الموجز
الخميس 21 نوفمبر 2024 09:21 مـ 20 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

القصر العتيق .. حكاية 550 غرفة تحتضن أسرار مصر

550 غرفة تحتضن أسرار مصر ..نعم انه واحد من القصور التاريخية الشاهدة على التاريخ حيث تزخر أحياء القاهرة وحواريها بالكثير من الأماكن التى كانت شاهدة على أحداث غيرت مجري تاريخ مصر، ومازالت هذه الأماكن باقية لتحكي لمن يزورها حكاية وقصص تاريخية وقعت بين جدرانها، وحوتها غرفها المغلقة.

قصر عابدين جوهرة القرن التاسع عشر، شهد الكثير من الأحداث التي ساهمت في قيام مصر كدولة مستقلة. وقد كان هذا القصر منذ نشأته عام ١٨٦٣ حتى ثورة ١٩٥٢ شاهدًا على ٩٠ عامًا من الأحداث الاجتماعية والسياسية الحافلة، حيث يذكر التاريخ أن إمبراطور فرنسا "نابليون الثالث" في عام ١٨٦٧ قد وجَّه دعوة إلى الخديوي "إسماعيل" للحضور باسم مصر في المعرض العالمي الذي أُقيم وقتها في العاصمة الفرنسية "باريس"، وقد استقبل الخديوي "إسماعيل" البارون "هاوسمان" الرأس المُخطِّط لتطوير وإعادة بناء مدينة "باريس"، واصطحبه في نزهات وجولات في أنحاء المدينة الأوروبية حيث الشوارع الفسيحة والمتنزهات والحدائق المُنسَّقة والمباني الجديدة بطرزها المختلفة. وبعدها أدرك الخديوي إسماعيل أن عاصمته لا بد أن تواكب باقي العواصم في التطوير والتقدم.

وكان الاحتفال الكبير بافتتاح "قناة السويس" أهم قناة ملاحية في العالم قد أوشك على البدء، وكانت ضيفة الشرف الإمبراطورة الفرنسية "أوجيني" ومعها المهندس "فردیناند ديليسبس" مع عدد كبير من الأباطرة وملوك وأمراء العالم. وفي نوفمبر عام ١٨٦٩ لم يكن قد اكتمل بناء قصر عابدين، فاستضاف "أوجيني" في فيلا عمر الخيام (فندق الماريوت حاليًا). وقد كان قصر ومیدان عابدين يمثلان مركز المدينة الجديدة التي تشع منها الشوارع المتألقة البهية. - تم بناء قصر عابدين على أطلال منزل قديم كان يملكه "عابدين" بك أحد أمراء الأتراك، وكان يشغل وظيفة أمير اللواء السلطاني. وعند البدء في بناء قصر عابدين رُدِمَت عدة برك كانت موجودة وسُوِّيَت الأرض، كما تم شراء عدة مبانٍ ملاصقة وأُزيلَت، و دأب الخديوي "إسماعيل" لعدة سنوات على شراء الأملاك المجاورة حتى وصلت مساحة الأرض إلى ٢٥ فدانًا تقريبًا كما ورد في حجة ملكية القصر.

الأحداث التاريخية

شهد القصر عقد قران بعض من أبناء الخديوي إسماعيل، ومراسم زفاف ولي عهد إيران والأميرة فوزية شقيقة الملك فاروق عام ١٩٣٩ .

وفرمان عزل الخديوي إسماعيل عن الحكم عام ١٨٧٩ .

كما شهد قصر عابدين أحداثًا تاريخية مهمة، بدأت بمظاهرة ٩ سبتمبر عام ١٨٨١ عندما وقف أمامه الزعيم أحمد عرابي لعرض مطالب الجيش والأمة المصرية على الخديوي محمد توفيق.

تعرَّض القصر لحريق فى يوليو عام ١٨٩١ عندما كانت العائلة الخديوية تقيم في سرايا رأس التين، وقد دمّر الحريق جناح الحرملك ومكاتب الخاصة الخديوية.

في ٤ فبراير عام ١٩٤٢ طوَّقت المدرعات البريطانية قصر عابدين في محاولة بريطانية لفرض إرادتها على الملك فاروق لإسناد الوزارة إلى مصطفى النحاس.

مع الساعات الأولى من قيام ثورة يوليو ١٩٥٢ تم محاصرة القصر بقوات الجيش من الضباط الاحرار.

