بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي.. مشاهد مروعة في مخيم جباليا الذي أصبح مقبرة جماعية للجثث المشوهة
مخيم جباليا.. ارتكب الاحتلال الإسرائيلي، على مدار 3 أسابيع، مئات المجازر والمعارك، في مخيم جباليا الذي لم يبقي منه سوي أطلال حيث اختفت معالم الحياة، وتحول إلى كومة من الأنقاض فالطرقات والمنازل والبنية التحتية دمرت بالكامل، وتكدست فوق بعضها لتُصبح ركامًا، فيما سحقت الجرافات الشوارع الممهدة، إلى جانب انتشار الآلاف من الجثث المشوهة.
انسحاب الجيش الإسرائيلي من مخيم جباليا
وانسحب الجيش الإسرائيلي، أمس الجمعة، من شمال قطاع غزة بعد عملية عسكرية استمرت 20 يومًا، وشن خلاله أكثر من 200 غارة جوية، مخلفًا دمارًا واسعًا غير مسبوق في مخيم جباليا.
تدمير 1000 منزل في مخيم جباليا
من جانبه، أكد الدفاع المدني الفلسطيني أن أكثر من 1000 منزل دمر بالكامل في منطقة مخيم جباليا بشمال قطاع غزة.
ووفقًا لـ "نيويورك تايمز" فقد تم العثور على بعض الجثث في الشوارع، بينما تم انتشال جثث أخرى من تحت الأنقاض، وكانت قد بدأت في التحلل.
انتشال 70 شهيدًا من مخيم جباليا
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، أمس الجمعة، بانتشال جثث أكثر من 70 شهيدًا من مخيم جباليا وبيت لاهيا بعد انسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة.
سياسة الأرض المحروقة
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة إن الجيش الإسرائيلي "عاث تخريباً وتدميراً في مخيم جباليا على مدى 20 يوماً، مستخدماً سياسة الأرض المحروقة، مما تسبب في قتل وجرح المئات ونزوح قسري لنحو 200 ألف مواطن، وتدمير مربعات سكنية كاملة، وحرق وقصف المنشآت العامة والخدمية، وبدأ المشهد كأن المنطقة تعرضت لزلزال مدمر".
وأضاف المركز في بيان أن "فرق الإسعاف والدفاع المدني انتشلت عشرات الشهداء طيلة فترة الاجتياح وبعد الانسحاب، وتواصل البحث حالياً عن عشرات المفقودين بين ركام المنازل ومراكز الإيواء والمدارس والمستشفيات التي لم تسلم من القصف والتدمير، وحتى عيادات ومقرات ومراكز وكالة الغوث الدولية لم تسلم هي الأخرى من آلة التخريب".
وتابع البيان أن الجيش الإسرائيلي "دمَّر البنى التحتية والمقومات الاقتصادية كالأسواق والمحال التجارية، وحتى قبور الأموات لم تسلم، حيث قامت آلياته بتجريف المقابر، ليظهر بذلك مشهد جديد من مشاهد جريمة الإبادة الجماعية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني للشهر الثامن".
تدمير مكاتب الأونروا في مخيم جباليا
وفي نفيس الصدد، قالت "أونروا" إنها تلقت تقارير "مروعة" عن تدمير وجرف قوات الاحتلال مكاتبها في مخيم جباليا.
وأضافت أن "نازحين، بينهم أطفال كانوا يحتمون بمدارسنا في جباليا، استشهدوا وجرحوا على يد جيش الاحتلال"، ولفتت الوكالة إلى أن "جيش الاحتلال أضرم النار في خيام أشخاص لجؤوا إلى مدارسنا".
وأوضحت أن "أكثر من 170 مبنى للأونروا في جميع أنحاء قطاع غزة تعرض لأضرار أو للتدمير منذ اندلاع الحرب على غزة في 7 أكتوبر"، ودعت الوكالة إلى "وقف الهجمات ضد مكاتبها، وحثت العالم على التحرك لمحاسبة الجناة".
معلومات عن مخيم جباليا
ويعد مخيم جباليا من أكبر مخيمات اللاجئين الثمانية في قطاع غزة، حيث يقع شمالي القطاع بالقرب من بلدة تحمل ذات الاسم.
وفي أعقاب حرب 1948، استقر اللاجئون في المخيم، ومعظمهم فروا من القرى الواقعة جنوبي فلسطين، التي احتلتها إسرائيل آنذاك.
وكان عدد سكان مخيم جباليا يُقدر بأكثر من 116 ألف لاجئ مسجل، حيث عاشوا على مساحة تبلغ فقط 1.4 كيلومتر مربع، وفق وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، ذلك وقبل العملية الإسرائيلية على المخيم.
وكان يوجد في المخيم، قبل العملية، العديد من المنشآت التابعة للأونروا، منها 16 مبنى مدرسي، ومركز لتوزيع الأغذية، و3 مراكز صحية، ومكاتب للإغاثة والتنمية، ومكتبة عامة، وآبار مياه.
اقرأ أيضًا