قصة مثل ”باب النجار مخلع” .. اعرف أصل الحكاية
نشاهد المسلسلات ونتعلق بها، وبالأحداث التي تدور فيها، حتى أننا أحيانًا نأخذ منها "حكم وأمثال" نرددها، والأمثال الشعبية يتم تداولها بين الناس في حياتهم اليومية، فهي تعكس ثقافة المجتمع التي جاءت منه، والشعب المصري من أكثر الشعوب التي تنتشر فيه الأمثال الشعبية والحكم المأثورة التي تعبر عن موقف ما يصادف الفرد.
لكن في الغالب لا نعرف ما هي قصة هذا المثل الشعبي، الذي نستخدمه في مختلف المواقف الحياتية، فعلى سبيل المثال ظهر في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي، والعطار والسبع بنات"، وغيرها من الأعمال العديد من الأمثال الشعبية التي سنستعرضها معًا تحت عنوان "مثلك من مسلسلك".
"باب النجار مخلّع باب النجار مخلع" مثل يضربه الناس فى السخرية من أن افضل الناس فى خدمة الآخرين أو فى مساعدتهم عادة ما يكونوا غير قادرين على مساعدة أنفسهم، لكن الغريب أن اصل المثل لا يمتّ بصلة لمناسبة ضربه حاليًا.
حيث يحكى أن نجارًا تقدم به العمر، فقرر أن يترك العمل ليعيش ما تبقى من عمره مع زوجته وأولاده، إلا أن صاحب العمل رفض طلب النجار وعرض عليه زيادة فى الأجر مقابل أن يظل فى العمل، غير أن النجار أصرّ على طلبه بالإحالة للمعاش.
فقال له صاحب العمل سأوافق ولكن لي عندك رجاء اخيراً، وهو أن تبني منزلاً اخيراً، ولن أكلفك بأي عمل بعدها، فوافق النجار على مضض وبدأ النجار العمل، ولعلمه أن هذا البيت الأخير لم يحسن الصنعة، واستخدم خامات رديئة، وأسرع فى الانجاز دون الجودة المطلوبة.
وكانت الطريقة التي أدى بها العمل لا تتناسب مع الخبرة الطويلة وجودة عمله المعهودة، وعندما أنتهى النجار العجوز من البناء، سلّم صاحب العمل مفاتيح المنزل الجديد، وطلب منه السماح له بالرحيل، لكن صاحب العمل استوقفه، وقال له: إن هذا المنزل هدية مني إليك نظير سنين عملك معنا فأتمنى أن تقبله، فصعق النجار من المفاجأة، لأنه لو علم أنه يبني منزل العمر كان أخلص فى الاداء والإتقان فى العمل، فلما كان يمر الناس على النجار فى بيته الرديء كانوا يقولون "باب النجار مخلع".