الموجز
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 08:47 مـ 3 جمادى آخر 1446 هـ
أهم الأخبار

العرض الأول لمسرحية ”ماما” للمخرج أحمد العطار في الدوره ٧٢ بمهرجان أفينيون

العرض الأول لمسرحية "ماما" للمخرج أحمد العطار في الدوره ٧٢  بمهرجان أفينيون
العرض الأول لمسرحية "ماما" للمخرج أحمد العطار في الدوره ٧٢ بمهرجان أفينيون
بعد مسرحية "الحياة حلوة" أو"في انتظار عمي اللي جاي من أمريكا" عام ٢٠٠٠، ومسرحية "العشاء الأخير" التي تم عرضها في مهرجان أفينيون في عام ٢٠١٥، يستمر المخرج أحمد العطار في طرح تأملاته الفنية عن العائلة المصرية وتركيباتها المعقدة وبنية القوة داخل الأسرة، وذلك من خلال عرضه الفني الجديد "ماما". وفي هذا الصدد يقول العطار " لم أفكر مُطلقـًا في عمل ثلاثية مسرحية بالمعنى الحرفي للكلمة، لكن المسرحيات الثلاثة يلمسون نفس الفكرة الخاصة بالعائلة، لذا يمكن اعتبارهم سويـًا سلسلة مسرحية."
تدور أحداث العمل داخل عائلة بورجوازية قاهرية، أم وزوجة ابنها يتنافسان من أجل إدارة المنزل وكيفية التعامل مع الرجال. المسرحية تحمل قدرًا قليلاً الدراما والكثير من الكوميديا والبهجة.
يضيف العطار "المجتمع العربي هو مجتمع ذكوري تمامـًا. ويجب أن نتخطى مرحلة الأشياء المؤكدة، ونبحث أكثر من أجل تحقيق التغيير. فالأم هي الشخص الذي يقوم بتربية الأطفال، فهي التي تغذي عقولهم بنفس المفاهيم الذكورية السلطوية التي يؤمن بها المجتمع. كما أنها تساهم في نقل الأفكار الذكورية لديهم. أحاول من خلال مسرحية ماما أن أسلط الضوء على الصراعات التي تحدث بين نساء الأسرة الواحدة من أجل السيطرة والتحكم."
في هذا العمل، الأم هي الشخصية الأساسية والتي من خلالها تظهر لنا تفاعلات القوة والسلطة والمنافسة والسيطرة. فبينما نتفق على القمع الذي تعاني منه نساء العالم العربي، يحاول المخرج أن يأخذ نظرنا لمنطقة أخرى حيث نشاهد العلاقات المشوهة والمتناقصة والغير صحية التي تظهر لنا بين النساء من ناحية وبين آبائهم وأبنائهم على الناحية الأخرى. وبالتالي أصبحت المرأة بدون وعي تحاول السيطرة على وليدها الذكر كانتقام من المجتمع الذكوري السلطوي، مع إطعام هذا الطفل نفس الأفكار المتحجرة تجاه المرأة. بقية الشخصيات كالأب والابن والأحفاد هم مجرد إضافات درامية يظهر لنا من خلالها العنف الذكوري لكنه يظهر على السطح من خلال المرأة.
ويشير العطار إلى أن " عنوان العمل كافي ليعبر عنه، فكلمة ماما شائعة بين الجميع والتي تلخص فكرة المسرحية منذ بدايتها." ويجيب العطار على سؤال: هل يسحب هذا العنوان رخصة القداسة التي تُمنح للأمهات؟ ويقول "من أجل محاولة تسليط الضوء على الموضوع بشكل أفضل يجب أن نتخلص من كل الأفكار المحملة بالقداسة، من أجل أن نستطيع النظر للمشاكل التي نواجهها بطريقة أفضل."