الموجز
الأربعاء 4 ديسمبر 2024 10:35 صـ 3 جمادى آخر 1446 هـ
أهم الأخبار

مصير مصر على مفترق الطرق .. وحجم التظاهرات سيحدد مصير الإخوان اليوم

تستعد التيارات والاحزاب المعارضة للرئيس محمد مرسى رئيس الجمهورية اليوم الأحد للمطالبة باستقالة الرئيس محمد مرسي الذي يواجه أكبر احتجاج شعبي ضد حكمه مع إكماله عامه الأول. ويُعتقد أن حجم التظاهرات وطريقة التعامل معها سيُحددان إلى حد كبير مصير «حكم الإخوان المسلمين». ففي حال خرجت الأمور عن السيطرة وحصلت مواجهات بين معارضي مرسي ومؤيديه، فإن الأنظار ستتجه بلا شك إلى الموقف الذي ستلتزمه المؤسسة العسكرية التي تقول إنها ستدافع عن حق المتظاهرين في التعبير السلمي عن آرائهم لكنها تخضع لشرعية الرئيس المنتخب. لكن وقوع صدامات دموية ربما يدفع المؤسسة العسكرية إلى اتخاذ موقف مختلف.
فقد شهدت مصر، أمس، حشودا وتسخينا غير مسبوقين، عشية مظاهرات دعت لها قوى معارضة للرئيس محمد مرسي، مقرر لها اليوم. وقالت مصادر أمنية إنه جرى إخلاء منزل الرئيس والقصر الرئاسي، ونقله وأسرته إلى دار الحرس الجمهوري، الواقعة في منطقة شبه محصنة شمال شرقي العاصمة.
وتعمق الانقسام بين القوى السياسة بشكل أثار قلق دبلوماسيين غربيين في القاهرة. وأعلنت الولايات المتحدة وضع 200 جندي من مشاة البحرية المتمركزة في جنوب أوروبا، على أهبة الاستعداد للذهاب إلى مصر. وقال مسؤولون بوزارة الدفاع الأميركية إنه يمكن نقل قوات المارينز من إيطاليا وإسبانيا، خلال ساعة واحدة، من تلقيهم أوامر للتحرك بطائرات لتوفير الحماية للسفارة الأميركية في القاهرة، ونقل رعاياها، في حال اندلاع أعمال عنف قد تستهدفهم, كما شهدت مصر مغادرة كثيفة للأجانب.
ودعت الإمارات العربية المتحدة رعاياها إلى مغادرة مصر "فورا".
مخاوف من صدامات دامية
ويتوقع مراقبون أن حجم وطريقة تصرف حشود المعارضة اليوم أمام القصر الرئاسي وفي ميدان التحرير يمكن أن يحددا مستقبل حكم «الإخوان المسلمين» لمصر. وتقول المعارضة إنها تعتزم الاعتصام لحين رحيل مرسي، لكن هناك تخوفات من تحول التظاهرات إلى صدامات دامية خصوصاً في المحافظات التي عادة ما تشهد استهدافاً لمقار جماعة الإخوان وحزبها «الحرية والعدالة».
ويرابط أنصار الرئيس في ميدان رابعة العدوية في حي مدينة نصر القريب من القصر تأهباً لما ستسفر عنه مسيرات المعارضة، في حين تراقب وحدات الجيش المنتشرة في الشوارع الأوضاع الميدانية المحتقنة.
وظهر من حجم الحشد في ميدان التحرير ومحافظات عدة أول من أمس أن مرسي على موعد مع «موجة ثورية» جديدة، ستكون على الأرجح الأكبر منذ توليه الحكم قبل عام.
وزاد مقتل مفتش الأمن العام في شمال سيناء العميد محمد هاني على أيدي مسلحين أمس حنق عدد كبير من الضباط على نظام الحكم الجديد، خصوصاً أن اجتماعات عامة للضباط سُجل فيها اعتراضات على حماية مقار الإخوان، وغل يد الأمن في التعامل مع المسلحين في سيناء.
مرسي يدعو لتشديد الحماية على مقرات الإخوان
وكان الرئيس محمد مرسي التقى بمقر قصر القبة الرئاسي، السبت، أعضاء مجلس الأمن القومي الذي يضم وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي ورئيس الاستخبارات اللواء رأفت شحاتة، لبحث تطورات الأحداث الجارية وسبل مواجهة أعمال العنف التي قد تشوب تظاهرات، اليوم الأحد، المطالبة بانتخابات رئاسية مبكرة، كما التقى الرئيس مرسي بوزير الداخلية، للوقوف على آخر الاستعدادات الأمنية وتأمين المنشآت الحيوية.
وذكرت وسائل إعلام مصرية أن مرسي طلب من الوزير تشديد الإجراءات الأمنية عند مقار جماعة الإخوان المسلمين.
وكان الجيش المصري أصدر بياناً أمس أكد فيه على خطة الاستنفار التي وضعها لتأمين البلاد، بغية عدم تكرار يوم 28 من يناير من عام 2011، حيث فتحت فيه السجون وانسحبت الشرطة، الأمر الذي ساهم في حدوث انفلات أمني على نحو متزايد.
تمرد: 5 ملايين مواطن سيكونون أمام الاتحادية اليوم الأحد
من جهتها أعلنت حركة "تمرد" الرافضة لاستمرار الرئيس مرسي جمع أكثر من 22 مليون توقيع لمواطنين قالت إنهم يطالبون بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأكد محمود بدر مؤسس حملة تمرد اليوم أن المتظاهرين الذين سيذهبون لقصر الاتحادية سيكون عددهم أكثر من 5 ملايين من ضمنهم أمهات الشهداء وضباط الجيش المتقاعدين.
فيما أكدت ريهام المصرى عضو الحملة خلال استضافة أعضاء الحملة ببرنامج القاهرة اليوم مع عمرو أديب، "دعوتنا لجميع المصريين بالنزول، وأنه سيتم تشكيل غرف عمليات بين الاتحادية والتحرير للتواصل".
البرادعي:مصر آيلة للسقوط بسبب فشل النظام
وحثّ الدكتور محمد البرادعي، رئيس حزب الدستور والقيادي البارز في جبهة الإنقاذ، الشعب المصري بكل فئاته على ضرورة المشاركة في تظاهرات 30 يونيو/حزيران، المعارضة للرئيس محمد مرسي، بهدف عودة الثورة إلى مسارها الصحيح، مؤكداً أن التظاهرات ستكون سلمية بعيدة عن العنف.
وطالب البرادعي الرئيس مرسي أن يستمع لكلمة المصريين ، والتي تنادي بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وأضاف: "الثورة قامت من أجل الحرية والعدالة والأمن، وليس من أجل تكفير بعضنا، مشيراً إلى أن البلاد تسير في طريق مسدود، وأن الدولة آيلة للسقوط ليس لكون الرئيس مرسي من الإخوان، بل بسبب فشل النظام برمته، ونحن نطالب على إثر ذلك الفشل بالاحتكام للصندوق، وأن الشعب سيخرج غدا لقول كلمته".
وشنّ هجوماً لاذعاً على مرسي، حيث أكد أن معظم الشعب لا يتلقى الخدمات الصحية والأمن منعدم، وأن الدولة تنهار فعلاً، لافتاً إلى أن النظام القديم لن يعود، ولابد أن يكون هناك تسامح وتعاون بيننا.
وقال إن تظاهرة 30 يونيو ستكون سلمية، ونقول للعالم إن الثورة رجعت، حتى ترجع مصر إلى عهدها السابق، وإلى قيمها الحقيقية القائمة على التسامح والتي تصون حقوق المرأة.