The Great Train Robbery انتاج عام 1903 وقام بدوره الفارس Frank Hanaway لما عمل مشهد خطر بدلا من البطل لأنه كان عنده مهارة كبيرة في السقوط من فوق ظهر الحصان وهو بيجري من غير مايصاب بأذى، وكان اول دوبلير يتقاضى أجر في السينما هو بهلوان اشترك في اداء مشهد في فيلم The Conte of Monte Christo انتاج عام 1910 لما نط من فوق منحدر عالي وسقط في البحر وتقاضى اجر قيمته 5 دولار..

وفي السينما المصرية ظهرت فكرة الدوبلير في بعض الأفلام القديمة، ولكن بيتفاوت مهارة تنفيذ مشاهدهم من مخرج للتاني، فنلاقي بعض المخرجين نجحوا في موضوع اخفاء وش الدوبلير تماما عن المشاهد، زي مثلا دوبلير محمود المليجي في فيلم (رصيف نمرة 5) عام 1956 في مشهد الخناقة الشهيرة مع فريد شوقي، نلاقي استخدام المخرج نيازي مصطفى للقطات البعيدة ومع تداخل مع لقطات قريبة لوش البطل (اللي هوا محمود المليجي) ساهم في اخفاء حقيقة الدوبلير بصورة كبيرة..

كمان في فيلم (الرجل التاني) انتاج عام 1959 لجأ المخرج عز الدين ذو الفقار لأستخدام لأستخدام اللقطات البعيدة وهوا بيصور دوبلير رشدي اباظة وهوا بينط من اعلى البناية وينزل من فوق الشجرة، وكان التصوير من ظهر الدوبلير وفي اضاءة ضعيفة الى حد ما لأن المشهد كان ليلي، مما ساهم لحد كبير في اخفاء شخصية الدوبلير..

في حين فشل مخرجين تانيين (او نفس المخرجين اللي فاتوا احيانا) في اخفاء وش الدوبلير اثناء تصوير المشهد، وظهر للمشاهدين في كتير من المشاهد، زي مثلا..

مشهد المعركة بين أنور وجدي وفريد شوقي في فيلم (ريا وسكينة) انتاج عام 1953 للمخرج صلاح ابو سيف، بنلاقي وش الدوبلير اثناء الخناقة ظهر بوضوح رغم اللقطات البعيدة والحركة السريعة..

كمان في فيلم (اسماعيل يس في دمشق) للمخرج حلمي رفلة انتاج عام 1958، نلاقي الدوبلير اللي جابوه يعمل مشهد التزحلق بدل من حسن فايق ظهر من ضهره بشعره الأسود التقيل في حين حسن فايق مشهور بصلعته الجميلة..

كمان في فيلم (أخطر رجل في العالم) للمخرج نيازي مصطفى انتاج عام 1967 نلاقي ان المشاهدين شافوا وش دوبلير فؤاد المهندس وهوا بيتشقلب امام الكاميرا في حركات بهلوانية رغم التصوير من بعيد والحركة السريعة..

كمان في المشهد الشهير بتاع سقوط جورج سيدهم من على السلالم في فيلم البحث عن فضيحة للمخرج نيازي مصطفى انتاج عام 1973 برضه المشاهد بيشوف وش الدوبلير كويس وبان انه مش جورج سيدهم وهو بيتدحرج على السلم في لقطة ظهرت من قريب..

أما عن الأفلام اللي تعرضت لحياة الدوبلير وجوانب انسانية من حياته اهمها الأخطار اللي بيتعرض لها مع قلة الدخل، كان فيلم (اسماعيل يس في الأسطول) عام 1959 للمخرج فطين عبد الوهاب، شفنا أد ايه المخرج يوسف شاهين بيتشدد في تنفيذ المشهد رغم صعوبته ومايهموش ايه اللي حصل او هايحصل للدوبلير.. وبالمناسبة الدوبلير اللي ادى مشهد الدحرجة من على السلالم نجح في انه يخفي وشه الى حد كبير..

اما الفيلم التاني فجاء بعد عشر سنين من انتاج الفيلم الأول وكان فيلم (نص ساعة جواز) للمخرج فطين عبد الوهاب انتاج عام 1969 لما جسد عادل امام دور دوبلير بسيط بيؤدي مشاهد خناق بدلا من الفنان يوسف شعبان، وظهر أد ايه اتبهدل لما انضرب بجد من الطوخي منفذ المعارك بدلا من البطل اللي كان قاعد بيضحك مع المخرج..

وفي بعض الأحيان بيرفض بعض الفنانين من ابطال السينما استخدام الدوبلير للقيام ببعض الحركات الخطيرة وبيفضلوا القيام بيها بنفسهم لما يتمتعوا بيه من اللياقة الجسمانية العالية، ومن اشهرهم طبعا الفنان أحمد السقا.. بنلاقي في فيلم (سمير وشهير وبهير) للمخرج معتز التوني انتاج عام 2010 لما ظهر أحمد فهمي في بداية الفيلم في دور دوبلير للفنان أحمد السقا وكان السقا بيحاول يقنعه انه يمشي عشان يقوم بالمشهد بنفسه..

ودلوقتي فيه دوبليرات لفنانين كتير على مستوى العالم برع المخرجين في انهم يدوهم نفس الشكل تقريبا عن طريق الماكياج، كمان اختاروهم في نفس الجسم، بحيث تكون عملية التفرقة بين البطل ودوبليره اثناء اداء المشهد عملية في غاية الصعوبة.. على سبيل المثال زي..

أما لو تكلمنا عن المقابل المادي اللي بيتقاضاه الدوبلير فمع الأسف بيكون مقابل صغير جدا مقارنة بالنجم اللي عادة مابيكون أجره بالملايين، ففي السينما المصرية بيكون اجر الدوبلير متوسط 2000 جنيه عن كل يوم تصوير بغض النظر عدد المشاهد او مرات اعادة التصوير، في حين في هوليود بيكون اجر الدوبلير حوالي 70 ألف دولار عن الفيلم نظير الحركات الخطيرة اللي بيقوم بها واللي بتصل لحد القفز من طيارات اثناء طيرانها أو من اعلى ناطحة سحاب.. وفي كل من مصر وهوليود فإن الأجر لا يقارن بأجر البطل الأساسي اللي بيكون بالملايين!..

تحية لكل فارس مجهول، أثرى حياتنا وامتعنا بالعديد من المشاهد الصعبة وهو بعيد عن الأضواء، وخلانا نستمتع بمشاهدة المشاهد العنيفة والخطرة وحتى الكوميدية.. من غير حتى مانشوف وشه ولا نعرف هو مين..