الموجز
الخميس 19 سبتمبر 2024 08:20 مـ 16 ربيع أول 1446 هـ
أهم الأخبار

أبراهيم البطوط يستحوذ علي إعجاب الجماهير في مهرجان البندقية

لقي شريط'الشتا اللي فات' للمخرج المصري إبراهيم البطوط السبت الترحيب نفسه الذي لقيته المخرجة السعودية هيفاء المنصور بعد عرض فيلمها 'وجدة' في القاعة الكبرى للعروض في مهرجان البندقية حيث عرض الشريطان في إطار تظاهرة 'آفاق'.
وقد دفع الترحيب الحار بالمخرج إلى البكاء تحت تأثير التصفيق الحار لجمهور البندقية المحب للسينما والمواكب بحماس لثورات الربيع العربي وما يرافقها من تغيرات مجتمعية تماما كما حصل مع المخرجة السعودية.
وبعد أن قدم مهرجان كان السينمائي ضمن مسابقته الرسمية فيلم المخرج يسري نصرالله 'بعد المعركة' الذي تناول سيرة وواقع مهاجمي المتظاهرين في التحرير في ما عرف ب'موقعة الجمل'، ها هو مهرجان البندقية يقدم الشريط المصري الروائي الثاني عن الثورة هذا العام.
وقد حرصت مهرجانات العالم منذ العام الماضي على تقديم الكثير من الأفلام التي تعكس أجواء الربيع العربي سعيا إلى عرض أوضاع العالم وتحولاته عبر رؤى صانعي الفن السابع وابداعاتهم.
وقد أكد مهرجان البندقية في دورته الحالية مرة أخرى هذا التوجه إذ أنه يقدم سبعة أفلام عربية في مسابقات مختلفة، اثنان منها خارج المسابقة الرسمية.
وعرض شريط 'الشتا اللي فات' الذي قدم السبت في عرض عالمي أول، بحضور المخرج إبراهيم البطوط وبجانبه الممثل والمنتج عمرو واكد والممثل صلاح الحنفي الذي أدى في الشريط دور ضابط أمن الدولة.
يركز الفيلم على قضية التعذيب وما يخلفه في نفوس الشباب الناشطين على صفحات التواصل والأنترنت.
وتقول المذيعة التي تركت وظيفتها في التلفزيون الرسمي بعد تواطئها مع اكاذيب الدولة، في تسجيل تبثه على الأنترنت وهو واحد من آلاف التسجيلات التي ساهمت في استمرار الثورة 'لقد سلبتم لنا مستقبلنا وجعلتمونا غير راغبين في أنجاب أولاد في المستقبل'.
ويقوم الفيلم على خيط متواز من القصص التي تحدث للشخصيات الثلاث الرئيسية بين العام 2009 وموعد انطلاق الثورة.
تعود الكاميرا بالمشاهد، كما يفهم من سياق الأحداث إلى فترة سبقت الثورة وتحديدا إلى فترة الحرب على غزة حين تعرض الكثير من الشباب المصريين للتعذيب بسبب التظاهرات التي انطلقت تضامنا مع سكان القطاع.
عمرو (عمرو واكد) الذي تدور بينه وبين ضابط أمن الدولة مواجهة صامتة ينتهي بالانتصار على الضابط مع قيام الثورة. ويبرز الفيلم أنه فيما كانت قلة من المصريين قبل الثورة تكسر حاجز الخوف، بات عشرات الآلاف خلال الثورة مستعدين لذلك.
وإذا كان عمرو الذي يعمل مصمم ديكور من منزله ثوريا من الساعة الأولى، فأن صديقته التي تعمل في التلفزيون تظل تروج الأخبار الكاذبة التي تريد الدولة بثها رسميا إلى أن تحدث لها يقظة بعد أن تصادف جريحا على الأرض وتنقله الى مركز للعناية.
ويحاول الفيلم تجنب الحديث عن الثورة بشكل مباشر كما معظم الأعمال السابقة، ويقتبس قصصا وأجزاء من قصص الإنسانية جرت خلال الثورة.
وقد غير إبراهيم البطوط أكثر من مرة السيناريو الأساسي الذي وضعه بالتشارك مع ثلاثة آخرين هم أحمد عامر وياسر نعيم وحابي سعود.
وقد صور أحد مشاهد الفيلم خلال الثورة في شهر فبراير الماضي وهو من المشاهد المرتجلة التي صورت الممثلين في الميدان بين المتظاهرين. وكان هذا المشهد الأول الذي صور من الفيلم، على حد قول المخرج.
ويبين الفيلم ضراوة استبداد ضباط امن الدولة في الفترة التي سبقت الثورة وغلوهم في تعذيب الشباب الناشطين وزجهم في السجون إلى أن بلغ عددهم الاربعين الفا بداية الثورة ولم يكن هناك مفر من أطلاق سراحهم.
ومن المشاهد المميزة في الفيلم، مشهد نرى فيه تحقيقا كاملا مع مجموعة من الاشخاص ويتجسد فيه مشهد سقوط حاجز الخوف وحدوث التحول، إذ إن القوي يصبح هو الاضعف والاضعف هو الاقوى.
ويواصل البطوط في هذا الفيلم عموما صنع السينما بالبناء على المواقف المرتجلة من خلال الاصغاء لنبض ما يدور في التحرير واعادة بلورته وتركيبه.
وينتهي الفيلم بنص يذكر بعدد ضحايا الثورة وعدد الذين فقدوا عيونهم وعدد الناشطات اللواتي خضعن لفحص عذرية...
بدأ ابراهيم البطوط مسيرته كمراسل حربي وصور عدة اعمال وثائقية للتلفزيون منذ العام 1996 في السودان وافغانستان وكوسوفو وفلسطين والعراق والكويت.
وانجز في العام 2008 اول فيلم روائي له حمل عنوان 'عين شمس' وانتمى إلى السينما المصرية المستقلة بكل مقاييسها، ولقي الاعجاب وحاز الجوائز، تبعه فيلما 'حاوي' (2010) و'الشتا اللي فات' الذي يعد فيلمه الروائي الثالث.