وصف القصر

صُمِّم قصر عابدين على الطراز النيوكلاسيكي الفرنسي بواسطة عدة مهندسين تحت إشراف المهندس الفرنسي "ليون روسو"، وشاركه عدد كبير من المعماريين والفنانيين والمهندسين من كل من مصر وفرنسا وإنجلترا وإيطاليا وتركيا، وكان من أشهرهم المهندس "ديكوريل".

ويتكون قصر عابدين من طابقين، حيث يشتمل الطابق العلوي على:

أ- السلاملك: وهو جناح الاستقبالات والاحتفالات والمقابلات الرسمية، ويضم "قاعة قناة السويس - الصالونات بألوانها المختلفة - قاعة الاجتماعات - الحديقة الشتوية - قاعة محمد علي - قاعة الطعام الرئيسية - المسرح الملكي - قاعة العرش - صالون الخديوي إسماعيل".

ب- الحرملك: هو جناح إقامة العائلة، ويضم "أجنحة الإقامة - القاعة البيزنطية - الجناح البلجيكي - قاعة الطعام الصغرى".

أما الطابق الأرضي فيتضمن بهو الاستقبال الرئيسي ومكاتب التشريفات. واحتلت المطابخ مبنی مجاورًا، وذلك لتقليل أثر الحريق وتجنب الروائح غير المرغوب فيها.

في عهد كل من السلطان "حسين كامل" والملك "فؤاد الأول"، عمل المهندسون الإيطاليون على تدعيم نفوذهم في مصر عن طريق مشاركتهم وارتباطهم بالمشروعات الضخمة.

وفي عهد الملك "فؤاد الأول" أضاف العديد من الأجزاء المهمة إلى القصر على يد المهندس الإيطالي "فيروتشي"، ومنها كشك للشاي وآخر للموسيقى داخل حديقة القصر بين عامي ۱۹۱۹ و ۱۹۲۱ . كذلك تم توسعة جامع الفتح، وله مدخلان أحدهما من داخل حديقة القصر والآخر من شارع عابدين.

كما تم إنشاء متاحف القصر، وتم عمل توسعة لجناح السلاملك وإضافة قاعة للعرش، وكذلك إنشاء جناح للملكة "نازلي". ومن أفخم القاعات التي صممها المهندس الإيطالي "فيروتشي" ما عُرِف بـ"القاعة البيزنطية" خلال الفترة من ١٩٢٦ إلى ١٩٣٠ .

وقد اعتمد "فيروتشي" بكثرة على الأثاث الذي صنعه الفنان الفرنسي فرانسوا لينك" الذي أمد القصر بأكثر من ۱۲۰۰ قطعة أثاث متنوعة.

وفي عهد الملك " فاروق الأول" تم تحويل النافورة التي تواجه كشك الموسيقى إلى حمام سباحة عام ١٩٣٧ .

التصميم المعماري

شُيِّدَت المباني على مساحة خمسة أفدنة، والباقی (۲۰ فدانًا تقريبًا) خُصِّصَت للحدائق التي تحيط بالقصر.

يتكون القصر من طابقين بينهما عدد من الأفنية، ولها عدة مداخل أبرزها باب باريس في الجهة الشرقية. وللقصر مدخل على الواجهة الرئيسية من الحديد "الفيرفورجيه" يحمل الحرف الأول من اسم الخديوي إسماعيل مطليًّا بالذهب.

وضمّ القصر عند إنشائه قرابة ٥٥٠ غرفة وقاعة بخلاف الممرات.

المقر الرئاسي

اتّخذ ملوك أسرة محمد علي قصر عابدين – منذ عهد الخديوي إسماعيل - مقرًّا رسميًّا للحكم منذ افتتاحه عام ١٨٧٢ حتى عام ١٩٥٢ . وظلّ هذا القصر المقر الرئيسي للحكم الملكي خلال تلك الفترة من تاريخ مصر، ثم اتخذه الرئيس محمد أنور السادات بعد ذلك مقرًّا للحكم الرئاسي.

التسجيل الأثري

سجَّلت وزارة الآثار قصر عابدين ضمن القصور الملكية، ويضم القصر بداخله متاحف تتبع رئاسة الجمهورية، وهي:

- متحف الأسلحة.

- متحف الأوسمة والنياشين.

- متحف الفضيات.

- متحف هدايا رئاسة الجمهورية.

- متحف الوثائق التاريخية.