«نتنياهو في الكونجرس».. مقاطعة من الديمقراطيين وهاريس أبرز الغائبين
يخطط عدد متزايد من القادة والمشرعين الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ الأمريكي لمقاطعة خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المقرر إلقاؤه اليوم الأربعاء أمام جلسة مشتركة للكونجرس.
وتأتي هذه المقاطعة بسبب الغضب العميق داخل الحزب الديمقراطي تجاه الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، حسب تقرير لشبكة "الشرق".
في خطابه الأخير أمام الكونجرس عام 2015، قاطع 58 مشرعًا ديمقراطيًا خطاب نتنياهو الذي اعتبروه هجومًا غير لائق على جهود الرئيس آنذاك باراك أوباما في المفاوضات النووية مع إيران، وفقًا لموقع "Roll Call" المتخصص في أخبار الكونجرس.
ومن المتوقع أن يتجاوز عدد المقاطعين هذه المرة هذا الرقم، نظرًا للغضب الديمقراطي الواسع تجاه طريقة إدارة حكومة نتنياهو للحرب على غزة.
ورغم ذلك، سيحظى نتنياهو بدعم حار من المشرعين الجمهوريين الذين نظموا خطابه في قاعة مجلس النواب، ليصبح بذلك أول زعيم أجنبي يخاطب الكونجرس أربع مرات، متجاوزًا رئيس الوزراء البريطاني الراحل ونستون تشرشل.
إلا أن العديد من الديمقراطيين والمستقلين يخططون لمقاطعة خطابه، أبرزهم نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي تشغل منصب رئيس مجلس الشيوخ وتجلس تقليديًا على المنصة خلف أي متحدث بارز، وقالت هاريس إن رحلة مقررة منذ فترة طويلة ستمنعها من الحضور.
انتقد الجمهوريون غياب هاريس، معتبرين أنه يعكس عدم الولاء للحليف الإسرائيلي، ومع ذلك، قال المرشح الجمهوري لمنصب نائب الرئيس جي دي فانس إن الحملة الانتخابية ستمنعه أيضًا من حضور خطاب نتنياهو.
خارج مبنى الكابيتول، يعتزم متظاهرون غاضبون بسبب مقتل ما يقرب من 40 ألف فلسطيني وعجز نتنياهو عن تحرير رهائن إسرائيليين وأمريكيين، تنظيم احتجاجات ضخمة.
إصابة 14 جندياً إسرائيلياً في غزة والضفة وحدود لبنان
نتنياهو أمام كونجرس منقسم
عند وصول نتنياهو إلى الكابيتول، سيواجه هيئة تشريعية منقسمة حول قيادته بسبب الانتقادات الدولية لحربه على غزة، ومن المتوقع أن يظهر البعض عداءً صريحًا لحكومة دولة يُفترض أن تكون أحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة، حسبما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز".
تشير الصحيفة إلى أن المقاعد في الجانب الديمقراطي من مجلس النواب ستكون أكثر فراغًا مقارنةً بالجانب الجمهوري، وتصاعدت التوترات إلى درجة أن رئيس مجلس النواب مايك جونسون هدد بإلقاء القبض على أي شخص يتسبب في اضطراب داخل أو خارج قاعة المجلس.
قالت النائبة الديمقراطية ألكساندريا أوكاسيو كورتيز إنها لن تحضر الخطاب لأنها تعتبر نتنياهو "مجرم حرب" بسبب تكتيكاته في الصراع، الذي أودى بحياة عشرات الآلاف في غزة وتسبب في كارثة إنسانية.
وأكدت النائبة رشيدة طليب، وهي الفلسطينية الوحيدة في الكونغرس، أنها لن تحضر الخطاب، ووصفت دعوة نتنياهو لإلقاء كلمة أمام الكونغرس بأنه "مشين"، داعية إلى محاكمته في المحكمة الجنائية الدولية.
بدورها، أكدت النائبة إلهان عمر والنائب ماكسويل أليخاندرو فروست عدم حضورهما الخطاب، حيث وصف فروست قيادة نتنياهو بأنها بغيضة.
تزايد قائمة الغائبين
أعلنت النائبة براميلا جايابال، رئيسة التجمع التقدمي في الكونجرس، عن نيتها التغيب عن الخطاب، مشيرة إلى تزايد قائمة الغائبين الديمقراطيين، ورفضت النائبة لورين أندروود من إلينوي الإفصاح عن نيتها حضور الخطاب أم لا.
ولم تؤكد نانسي بيلوسي، النائبة الديمقراطية ورئيسة مجلس النواب السابقة، ما إذا كانت ستحضر أم لا، وكانت بيلوسي قد أعربت في وقت سابق عن عدم تأييدها لإضافة اسم السيناتور تشاك شومر، زعيم الأغلبية، إلى قائمة المدعوين.
في مجلس الشيوخ، يعتزم العديد من الديمقراطيين التغيب عن الخطاب، منهم السيناتور ريتشارد جيه - دوربين والسيناتور باتي موراي، كما يخطط السيناتور جيف ميركلي والسيناتور بيرني ساندرز للامتناع عن الحضور.
قرار التغيب
أعلن السيناتور كريس فان هولين عن تغيبه، مشيرًا إلى أنه لا يرغب في المشاركة في دعم سياسي غير نزيه، وأوضح النائب جيرولد نادلر أنه سيغيب بدافع من الاحترام لدولة إسرائيل، وليس لنتنياهو.
وأعلنت مجموعة من مساعدي الكونجرس تنظيم "إضراب ضد جرائم الحرب" أثناء حديث نتنياهو، كما كتب مسؤولون إسرائيليون سابقون رسالة إلى قادة الكونجرس يعبرون فيها عن مخاوفهم بشأن الضرر الذي قد يلحق بالأهداف المشتركة لإسرائيل والولايات المتحدة بسبب الخطاب.
وأشارت الرسالة إلى أن نتنياهو فقد دعم الشعب الإسرائيلي ويحاول دعم ائتلافه الداخلي من خلال استعراض القوة في الولايات المتحدة.، وأكدت أن الكونجرس سيستضيف "زعيماً بلا تفويض شعبي، يواجه المحاكمة على جرائم كبرى".