قتله بعدما أبدع في بناء قصره.. تعرف علي قصة مثل ”خيراً تعمل شراً تلقي”
نشاهد المسلسلات ونتعلق بها، وبالأحداث التي تدور فيها، حتى أننا أحيانًا نأخذ منها "حكم وأمثال" نرددها، والأمثال الشعبية يتم تداولها بين الناس في حياتهم اليومية، فهي تعكس ثقافة المجتمع التي جاءت منه، والشعب المصري من أكثر الشعوب التي تنتشر فيه الأمثال الشعبية والحكم المأثورة التي تعبر عن موقف ما يصادف الفرد.
لكن في الغالب لا نعرف ما هي قصة هذا المثل الشعبي، الذي نستخدمه في مختلف المواقف الحياتية، فعلى سبيل المثال ظهر في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي، والعطار والسبع بنات"، وغيرها من الأعمال العديد من الأمثال الشعبية التي سنستعرضها معًا تحت عنوان "مثلك من مسلسلك".
"خيرا تعمل شرا تلقى" من الأمثال الأكثر تداولاً بين المصريين، ويقال تعبيراً عن الطابع النفعى للعلاقات الإنسانية، خاصة عندما يقابل الخير بالشر، ولهذا المثل قصة عربية، فقد أراد النعمان ملك الحيرة أن يبنى قصراً ليس كمثله قصر يفتخر به على العرب، ويفاخر به أمام الفرس، لأن ابن سابور، ملك الفرس، كان سيقيم بهذا القصر، إذ أرسله أبوه إلى الحيرة التى اشتهرت بطيب هوائها، لينشأ بين العرب ويتعلم الفروسية، ووقع اختيار النعمان على سنمار لتصميم وبناء هذا القصر.
وكان سنمار رجلاً رومياً مبدعاً فى البناء فبنى القصر على مرتفع قريب من الحيرة حيث تحيط به البساتين والرياض الخضراء، وكانت المياه تجرى من الناحية العليا من النهر على شكل دائرة حول أرض القصر وتعود إلى النهر من الناحية المنخفضة، وعندما انتهى سنمار من بناء القصر وأطلقوا عليه اسم "الخورنق" كانت الناس تمر به وتعجب من حسنه وبهائه.
ووقف سنمار والنعمان على سطح القصر، فقال له النعمان: هل هُناك قصر مثل هذا القصر؟ فأجاب كلا ثم قال: هل هناك بَنّاء غيرك يستطيع أن يبنى مثل هذا القصر؟، قال: كلا ثم قال سنمار مُفتخراً: ألا تعلم أيها الأمير أن هذا القصر يرتكز على حجر واحد، وإذا أُزيل هذا الحجر فإن القصر سينهدم فقال: "وهل غيرك يعلم موضع هذا الحجر؟ قال: كلا فألقاه النعمان من فوق سطح القصر، فسقط ميتاً.
وقد فعل ذلك حتى لا يبنى مثلهُ لغيره، فضربت العربُ به المثل هذا جزاء سنمار، الذى جاء على غراره المثل المصرى "خيراً تعمل شراً تلقى".