الموجز
الجمعة 22 نوفمبر 2024 07:45 صـ 21 جمادى أول 1446 هـ
أهم الأخبار

الجمعية المصرية لأمراض القلب: 17.3 مليون متوفي سنوياً جراء أمراض القلب

اقامت اليوم الجمعية المصرية لأمراض القلب بالاشتراك مع المجموعة المصرية لدهينات الدم و حيوية الشرايين مؤتمرا صحفيا للجمعية على هامش المؤتمر الطبي و الذي يعد حدث طبى علمي كبير ويحضره ما يقرب من 500 طبيب مصرى وأجنبى من أطباء القلب و السكر من جميع الجامعات و المراكز المصرية و الدول العربية و الأوروبية. وناقش الخبراء الكثير من الموضوعات الخاصة بكل ما هو حديث عن تشخيص و علاج أمراض القلب و دهنيات الدم و حيوية الشرايين بالإضافة إلى المحاضرات و الندوات العلمية الخاصة بالقسطرة التداخلية للقلب.
وقال شريف الطوبجى أستاذ أمراض القلب و رئيس الجمعية المصرية لامراض القلب انه غالبا ما يتم تجاهل قياس الكوليسترول، و التعامل مع ارتفاع الكوليسترول كأمر ثانوي من قبل المرضى الذين لا يعرفون المخاطر المترتبة على ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم على المدى الطويل. فعدم وجود الوعي الكافي بالمخاطر هو القضية الأساسية التي تهدد الصحة العالمية والإقليمية معاً، وهذا بسبب اهمال إجراء الفحوصات التي تؤدي إلى الاكتشاف المبكر وتلقي العلاج المناسب.
وأضاف انه يجب أن يزيد الوعي والمعرفة لدى أفراد المجتمع بمخاطر ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم و التي تعد من أخطر اسباب الاصابة بالنوبات القلبية أو الذبحات الصدرية و التي ترتفع نسبة الاصابة بها في دول الشرق الأوسط. عندما ترتفع نسبة الكولستيرول في الدم، يؤدي ذلك إلى تراكم المواد الدهنية – و خصوصاً الكوليسترول عالي الكثافة و هو ما يعرف بال الكوليسترول "الضار" - على جدران الأوعية الدموية من الداخل مما يتسبب في تضييقها وإبطاء حركة تدفق الدم أو حتى توقفه تماماً وبالتالي الحيلولة دون وصول الاكسجين إلى القلب والمخ ، وإذا توقف تدفق الدم إلى جزء من القلب أو الدماغ، يؤدى ذلك إلى وقوع نوبة قلبية أو سكتة دماغية.
وأوضح ان العلاقة القوية بين ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب و الشرايين الدموية، و نظراً للعبء الكبير الذي تلقي به أمراض القلب و الشرايين على كاهل المريض و اسرته و المجتمع ككل، فانه من الضروري أن يتم اعتبار رفع الوعي بمخاطر الكولستيرول كأولوية قصوى في دول الشرق الاوسط، نظراً لنوعية الحياة في هذه الدول و التي ينقصها الرياضة و الغذاء السليم.
وتعد الأمراض القلبية والسكتات الدماغية هي السبب الرئيسي لوقوع الوفيات حول العالم، حيث يقدر عدد الذين يفقدون حياتهم سنوياً جراء أمراض القلب بـ17.3 مليون شخص. وبحسب منظمة الصحة العالمية فإنه بحلول 2030 سيفقد 23.6 مليون شخص حياتهم بسبب أمراض الأوعية الدموية، وخصوصاً الأزمات والنوبات القلبية. أما في منطقة الشرق الأوسط وعلى وجه الخصوص منطقة الخليج، فإن مخاطر أمراض القلب تنتشر بشكل ملحوظ بين الشريحة التي تضم السكان متوسطي الأعمار .
ان الكثير من الاشخاص لا يكتشفون أنهم يعانون من ارتفاع الكولستيرول في الدم لأنه عادة لا توجد له أعراض او شكوى واضحة . وحتى إذا ما تم إجراء كشف على مستوى الكولستيرول واثبتت الفحوصات أنه في المستوى المقبول، فإن مستويات الكولستيرول تميل إلى الارتفاع مع تقدم العمر ، وكلما ارتفع الكولستيرول "الضار" في الدم كلما زادت مخاطر الاصابة بالنوبات القلبية . ويمكن للأطباء وعبر فحص دم بسيط متابعة مستويات الكولستيرول وتحديد مدى خطورة ذلك على صحة المريض ومدى فرصة تعرضه لمخاطر قلبية .
وقال الدكتور اشرف رضا استاذ و رئيس قسم امراض القلب بكلية طب جامعة المنوفية و رئيس المؤتمر انه مع الأسف إذا لم يكن المريض على دراية أن ارتفاع مستويات الكولستيرول يمكن أن يسبب له المشاكل الصحية، فإنه لا يسعى إلى الطبيب لإجراء الفحوص الضرورية ذلك، وهذا يؤثر على إمكانية التشخيص وتلقي العلاج مبكراً، و لذلك فهو يعرف المشكلة اساساً في قلة الوعي.
وأوضح إن الأشخاص الذين يعانون من مستويات كولستيرول مرتفعة تصل إلى 240 ملج/دل معرضون أكثر من غيرهم لمخاطر الاصابة بأمراض الأوعية الدموية، بالإضافة إلى أن الرجال فوق 45 عاماً والنساء فوق 55 عاماً، والمدخنون، أو الذين يعانون من الوزن الزائد، أو المصابين بارتفاع ضغط الدم، أو السكري، فهم أكثر عرضة للإصابة بالنوبات والأزمات القلبية.4،2 ويتوجب عليهم فحص مستويات الكولستيرول لدى طبيب متخصص كإجراء احتياطي بصفة مستمرة.
و اضاف الدكتور نبيل فرج استاذ امراض القلب بكلية طب عين شمس انه من الضروري إجراء فحص الدم لقياس مستويات الكولستيرول بصورة دورية وعدم الاكتفاء بإجراء الفحص لمرة واحدة، فبعد بلوغ سن العشرين، يجب على الجميع إجراء الفحوصات اللازمة على الأقل مرة كل خمسة أعوام، حتى يتمكنوا من متابعة مستويات الكولستيرول ومراقبة أي زيادة قد تطرأ.
واوضح الدكتور ياسر بغدادي استاذ امراض القلب بكلية طب جامعة القاهرة انه إذا ما تم تشخيص المريض بالإصابة بارتفاع مستويات الكولستيرول في الدم، فإنه يتوجب عليه السعي إلى خفض مستوياته إلى حدود المقبول، حيث أن الجدوى من هذا الأمر على قدر كبير من الايجابية بالنسبة لحياة الشخص، فمع انخفاض مستويات الكولستيرول تنخفض أيضاً مخاطر الاصابة بنوبات قلبية. ويمكن تخفيض مستويات الكولستيرول بعدة طرق تتضمن اتباع حمية غذائية، وممارسة التمارين الرياضية، وتناول العلاجات الطبية المخفضة للكولستيرول. وسوف يساعد الطبيب المريض على الوصول إلى الهدف عبر وضع خطة العلاج المناسبة. ومع ذلك، فإن عدم الاستمرار في اتباع نمط حياة صحي، وعدم الانتظام في تناول الأدوية المخفضة للكولستيرول، واتباع الحمية الغذائية الصحيحة، وممارسة التمارين الرياضية، يمكن أن يؤدي إلى معاودة ارتفاع نسبة الكولستيرول مجدداً.